أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء الماضي، أن إدارته تدرس إعادة تصنيف جماعة «أنصار الله» الحوثية منظمة إرهابية دولية، وذلك بعد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على الإمارات.
وقال «بايدن» فى معرض جوابه عن سؤال صحفي عما إذا كان يؤيد إعادة تصنيف «الحوثيين» منظمة إرهابية، بعدما تم حذفهم قبل نحو عام من قائمة الإرهابيين: «الإجابة هي أنها قيد الدراسة».
وجاء تصريح الرئيس الأمريكي بعد فترة وجيزة من إصدار السفارة الإماراتية بيانا قالت فيه إن سفير الإمارات بواشنطن «يوسف العتيبة» حث إدارة بايدن على إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، ردا على الضربات التي استهدفت يوم الاثنين الماضي مطار أبوظبى ومستودع وقود.
وفي نفس السياق قال «بايدن» إنه سيكون من الصعب للغاية إنهاء الصراع بين الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والتحالف العسكري الذي تقوده السعودية والذي تنتمي إليه الإمارات.
وفي هجوم وصفته الإمارات بـ«الاعتداء الحوثي الآثم»، قتل ثلاثة أشخاص في انفجار وحريق اندلع في ثلاثة صهاريج لنقل المحروقات في منطقة مصفح، بالقرب من خزانات أدنوكو وفي منطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبوظبي الدولي الإثنين الماضي وقالت دولة الإمارات في وقت لاحق إنها تحتفظ بحقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية وهذا التصعيد الإجرامي الآثم، مؤكدة أن هذا الاستهداف الآثم لن يمر دون عقاب.
وتحدث المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش في تغريدة على «تويتر» عن اعتداء حوثي آثم على بعض المنشآت المدنية في أبوظبى، معتبرًا في الوقت نفسه أن عبث الميليشيات الإرهابية باستقرار المنطقة أضعف من أن يؤثر في مسيرة الأمن والأمان التى نعيشها.
وفي نفس يوم التفجير تبنى الحوثيون الاعتداء الذي استهدف العاصمة الإماراتية مؤكدين استهداف عدد من المواقع والمنشآت الإماراتية المهمة والحساسة.
وقال عبدالكريم الانسى، المدير التنفيذى لمنظمة «اليمن أولًا»، إن تصريحات الإدارة الأمريكية بإعادة الحوثيين الي منظمة الإرهاب مستفز جدا للشعب اليمني، فكيف رفع «بايدن» التصنيف الإرهابي عن الحوثيين فى عام 2018 بحجة الجانب الإنساني، والكل يعلم أن مئات من اليمنيين تموت يوما بسبب إرهاب الحوثيين.
وأضاف «الانسى» في تصريحات لـ«البوابة»، أن الإدارة الأمريكية علمت أن الحوثيين آلة الضغط علي إيران من أجل قبول شروط المفاوضات في مؤتمر فينيا، وبذلك تسعي أمريكا لقطع ذراع الحوثيين للضغط علي إيران، مشيرًا إلي أن منظمات المجتمع المدني نوثق ونثبت ونرسل ونطرح في كل دورات مجلس الأمن والأمم المتحدة كافة الجرائم الإنسانية التي ارتكبت بحق الشعب اليمني، ولا يوجد فعل إرهابي قامت بيه داعش إلا وقامت به الميليشيات الحوثية أضعاف ومع كل ذلك تم تأجيل هذا الإدارج.
وأكد «الانسى»، أن هذا الإدراج بالنسبة للشعب اليمني الآن لايسمن ولايغنى من جوع، وأتمني أن يشمل قرار التصنيف كل الشخصيات المتورط في الإرهاب سواء في اليمن أو الدول الأخرى وكذلك تتابع الأموال التي خرجت من اليمن، ويجب التعاون بين الاستخبارات الامريكية والجيش اليمني لجمع المعلومات من أجل تحرير المدن اليمنية من تلك الجماعة الإرهابية، لأنها أصبحت لا تمثل تهديدا علي اليمن فقط بل علي العالم كله، وقد بدأت بتصاعد هجوم علي أبوظبي فلا نعلم من الدولة القادمة التي تستهدفها تلك الجماعات.
