يعد مسجد «الموافى» الذى يقع فى شارع بورسعيد بمدينة المنصورة أحد الأماكن الأثرية الشهيرة بمحافظة الدقهلية، وهو ملاصق لدار بن لقمان الأثرية التى أُسر فيها لويس التاسع ملك فرنسا، واحتل المسجد شهرة كبيرة فى الدول العربية حيث يأتى العديد من الزوار العرب لزيارته، وأسسه الملك الصالح نجم الدين أيوب أحد ملوك الدولة الأيوبية على مساحة تبلغ ١٠٠٠م تقريبًا، كما أسس بجواره مسجد آخر أطلق عليه مسجد الصالح الصغير، وحتى نزل الشيخ «عبدالله الموافى» بالمسجد فجدده ونسب إليه.
وقال الدكتور محمد طمان مدير عام آثار الدقهلية، المسجد عُرف واشتهر بـ«الموافى» نسبة إلى قبر الشيخ عبدالله الموافى الرفاعى، وأشار «طمان» إلى أن المسجد يرجع تاريخ إنشانه إلى عام ٥٨٣ هجرى- عام ١١٨٧م، وأن على مبارك ذكر المسجد فى الخطط التوفيقية، والمسجد كان فى بداية الأمر صغيرًا حتى قدوم الشيخ «عبدالله الموافى»، وأوضح «طمان» أن الشيخ «الموافى» كان أحد علماء المسلمين، وتوفى عام ١١٦١ هجرى- عام ١٧٥٧م.
وتابع «طمان» أن «الموافى» قام بتوسعة المسجد فسمى المسجد باسمه وقد تم إلحاق ضريح الشيخ «عبدالله الموافى» المسجد، وكشف أن المسجد قد ذُكر فى حجج الوقف ومنها حجة وقف باسم القاضى نور الدين عام ١١٣٦ هجرى- عام ١٧٢٣م، وكذلك فى حجة وقف أخرى باسم «الأمير على بن عبدالله» ومؤرخة عام ١١٢٩ هجرى- عام ١٧١٧م باسم مسجد الموافى، وقد أطلق على المسجد اسم مسجد الملك الصالح نسبًا للملك الصالح نجم الدين أيوب.
وأشار إلى أن مسجد الموافى قد عُرف قديمًا بالمسجد الصالحى الكبير، حيث قد وجد حجج وقف كثيرة على المسجد الصالحى الكبير، ومنها حجة وقف باسم الأمين أحمد جركس ومؤرخه فى ١٥ شوال عام ١٠٧٢ هجرى- ٢ يونيو ١٦٦٢م، مضيفًا أن المسجد يعد من أقدم المساجد بمدينة المنصورة، وتم تجديد المسجد عدة مرات، وكان أولها فى العصر العثمانى عام ٩٩٨ هجرى- عام ١٥٩٠م، وتم تجديده مرة أخرى على يد الأمير ذو الفقار بك، وتم توسعته وذلك عام ١١٩١ هجرى- عام ١٧٧٧م.
وأوضح مديرعام الآثار الدقهلية الأسبق أن المسجد كان يتضمن قبة ولكنها سقطت هى غير موجودة الآن، وأنها كانت تتواجد بالركن الشمالى للمسجد، وتم إنشاؤها فى ١١٩٩هجرى- عام ١٧٨٤م فى العصر المملوكى، وأنها كانت من طراز القباب المضلعة من الخارج.
وكشف أن المسجد كان يتضمن مئذنة وكان يبلغ ارتفاعها ما يقرب من ٢٦.٨٠ متر، وتلك المئذنة سقطت يوم ٢٩ صفر ١٤١٨ هجرى- عام١٩٩٧م، مضيفًا أنها تهدمت طوابقها، وقد أُزيلت بالكامل الآن، مشيرًا إلى أن مبنى المسجد الحالى مجدد بالكامل والقديم مندثر.
يتضمن المسجد ضريح للشيخ الموافي وأولاده، وضريح لأمير من الأمراء ويدعى «طالب بك»، وكان الشيخ موافى قد أعد حجرات للوافدين على المسجد للاستراحة به ثم تحول المسجد بعد ذلك إلى معهد دينى علمى.
والجدير بالذكر أن مسجد الموافى يتوافد عليه العديد من المواطنين خلال شهر رمضان المبارك كل عام، وتقام فيه صلاة التراويح والحلقات الدينية ويتسع لمئات من المصلين ويتضمن مصلى سيدات، كما تم نقشه بالنقوش والزخارف الإسلامية الطراز من الخارج والداخل، ويحتوى من الداخل على نجفا كبيرا على غرار المتاحف الإسلامية الكبرى.
البوابة لايت
مسجد الـ1000 متر فى المنصورة.. قيمة علمية وتاريخية وواجهة سياحية
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق