في كلمته خلال احتفالات الشرطة بعيدها السنوي الـ70 أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي "لا يفوتني اليوم، أن أوجه لكم التحية بمناسبة ثورة الخامس والعشرين من يناير والتي عبرت عن تطلع المصريين، لبناء مستقبل جديد لهذا الوطن ينعم فيه جميع أبناء الشعب، بسبل العيش الكريم.
وأضاف: إن الطريق مازال أمامنا طويلًا وما تم تحقيقه على الصعيد الاقتصادي الأمني، هو مجرد خطوة على طريق بناء المستقبل الذي نسعى لتثبيت دعائم استقراره، وبناء الجمهورية الجديدة التي تحفظ كرامة المواطن المصري، وتوفر له أفضل الظروف المعيشية.
وتمثل هذه الكلمات من رئيس الدولة أن تحقيق ما تطلع المصريون إليه في 25 يناير جزء رئيسي وهدف طويل تسعى الدولة إلى تحقيقه، وهو ما تعمل عليه منذ تصحيح مسار الثورة في 30 يونيو، وصولا للهدف الأسمى الرامي إلى توفير الحياة الكريمة لأبناء هذا الشعب الذي تحمل الكثير من الصعاب، ونال العبء الأكبر من الأخطاء التي شهدتها سنوات طويلة، وكلام كثير في سنوات سابقة عن نمو يخدم القمة، ولا يخدم القاعدة العريضة من أبناء هذا الشعب.
يقينا أنه وبعد 11 عاما من 25 يناير في 2011 قد جرت مياه كثيرة في الشارع المصري سواء ما يتعلق بالاقتصاد، والقضايا الاجتماعية، وعلى المستوى السياسي، من أجل الوصول بالشعب إلى مبتغاه، خصوصا في مشروعات تنمية شاملة، وفرص عمل في مختلف التخصصات، ومستوى تعليمي مختلف، ورعاية اجتماعية وصحية للفئات المهمشة، وغيرها.
والأهم من كل ذلك هو توفير الأمن والاستقرار لهذا الشعب، والذي يراه الرئيس السيسي، هو التحدي الحقيقي، الذي يواجه مفردات التنمية،، حيث أشار في كلمته إلى "أن مبادرة "حياة كريمة" التي تجوب كل محافظات مصر تعمل على تحقيق غد أفضل للأجيال القادمة ولكن هـذا الطريق لن يكـون ممهدًا، دون وجود عوائق تعترض مسيرتنا في ظل تحديات ومخاطر تواجه الأمن القومي المصري".
فقدر مصر – حسب تعبير الرئيس، "أن مصر تعيش وسط منطقة مضطربة كانت ولا تزال هي بؤرة الأحداث الدولية تتعارض فيها المصالح، وتتشابك فيها التوازنـات، وتتـغـيـر فيها التحالفات فما كان مستحيلًا بالأمس، أصبح ممكنًا اليوم وما كان من الثوابت في الماضي، أضحى في الحاضر، أمرًا قابلًا للتغيير ولا سبيل أمامنا لمجابهة كل هذه الأمور، إلا بوحدتنا وتماسكنا الوطني فبهما دون غيرهما، نحافظ على ثوابتنا الوطنية التي لا تتدخل في شئون الآخرين، ولا تقبل التفريط في حقوق المصريين".
والمؤكد أن وحدة هذا الشعب هي الخطوة الأولى لمواجهة مختلف التحديات، ولتحقيق أفضل وسائل الاستقرار لشعب مصر بكل فئاته، في الوقت الذي تتزايد فيه التحديات، من كل الاتجاهات، والأعداء من الدخل والخارج يتربصون به، فلن تتحقق أمنيات وأحلام هذا الشعب بجهد منفرد، بل بحاجة إلى تعاون حقيقي، أساسه بناء الوطن بكل أركانه، وبمشاركة واسعة من فئات شعبه، تحت شعار تحكمه مصالح الوطن وتحت سقف واحد شعاره "الوطن وطنا"، ولا مكان لأعدائه، ولا لمن يريد شرًا بهذا الوطن.
والأمل معقود على مخرجات الجمهورية الجديدة، التي بدأت تتبلور العديد من مكوناتها في الحياة العامة على أرض مصر، وستكون محور العمل الرئيسي لرؤية الدولة المصرية 2030، ليس على المستوى الاقتصادي فقط، بل ستمتد لتغطي مختلف محاور الحياة في البلاد سياسيا واجتماعيا وتنمويا، وغيرها، لتتبلور هذه الجمهورية الجديدة، والثانية في عمر مصر الجمهوري.
ولا شك أن السند الرئيسي لنجاح هذه الجمهورية، والذي أدت لبروزها أحلام المصريين في 25 يناير و30 يونيو، هو الغطاء الأمني لهـا، والذي يمثله عصب مصر وسندها، في الأمن والاستقرار، مدعوما بجيش وشرطة، يعرفان بالضبط مهامهما في بلد تستهدفه قوى مُغرضة من الداخل والخارج، ووفقا لتعبير مهم قاله الرئيس السيسي، "إن الجيش والشرطة يمثلان معا الحصن المنيع، لحماية الوطن من كل شر".
ونقول هما معا سند جهورية جديدة ينتظر فيها المواطن حياة العيش الكريم.