نصر عبده: القاهرة شريك استراتيجي مهم لباريس
نظمت «البوابة نيوز» ندوة عن العلاقات المصرية الفرنسية تحت عنوان«العلاقات المصرية الفرنسية تاريخ من التعاون فى جميع المجالات»، بقاعة الشهداء بمقر المؤسسة تحت رعاية الكاتب الصحفى عبدالرحيم على، رئيس مجلسى الإدارة والتحرير وداليا عبدالرحيم رئيس التحرير التنفيذى، وأدارها الزميل نصر عبده، مدير عام التحرير.
شارك فى الندوة الدكتورة جيهان جادو، عضو بالمجلس المحلى لمدينة فرساى بفرنسا وعضو لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس القومى للمرأة، وكيفين جوراودو، بالقطاع الأمنى والسياحى بفرنسا، وفلورين لو درين، بوزارة الثقافة الفرنسية.
تناولت الندوة عددًا من المحاور أبرزها العلاقات المصرية - الفرنسية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، حيث شهدت العلاقات بين البلدين تطورًا إيجابيًا خلال تلك الفترة فى شتى المجالات والعلاقات التاريخية والثقافية والسياحية بين البلدين.
وأكد نصر عبده، مدير عام التحرير، قوة العلاقات المصرية الفرنسية فى جميع المجالات، لافتًا إلى أنها علاقات تاريخية تعود إلى عقود مرت، وأنها تميزت فى عهد الرئيس السيسى، الذى يحرص على بناء جسور التواصل مع جميع دول العالم.
وأضاف «عبده»، أن العلاقات المصرية الفرنسية، تنتظر المزيد من التعاون المثمر خاصة فى العلاقات الثقافية والعسكرية، والاقتصادية، مشيرًا إلى أن مصر تعتبر فرنسا شريكا فى العديد من مشروعات التنمية التى تشهدها، وأن باريس تتعامل مع مصر على أنها شريك استراتيجى مهم فى منطقة الشرق الأوسط.
بينما قالت جيهان جادو عضو المجلس المحلى لمدينة فرساى الفرنسية، إن العلاقات المصرية الخارجية شهدت تطورًا كبيرًا لاسيما خلال فترة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وخاصة بعد رئاسة باريس للاتحاد الأوروبى، وذلك يعود إلى أن فرنسا تعتبر دولة قوية فى مجالات عدة، خاصة فى المجال الثقافية.
وتابعت «جادو» أن فرنسا تعتمد على الثقافة فى شتى مناحى الحياة، فهى عاصمة الثقافة فى العالم أجمع، وهناك تبادل ثقافى بين مصر وفرنسا، من خلال خطة محورية للعلاقات الثقافية المصرية والفرنسية فى إطار خطة التنمية المستدامة ٢٠٣٠، والتى لن تتوقف عند حد معين، فالعلاقات بين مصر وفرنسا فى أبهى صورها، والتى تتجسد من خلال تبادل الأفكار والبعثات واستقطاب الشباب من كلا الجانبين، وأرى أنه من الممكن تعميق تلك العلاقات من خلال فالعالم اليوم أصبح ينظر إلى مصر بنظرة مختلفة.
أحوال المرأة المصرية
وأضافت خلال الندوة: «كل مرة أتواجد بها فى مصر أشعر بتغيير واضح وكيير جدا لأحوال المرأة المصرية وألمس تحسنا كبيرا فى وضعية المرأة المصرية وكيف أنها وصلت إلى طفرة حقيقية من خلال التمكين على شتى المجالات. ومن خلال لقاءاتى مع المسئولين بمصر ألمس التغير الشامل لكافة أرجاء الدولة المصرية فلم يعد المسئول بعيدا عن خدمة مهامه وتأدية عمله بل أصبح أكثر قربا من المواطن لمحاولة منه تلبية لمطالبه. خاصة بالنسبة للمرأة المصرية التى نالت دورا مهما فى عهد الرئيس السيسى الذى أعطاها كل الاهتمام فأصبح عدد الحقائب الوزارية أكثر للمرأة وأيضا فى السلك القضائى وتمثيلها المشرف فى البرلمان بالإضافة إلى إشراكها فى كل المبادرات المجتمعية المهمة لذلك أرى بأن مصر الحديثة تبنى بجهود مشتركة تشارك فيها المرأة المصرية وبقوة».
ولفتت «جادو» إلى أن المجتمع الغربى أصبح لديه من الوعى والثقافة الكثير وهو منفتح للغاية، وأنه فى السابق كان ينظر إلى المرأة العربية نظرة دونية ولكن الآن تغيرت هذه النظرة بعدما أثبتت نساء عربيات أنفسهن فى الحكومات الفرنسية، أما بالنسبة للمصرية فهى لها قيمتها منذ القدم ولانريد التعريف بها حاليا، فمصر معروفة بطبيعتها الخاصة والمرأة المصرية التى كانت أولى النساء اللاتى حكمن منذ عهد «الفراعنة»، معربة عن اعتقادها أن المرأة المصرية لاتحتاج لإثبات وجودها لأنها أثبتته بالفعل منذ القدم ولكن ما نحتاجه هو أن يكون هناك تمكين أفضل للمرأة فى العصر الحالى وأن تكون هناك خطى ثابتة وأن تتصدر المرأة المصرية الصورة العالمية لتكون نموذجا يحتذى به.
