سعدية فهمي سليمان، البالغة من العمر 66 عامًا، تفترش أحد الأرصفة بشارع بحي الإمام الشافعي، وأمامها مجموعة من معلبات البسكويت والأكواب التي تبيع فيها الشاي، وفي الخلف يجلس نجلها حيث تقطن بأحد أحواش المقابر في حي السيدة عائشة بمصر القديمة.
السيدة الستينية لا تبالي من كبر السن ولا تكل ولا تمل من العمل الدائم ليل نهار من أجل توفير قوت يومها وسد احتياجات نجلها الذي طرق العمل منذ 5 سنوات وحتى هذه اللحظات يقطن دون عمل، الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن مع السيدة التي بغلت من العمر عتيا، بعدما انفصل نجلها الثاني عن زوجته بسبب المسكن.
تقول سعدية:" أنا بعمل شاي كل يوم جمعة، علشان علاجي بألف ونص في الشهر، والعلاج اللي بأخده من الحكومة مش اللي انا بأخده، ومفيش دخل تاني عندي، وعيالي انا اللي بصرف عليهم علشان ابني عنده كهرباء على المخ، وهو حاصل على معهد راديو وتليفزيون.. وابني التاني مردوش يقعدوه معايا في المقابر قالوا كفاية واحد، وببعت له الف جنيه في الشهر".
وأضافت السيدة الستينية: " ابني التاني طلق مراته علشان الايجار.. نفسي يشوفوا له شغلانة، وعلاجي غالي ومش بقدر الف في الشوارع ابيع الشاي انا قاعدة مكاني".