في الكثير من الأحيان يظهر في الفضاء بعض الأشكال الخلابة التي تظهر في مظهر رائع وجذاب، وتعرف هذه الأشكال بالسديم، وهو عبارة عن كتل هائلة مكونة من الغازات والغبار، تكون بعضها نتيجة انفجار نجم في نهاية عمره مثل ما يعرف بالمستعر أو الطارق الأعظم، والبعض الآخر يكون نقطة بداية لتكون نجوم جديدة فتسمى باسم “حاضنات النجوم”.
والسدم يتكون بشكل أساسي من غازي الهيدروجين والهيليوم، وتنتشر هذه الغازات في الفضاء بسرعة كبيرة وبمساحات شاسعة ولكن الجاذبية تحد من سرعة هذه الغازات فتبدأ بتكوين كتل كبيرة من الغازات والغبار وكلما ازدادت هذه الكتل حجمًا، أصبحت جاذبيتها أقوى بكثير، وتوجد السدم بشكل أساسي في الفضاء الواقع بين النجوم، وتظهر بأشكال غير منتظمة ولكنها تتميز بألوانها الباهرة وأشكالها الجذابة.
وهناك أنواع مختلفة من السدم منها “السديم المظلم، وهو سحابة عملاقة من الغازات الباردة والغبار، التي لا تشع أي ضوء، فالسديم المظلم يخفي بداخله النجوم التي يحتويها فلا تكون ظاهرة بسبب ظلامه”، “السديم العاكس المنتشر تتكون هذه السُدم من غاز الهيدروجين بنسبة كبيرة بالإضافة إلى بعض الغبار، وتعكس الضوء إلى النجوم التي تحتويها، وهي النجوم الأقرب إليها، ويسهم الغبار في إضفاء اللون الأزرق على هذه السدم، وتعد مجموعة الثريا خير مثال على السديم الأزرق”.
ومنها أيضًا “السديم الانبعاثي المنتشر ووصفت هذه السدم بالمنبعثة لأنها تشع ضوءها الخاص وذلك لأن ذرات الهيدروجين التي تعد المكون الأساسي لها تتأثر بقوة الأشعة فوق البنفسجية القوية المنبعثة من النجوم القريبة، وهذا ما يجعلها تتأين أي تفقد ذرة الهيدروجين الإلكترون الوحيد لها فتطلق فوتونًا فينتج عنه انبعاث الأضواء من السديم، ”السديم الكوكبي ويحدث عندما يقترن سديم منتشر مع مولد نجم جديد، ويكون السديم الكوكبي من بقايا هذا النجم وسمي السديم الكوكبي بهذا الاسم نظرًا لاتسامه بجوانب دائرية".
ومن أشهر السدم في الفضاء، “سديم هيليكس ويعد هذا السديم المعروف أيضًا باسم NGC 7293 السديم الأقرب إلى الأرض، إلا أنه يبعدها بقرابة 700 سنة ضوئية، واكتشفه العالم كارل لودفيج هاردنج قبل عام 1824 وقد تكون نتيجة انفجار نجم، سديم عين القط وهو سديم كوكبي يبعد عن الأرض قرابة 3262 سنة ضوئية، ويقع في كوكبة التنين، واكتشفه ويليام هيرشل عام 1786، ويعد أكثر السدم إضاءة في الفضاء، وكان من أوائل السدم التي تم دراسة طيفها، وكان ذلك على يد ويليام هيجنز عام 1864، سديم الفراشة ويبعد 4000 سنة ضوئية عن الأرض ويقع في كوكبة العقرب، واكتشفه عالم الفلك رودولف مينكوفسكي عام 1947، ويتميز سديم الفراشة بشكل جناحين تكونا بفعل انتهاء نجم قدر حجمه بخمسة أضعاف حجم الشمس، ويحيط بسديم الفراشة سحب عملاقة من الغبار تشع الأشعة فوق البنفسجية”.
ومن ضمن الأنواع أيضًا كل من “سديم السرطان ويبعد عن الأرض بقرابة 6523 سنة ضوئية ويقع في كوكبة الثور، ويتميز بأنه أول جرم سماوي تم اكتشافه كناتج انفجار مستعر أعظم، ويمتلئ بعديد من الخيوط الغامضة التي تتميز بخفتها وسرعتها الكبيرة، وسديم الصقر الذي يعد من أجمل السدم الموجودة في الفضاء على الإطلاق، وقد سمي بهذا الاسم نتيجة تشابه شكله مع شكل الطائر، ويبعد بقرابة 7000 سنة ضوئية عن الأرض، ويقع في كوكبة الحية، ويحتوي هذا السديم الانبعاثي على عدد من النجوم النشطة التي تساعد على تكون الغازات والغبار”.