بينما قال الدكتور محمد صفر السعودي، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن اليمن امتداد للأمن القومي السعودي، خصوصًا وأن الحوثيين سيطروا علي منطقة مهمة خطوط الملاحة القريبة من مضيق باب المندب حيث إن البحر الأحمر يعتبر أهم الروافد المهمة للملكة العربية السعودية، وأيضا وجودهم في الحدود الجنوبية للملكة يعجل لديهم القدرة علي تهديد أمني مباشر فما يتعلق بالحدود أو المناطق والمدن القريبة من اليمن.
وأضاف «صفر» فى تصريحات لـ«البوابة»، أن الأمر أصبح أكبر من مجرد مجموعة لديها أجندة خاصة باليمن أنه أصبح جزء خاص من المشروع الإيراني والنفوذ الإيراني في المنطقة، وتهديد الحوثيين ليس للملكة السعودية فقط بل تهديد للخليج وأمن المنطقة، باعتبار أن إيران تهدد الملاحة في مضيق هرمز والحوثيين يهددون الملاحة في مضيق باب المندب ولاشك أن أبواب الملاحة تلك مهمة بالنسبة للامتدادات الطاقة والتجارية الإقليمية والدولية.
وأكد «صفر»، أن الحوثيين أضعف من تهديد أيدولوجية السعودية، لكن هم وإيران يلعبون في إطار التهديد الاقتصادي والأمني، حيث زاد خطر الحوثيين عندما امتلكوا أسلحة نووية وصواريخ بعيدة المدي استطاعوا من خلالها توجيه ضربات لبلاد أخري كالذي حدث في الإمارات.
وقال محمود ابوحوش، باحث في الشأن الدولي، إن الهجوم الاخير على دولة الإمارات العربية المتحدة هناك عدة نقاط لأبد وان تاخد في الاعتبار من وراء هذا الهجوم
- ان هدف الهجوم الحوثي من تغير بوصة استهدفاته هذه المرة الى دولة الإمارات العربية المتحدة يكمن في محاولات محاولات كشف ثغرة الدفاع الجوي الإماراتي خاصة مع ظهور مؤشرات امتلاك الإمارات أنظمة دفاع جوي متطورة قادرة على التصدي لأي هجوم سواء من الخليج نفسه من قبل طهران او من خلال البحر الأحمر وما يشكله الحوثي من تحدي جسيم على امن دولة الإمارات خاصة وامن دول الخليج عامة.
واضاف، أن الخطر الحوثي هذه المرة امتد بشكل ملفت حيث كان استهدف الحوثي هذه المرة مركز ومحدث لاضرار مادية وبشرية.
وأشار، الي أن سياق الحالي هو سياق الجولة الثامنة من التفاوض مع طهران وعليه فهذا الاستهداف رسالة واضحة من طهران لحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في الخليج بأنه لاجدى من الاستدارة وراء العبائة الأمريكية وان واشنطن الأن هي في موقف لا تحسد عليه ما بين التهدئة لإرضاء طهران وإكمال عملية التفاوض وعجزها عن الرد لحماية حلفائها.
وتابع: أن الولايات المتحدة الأمريكية غير قادر إعادة تصنيف الحوثي على قوائم الإرهاب لأسباب تتعلق بملف التفاوض مع طهران وعليه ففرصة الحوثي الان في الاستهداف والضغط والتقدم ميدانيا لصالحه.
- ان النشوة الذي أصابت الحوثي بعد هذا الاستهداف ستدفه بلاشك في نظري في زيادة هجماته على مواقع خليجية متنوعة خاصة في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.