"في بعض الأيام أفكر أني سوف أموت من الجرعة الزائدة من القناعة"، تلك أحد مقولات الفنان سلفادور دالي دالي أحد أشهر رسامي العالم، الذي يتزامن اليوم ذكرى رحيل لعام 1989،وترك وراءه إرثا ضخما من اللوحات غير التقليدية ليصبح رائد المدرسة السيريالية، يُعرف دالي بلوحاته المشهورة "The Persistence of Memory، Melting clocks".
بدأ دالي برسم لوحات ورسومات متطورة في سن مبكر فأسس له والده استوديو خاص قبل أن يدخل المدرسة الفنية، وبعد أن لاحظعليه موهبته الهائلة ، اتقن الرسم، وبحلول عام 1919 أقام دالي أول معرض علني له في مسرح بلدية فيغيرس Figueres.
توفيت والدته عام 1921،وكانت اكبر خسائره وتعد المدمرة له، وإلتحق دالي بأكاديمية دي سان فرناندو في مدريد عام 1922، وعاش في السكن الطلابي في المدرسة وسرعان ما نقلته نزعته الفنية الغريبة إلى مظهر جديد، حيث ازداد طول الشعر والسوالف، وتأثر بأسلوب اللغة الإنجليزية الحديثة في أواخر القرن 19، وتأثر بالعديد من الأساليب الفنية المختلفة، بما في ذلك الميتافيزيقيّة والتكعيبية، التي استحوذت على اهتمام زملائه الطلاب إلا أنها لم تجذب انتباهه واهتمامه كبقية زملائه.
اكتشف دالي العديد من أشكال الفن عندما كان في المدرسة، مثل الرسامين الكلاسيكيين أمثال رافاييل، برونزينو و دييغو فيلازكيز، إنتهج عدة أنماط مختلفة منها الانطباعية، المستقبلية والتكعيبية، حتى أصبحت لوحات دالي مرتبطة بثلاثة مواضيع أساسية وهي: الكون والأحاسيس والرمزية الجنسية والصور الإيديوغرافية.
عبر دالي من خلال لوحاته تصويرية والزيتية عن شخصيات وتفاصيل صغيرة ودقيقة،حيث اتبع تقنية كلاسيكية دقيقة، متأثرة بفناني عصر النهضة، وهذا ما كان متناقضًا مع مساحة "الحلم غير الواقعي" التي خلقها بشخصيات خيالية غريبة.
اهتم دالي خلال دراسته بمطالعة مؤلفات فلسفية مثل كتابات نيتشه، وفولتير، وكانت، وسبينوزا، ووجه اهتمامه الكامل إلى أعمال الفيلسوف ديكارت الذي استند إلى أفكاره في الرسم فيما بعد.
تابع دالي تطوراته حتى تطلع لصناعة الافلام عام 1929، عندما تعاون مع لويس بونويل على فيلمين Un Chien" andalou وL'Age d'o"، وظهر إبداعه بعد سنوات في فيلم آخر Alfred Hitchcock's" Spellbound "، واستخدمت لوحات دالي في تسلسل الحلم ضمن أحداث الفيلم، وساعدت على مؤامرة من خلال إعطاء أدلة على حل سر لشخصية الإضرابات النفسية جون بالنتين.
أصبح سلفادور دالي الشخصية الشهيرة للحركة السريالية، عام 1930 استثمر انتاجه الفني في أوائل القرن حيث رسم واحدة من أشهر لوحاته في هذا الوقت، وربما العمل السريالي الأكثر شهرة The Persistence of" Memory".
أُضطر دالي التخلي عن الرسم بسبب اضطراب حركي تسبب بارتجاف دائم وضعف في يديه، حيث قال إنه فقد القدرة على التعبير عن نفسه بالطريقة التي يعرفها، تعرض دالي لحرق شديد في عام 1984 وبسبب إصاباته جلس على كرسي متحرك وتوفي دالي في 23يناير 1989 إثر إصابته بمرض القلب عن عمر يناهز الـ 84عاماً، ودفن في سرداب.