تحل اليوم الأحد ذكرى ميلاد أحد رواد المدرسة الانطباعية الرسام الفرنسي إدوارد مانيه الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1832، يعد من أهم الفنانين التشكيليين الفرنسيين في العصر الذهبي لباريس، ومن الممهدين لمرحلة الفن الحديث.
ولد مانيه لأسرة برجوازية ميسورة الحال فقد كان والده رجل قانون ناجح، وقد أتاح له ذلك أن يعبر عن آرائه وانتقاداته دون الخوف من أن يؤدي ذلك إلى فقدانه مصدر الرزق بعكس العديد من الفنانين الآخرين الذين كانوا متعلقين براع لأعمالهم.
حلم مانيه في صغره أن يصبح ضابط بحرية، لكن بعد فشله مرتين في امتحانات القبول ترك حلمه وقرر دراسة الفن حيث التحق في عام 1850 بمدرسة الفنون الجميلة في باريس على يد توماس كوتير، درس مع أنتونان بروست الذي أصبح فيما بعد وزيرًا للمعارف، وزار بلادًا عديدة منها هولندا وألمانيا والنمسا وإيطالياوإسبانيا، ومتاحفها وأماكن الفن فيها.
يعد أول ظهور لمانيه عام 1862 ، عن طريق لوحة "موسيقى فى حى تويليرى"، وكانت هى أول التصادم مع النقاد، حيث كان بطل اللوحة على غير العادة لجميع الناس وليس لشخص واحد، ورغم التصادم مع النقاد إلا أن عدداً كبيراً من الفنانين أخذوا هذه اللقطة ونوعوا بها أعمالهم، وأصبحت لوحاتهم احتفاليات الناس فى الحدائق و الشوارع.
كان مانيه أول من كسر حاجز التقليد باستعمال الفن في التأثير المرئي أكثر منه في التعبير عن قصة ما، ومنذ ذلك الوقت غلب هذا المذهب على التصوير التشكيلي الخاص به، حيث صار الاهتمام بالصورة نفسها أكثر من الاهتمام بالوظيفة القصصية للصورة.
ولمانيه العديد من الأعمال منها :"غداء على العشب" و"أوليمبيا"، اللتان أثارتا جدلاً كبيراً وأثرت على أعمال بعض الفنانين الشبان الذين أسسوا المدرسة الانطباعية، وتعتبر هذه الأعمال، علامة فارقة في تاريخ الرسم تمثل بداية الفن الحديث، ومن أعماله "مشرب في ملهى الفوليه برجيه"، "سكة الحديد"، و"منطقة الأرجنتوي".