باتت قضية توسيع عضوية حلف "الناتو"عنصرًا جوهريا في التوتر الناشب أخيرًا بين الحلف وروسيا التي تعتبر استمرار توسع التحالف الغربي يشكل تهديدًا خطيرًا لأمنها القومي.
و قال الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلنطي" NATO، ينس ستولتينبرج، إن التحالف الغربي قرر قبول أوكرانيا وجورجيا كأعضاء جدد، لافتا إلى أن القرار تم البت فيه واتخاذه في مطلع عام 2008 ولن يتخلى الحزب عن سياسة التوسيع التي تبناها، مشددًا في الوقت نفسه على أن توقيت انضمامهما للحلف لا يزال غير محدد.
ونقلت مجلة "ميليتري ووتش" الأمريكية عن رئيس حلف الناتو قوله في تصريحات أخيرة أنه من المستبعد أن يقيد الحلف عضويته ويتخلى عن سياسة التوسع التي تبناها في السابق.
وشكلت قضية انضمام جورجيا إلى حلف الناتو ركنًا أساسيًا للتوتر الذي اندلع بين موسكو وتبليسي منذ منتصف العقد الأول من الألفية الراهنة، وبلغت ذروتها في الحرب الخاطفة التي شنتها روسيا ضد جورجيا في عام 2008. بي نما تصاعدت مخاوف موسكو من الانضمام المحتمل لأوكرانيا إلى حلف "الناتو"، خصوصًا بعد إطاحة الحكومة الأوكرانية الموالية لروسيا في عام 2014 وتولي حكومة أخرى جديدة أكثر انفتاحًا على الغرب.
زادت القوات المسلحة في الدولتين من تعاونهما واندماجهما مع "حلف شمال الأطلنطي"،غير أن العضوية الكاملة لهما في الحلف ستُعَبِد الطريق أمامهما للحصول على مبيعات سلاح أكبر فضلًا عن إتاحة مواقع تتمركز فيها منصات وقدرات نووية غربية على أراضيهما.
وتقول المجلة الأميركية المعنية بالشؤون العسكرية إن تلك الأوضاع تنظر إليها موسكو باعتبارها تهديدًا خطيرًا لأمنها القومي بما يسمح لـ"لناتو" توجيه ضربات لأهداف رئيسية عبر الأراضي الروسية دون أن يتيح لموسكو إلا زمن تحذير قصير للغاية إذا قورن بمواقع توجيه ضربات أخرى. وفي ضوء ضآلة القوات الروسية الراهنة إذا قورنت بقوات "الناتو" التي أصبحت تفوقها في العدد بشكل كبير، فضلًا عن ضآلة الموازنة الدفاعية الروسية مقارنة بدول حلف الناتو، فإن قدرة روسيا على الوفاء بمتطلبات الأمن القومي المقبولة حال توسيع التحالف الغربي للعضوية بضم أقاليم من دول الاتحاد السوفييتي السابق تبقى قضية خطيرة بالنسبة لموسكو.
وفي الوقت الذي ترى فيه روسيا أن توسيع عضوية "الناتو" يعد انتهاكًا لاتفاق أبرمه الاتحاد السوفييتي السابق مؤداه ألا يتوسع التحالف شرق ألمانيا، فإن رئيس حلف "الناتو" نفى في تصريحاته وجود مثل هذا الاتفاق الذي تشير إليه روسيا، مشددًا على أن اتفاقًا بهذا الشأن لم يبرم على الإطلاق، متعهدًا بأن التحالف لن يتخلى عن المضي قدمًا في سياسته التوسعية.