كعادته ودع أبناءه و توجه إلى محل عمله بمشتله الصغير بمصر القديمة، بوجه مبتسم كان «وائل» يرعى زهوره التى هى مصدر رزق له ولأفراد أسرته.
لكن دائمًا تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فلم يعلم«وائل» أن هناك ٣ لصوص يتربصون له على مدار أسبوع كامل لسرقته.
ففى اليوم المشئوم انتهز الـ٣ لصوص تواجده بمفرده داخل المشتل وهجموا عليه لسرقته، شاهرين أسلحتهم بوجهه.
«أرجوكم عندى ولاد عايز أربيهم» بتلك الكلمات حاول «وائل» استرجاهم بعدم قتله، لكن على ما يبدو أن توسلات«وائل» لم تكن كافية ولم تحرك للصوص ساكن، فحاول «وائل» الاستغاثة بالأهالى وفى تلك اللحظة قام أحدهم بضربه بآلة حادة على رأسه حتى سقط على الأرض جثة هامدة.
فى دقائق معدودة قام اللصوص بسرقة محتويات المشتل وفروا هاربين، على الفور قامت أسرته بإبلاغ قوات الشرطة بقسم مصر القديمة وبتفريغ الكاميرات المحيطة بمسرح الجريمة أمكن تتبع خط سير المتهمين وألقت قوات الأمن القبض عليهم.
وبسؤالهم عن الواقعة أقروا بارتكابها، بدعوى مرورهم بضائقة مالية، قائلين: «كنا عايزين نسرقه بس، مكانش قصدنا نقتله»، ومن جهتها أمرت النيابة العامة بحبسهم ٤ أيام على ذمة التحقيقات، كما أمرت بانتداب الطب الشرعى لتشريح جثة المجنى عليه وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية.
من جهته قال محمد كمال الشحات، المحامى، فى تصريحات لـ«البوابة نيوز»، إن تلك الواقعة هى واقعة سرقة بالإكراه، مشيرًا إلى أنه يعاقب بالسجن المؤبد أو المشدد على السرقات التى ترتكب فى الطرق العامة سواء كانت داخل المدن أو القرى وخارجها أو فى إحدى وسائل النقل البرية أو المائية أو الجوية فى الأحوال الآتية إذا وقعت السرقة من شخصين فأكثر وكان أحدهم على الأقل حاملًا سلاحًا ظاهرًا أو مخبأ، كما نصت المادة ٣١٥ من قانون العقوبات.
وأوضح«الشحات»، أنه يعاقب بذات العقوبة إذا وقعت السرقة من شخصين فأكثر بطريق الإكراه، بالإضافة إلى أنه إذا وقعت السرقة ولو من شخص واحد يحمل سلاحًا، وكان ذلك بطريق الإكراه، أو مجرد التهديد باستعمال السلاح، مضيفًا أن عقوبة السرقة بالإكراه تتراوح بين السجن المشدد ٧ سنوات وحتى ١٥ سنة.
وأشار إلى أنه فى حال أن تركت تلك الجريمة أثرًا أو جرحًا للمجنى عليه تكون العقوبة هى السجن المؤبد ٢٥ سنة، وذلك كما نصت المادة ٣١٤ من قانون العقوبات، وتصبح العقوبة الإعدام فى حالة موت المجنى عليه.
