ينفتح الشعر على التجربة الإنسانية اللانهائية، متحركًا في فضاء الخيال والدهشة، محاولا إعادة بناء الوجود عبر أصواته الحميمية القريبة من روح المتلقي، ويُعد الشعر هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس التي تجوب الوعي الإنساني واللاوعي أيضًا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.
واليوم تنشر قصيدة بعنوان "روعة البيان" للشاعر السوري شفيق جبري، تزامنا مع ذكرى وفاته التي تحل اليوم الأحد.
ردّي عليّ بياناً سحرُهُ جمحا
ضنَّ الزمانُ بهِ من بعد ما سمحا
لم يبقَ من لذّةٍ يلهو الفؤادُ بها
إلاّ البيان وطيبٌ منه قد نفحا
قد عشتُ منهُ زماناً لستُ أذكرُهُ
إلاّ ذكرتُ بهِ اللألاءَ والمرحا
ستّونَ عاماً وما جرّتْ شدائدُها
نفضّتُ منها اعتِلاجَ الهمِّ والتّرحا
جرَّبتُ كلَّ نعيمٍ في مدارجها
أكانَ مغتبَقاً أم كان مُصطَبَحا
فما صفوتُ بغيرِ الشعرِ في كدرٍ
أنفي بهِ ما برى منّي وما فدحا
فإنْ تجدْ منحةً للعلم سابغةً
ألا ترى الشعر ما أعطى وما منحا
غنّى فأعطتْ نعيم القلبِ نغمتُهُ
كالطيرِ يُعطي نعيمَ العينِ إنْ صدحا
أكرمْ بقومٍ علتْ فيهمْ مكانتُهُ
حتّى رأوْهُ على الأفلاكِ قد رَجَحَا
إنْ كان في العلمِ ما تسمو العقولُ بهِ
فالقلبُ بالشعرِ يسمو بعدما رزحا..