أكد عدد من الخبراء والمحللين، أن معدلات الإصابة بكورونا تضاعفت في الفترة الأخيرة منذ تسجيل حالات متحور "أوميكرون" بين المواطنين المصريين. وكانت وزارة الصحة أعلنت تسجيل 1533 حالة إيجابية جديدة من إصابات كورونا، و29 حالة وفاة، الجمعة، وهي معدلات لم تصلها الأشهر الأخيرة من عام 2021، قبل ظهور أوميكرون.
ويتزامن تزايد الإصابات، مع تراجع حدة الأعراض التي تصاحب المصاب بأوميكرون، مما يدفع البعض للاعتقاد أنه مجرد "نزلة برد" أو زكام، دون الذهاب للمستشفى أو إجراء فحص كورونا.
وعلق الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، قائلاً إن تحقيق حلم المناعة المجتمعية ضد كورونا "أصبح أكثر قرباً بكثير بعد ظهور متحور أوميكرون"، مضيفًا أنه من المتوقع أن يصيب نحو 70% من سكان العالم خلال شهرين، ومن ثم سيحقق مناعة مجتمعية كنا نتمنى أن تتحقق من اللقاحات، لكنها ستتحقق أسرع مع المتحور الجديد، خصوصا في الدول التي لا يوجد بها كمية لقاحات كبيرة.
وأضاف، أن بريطانيا على سبيل المثال أعلنت قرب تحقيق المناعة المجتمعية، وقللت فترة العزل لـ5 أيام فقط بعد انتشار أوميكرون، وهو ما تجري دراسته في مصر حاليا، مع الدخول في الموجة الخامسة من الفيروس.
وتابع الحداد، أن أوميكرون سيُكسب العالم مناعة في وقت قياسي، وأتوقع أن تتواصل تحورات كورونا بعد أوميكرون ليتحول لفيروس ضعيف مثل الإنفلونزا العادية، وسيكون له علاج متاح وفعال، مؤكدًا أن إصابات كورونا مستقبلا ستكون في شكل هجمات متفرقة في أماكن بعينها، وليست موجات وبائية.
كما قال الدكتور أشرف حاتم، عضو اللجنة العليا للفيروسات التنفسية التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إنه يعتبر الارتفاع الشديد في الإصابات الذي سجله فيروس كورونا المستجد خلال الأيام الماضية بداية للموجة جديدة في مصر.
وأضاف، أن الفيروس ليس له مراحل رقمية حتى نقول إننا في الموجة رقم "كذا"؛ وإنما له ارتفاعات في عدد الإصابات وكذلك انخفاضات وعندما تبدأ الإصابات في الانخفاض نعتبر أن الفيروس هدأ لينتهي تمامًا ويصبح فيروس متوطن يمكن للمواطنين العيش معه دون خوف أو ليبدأ من جديد في الارتفاع فيثير الغموض من حوله وكذلك الخوف والقلق.
وأشار حاتم إلى أن الارتفاعات والانخفاضات التي سجلتها إصابات الفيروس منذ ظهوره خارج مصر كانت في 5 مرات وهو ما أسماه البعض بالموجات وبحسب هذه التسمية فإن أمريكا وأوروبا شهدت ارتفاعًا في إصابات كورونا 5 مرات وهو ما يطلق عليه الموجة الخامسة.
في نفس السياق، قال الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن نظرة علماء العالم تجاه فيروس كورونا بدأت تتغير في الشهور الأخيرة خاصة بعد انتشار متحور أوميكرون بشكل أكبر من السلالات الأخرى لذا بدأت الكثير من الدول فيرفع القيود عن المصابين به ومن المتوقع أن يتم التعامل معهم فى القريب العاجل كما لو كانوا مصابين بنزلة برد.
وأضاف، أن هذا لا يأتي من وهى الخيال أو الصدفة وإنما من خلال نتائج توصلت لها دراسة أميركية حديثة حيث اكتشفت أن الملقحين يحتاجون مدة عزل 5.5 يوم في المتوسط للشفاء من فيروس كورونا المستجد وتصل بين غير الملقحين إلى 7.5 يوم.
كما أوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، أن الإصابات كانت قد بدأت بالانخفاض في الموجة الرابعة، ولكن مع وجود المتحور الجديد دخلنا في موجة أخرى من ارتفاع الأعداد، ومما لا شك فيه، أن هذه موجة جديدة.
ونصح عبدالغفار، المرضى الذين يعانون من وجود أعراض مرتبطة بصعوبة التنفس، بالتوجه إلى أقرب مستشفى، أما في حالة الأعراض الشائعة، فينبغي عمل العزل المنزلي لمدة 5 أيام، مضيفًا أن هناك اختلاط بين الإنفلونزا وكورونا في هذه الأيام، ونتعامل على أن دور البرد العادي حاليا كأنه اشتباه بكورونا لحين ثبوت العكس.