استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في قاعة كليمينتينا في القصر الرسولي المشاركات في المجمع العام لرهبانيّة نوتردام- القديس أوغسطين حيث وجّه كلمة في هذه المناسبة قال فيها :"معكنَّ أشكر الرب على عمل روحه الذي يتجلى في موهبتكم التربوية، في خدمة الأجيال الجديدة والعائلات، من أجل إنسانية متكاملة وعالم أكثر أخوَّة.
واضاف: " نجد أنفسنا اليوم، أمام تحدي تنشئة الشخص البشري وتربيته وفي الأمانة للرؤى الإنجيلية لمؤسِّسَيكنَّ القديس بيار فورييه والطوباويّة أليكس لو كليرك، قد التزمتمنَّ من أجل تربية شعبيّة، تربية على الإيمان والعدالة والقرب من الفقراء.
وأضاف: "وفي مختلف البلدان التي تعملنَ فيها، أشجعكنَّ على أن تكنَّ تلميذات مرسلات وجماعات رجاء وفرح، لأن الخطر الكبير الذي يواجهه عالم اليوم، مع عرضه الاستهلاكي المتعدد والقمعي، هو حزن فرديّ ينبع من قلب مرتاح وبخيل، ومن السعي المريض عن الملذات السطحية، ومن الضمير المنعزل. وعندما تنغلق الحياة الداخلية في مصالحها الخاصة، لا يعود هناك بعدها مكان للآخرين، ولا يتمكن بعدها الفقراء أبدًا من الدخول.
تابع يقول أيتها الأخوات العزيزات، إنَّ الموضوع الذي اخترتموه لمجمعِكنَّ العام، "الميثاق التربوي لرهبانيّة Notre-Dame"، هو دعوة قوية للتفكير في السبل الجديدة الممكنة لبلوغ الشباب في واقعهم اليومي، بهدف المساهمة في تنميتهم المتكاملة. في الواقع، تحتاج مسيرة الحياة إلى رجاء يقوم على التضامن، وكل تغيير يتطلب مسارًا تربويًّا من أجل بناء نماذج جديدة قادرة على الاستجابة لتحديات وحالات الطوارئ في العالم المعاصر، وفهم وإيجاد الحلول لمتطلِّبات كل جيل، ولجعل بشرية اليوم والغد تزدهر. إزاء التحديات والأخطار التي تهدد الشباب، آمل أن يعيد لهم التزامكنَّ وحماسكنَّ، اللذين صاغتهما قوة الإنجيل، بهجة الحياة والرغبة في بناء مجتمع يليق بهذا الاسم.
أضاف يقول أنا أعتمد عليكنَّ وأثق بكنَّ، والكنيسة تثق بكنَّ. بكلماتكنَّ وأفعالكنَّ وشهادتكنَّ، أنتنَّ توجِّهنَ رسالة قوية إلى عالم يرفض الضعفاء. ولذلك استقينَ بالصلاة والعبادة من ينبوع الخير والحق، وجِدنَ في الشركة مع المسيح المائت والقائم من بين الأموات القوة لكي توجِّهنَ نظرةً إيجابية، نظرة حب ورجاء إلى العالم، مع إيلاء اهتمام خاص للفقراء والمعوزين في المجتمع. بهذه الطريقة ستحمل رسالتكنَّ كمربيات ثمارًا جيدة بين الناس من أجل خير المجتمع. بفضل موهبتكنَّ، التي تهدف إلى جعل كل شخص يكتشف محبة المسيح، أنتنَّ تساهمنَ في فتح آفاق جديدة وخلق فُسحات أخوَّة. في الواقع، إن التربية على الدوام هي فعل رجاء يدعو إلى المشاركة وتحويل منطق اللامبالاة العقيم الذي يَشُلّ إلى منطق آخر مختلف، قادر على قبول انتمائنا المشترك.
واختتم قوله إلى القول أيتها الأخوات العزيزات، في هذه المرحلة التي أحدث فيها وباء فيروس الكورونا أزمة متعددة الجوانب، ولا سيما أثّر بشكل قوي على التربية والشباب، أدعوكنَّ لكي تقتربنَ من الأشخاص الذين يعيشون في عزلة وحزن وإحباط.
ففي الواقع، عليكنَّ أن تُعزّزن لغة القرب، ولغة الحب المجاني والحب العلائقي والوجودي الذي يلمس القلب، ويبلغ الحياة، ويوقظ الرجاء والرغبات.