مصر آمنة
فيما قال فلورين لو درين بوزارة الثقافة الفرنسية، إن مصر آمنة بعكس ما يقوله الإعلام، وتأكد من ذلك عندما أتى إليها، وأوضح أن الشرطة موجودة فى كل مكان، والأمور على ما يرام، وأن مصر بلد الأمن والأمان والسلام، وطالب بعدم الالتفات إلى ما يروجه الإعلام والسوشيال ميديا.
وأضاف أن العلاقات المصرية الفرنسية تشهد تطورًا كبيرًا من الجانب الثقافى، إذ إنها تعود لفترات زمنية طويلة، والتى بدأت من اكتشاف حجر رشيد والتى استمرت فيما بعد إلى إرسال البعثات المصرية إلى فرنسا لتلقى تعليمهم، فهى علاقات ممتدة عبر التاريخ. كما أكد كيفين جوراودو، أن مصر وفرنسا بلدان لديهما حريات كبيرة جدًا، ويرحبان بأى شخص مهما كانت جنسيته، وأن أى شخص يمكنه زيارة مصر وفرنسا، وأن هناك أشياء كثيرة مشتركة بين الدولتين الصديقتين.
تبادل ثقافى
وأوضح كيفين جوراودو بالقطاع الأمنى والسياحى بفرنسا، أن مصر تعد من أقدم الحضارات، وفرنسا بالنسبة لها دولة حديثة بالمقارنة بمصر، وأتمنى أن يكون هناك تبادل ثقافى بين المتاحف فى مصر وفرنسا من خلال تبادل القطع الأثرية، وليكن على سبيل المثال تبادل قطع من متحف اللوفر بفرنسا إلى مصر، والعكس وذلك لتعميق الاتصال والتبادل الثقافى بين الدولتين، فلو تم هذا الاقتراح على مستوى الحكومات سيعمق العلاقات الثقافية بين البلدين، من خلال وجود تبادل بين قطاعى السياحة والثقافة.
وأشار إلى أن الزيارات السياحية بين البلدين ستعمل على تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة إذا توفرت بعض الخصومات التى تشجع فئة الشباب على زيارة فرنسا والعكس، وعمل رحلات منخفضة التكاليف، حتى يستطيع السائح الفرنسى زيارة مصر والتعرف على معالمها السياحية، وهو الأمر الذى سيعود بالنفع فيما بعد.
وقال إنه فور عودته إلى فرنسا سيعمل جاهدًا على دعوة الجميع إلى زيارة مصر، وذلك من خلال الخبرة التى اكتسبها خلال تلك الزيارة، وأنه بدأ بالفعل فى دعوة أصدقائه إلى مصر من خلال الصور التى قام بنشرها عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعى والتى حازت على إعجاب الكثير منهم وأعلنوا رغبتهم فى القدوم إلى مصر وزيارة معالمها السياحية.
الإرهاب والتعايش السلمى
ولفت «جوراودو» إلى أن مصر وفرنسا عانتا من الإرهاب والعمليات الإرهابية المتطرفة، وأننا نعمل سويا على محاربة تلك الأفكار الهدامة والتى تستهدف تفريغ الشعوب من ثقافتها، وعلى الرغم من أن مصر عانت من تلك الأفكار، إلا أننى لاحظت أن مصر تتمتع بمميزات كبيرة فالكل يتعايش فى سلم اجتماعى وحرية خاصة حرية الاعتقاد، ولا يوجد شخص يؤثر على الآخر، وهناك تعايش سلمى بين جميع فئات المجتمع، وهو الأمر الذى تمتاز به فرنسا أيضًا فهى بلد تتعايش مع كل الجنسيات وكل الأديان وتتمتع بحرية كاملة، وأرى أيضًا أن محاربة الإرهاب لن يأتى إلا بالتعايش السلمى وتقبل الآخر وكل شخص يحترم معتقدات الآخر دون التدخل فيه.
كما أكد «فلورين لو درين» أن أفضل شيء ممكن عمله فى موضوع مواجهة الأفكار المتطرفة هو أن لا ننجذب للشائعات خاصة التى تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة التى يتم نشرها ضد مصر، وهو عكس ما يتم نشره فعند زيارتنا لمصر لم نجد أى من تلك الشائعات بل على العكس تمامًا فالجميع يعيش حالة من التسامح والتصالح مع الآخر.
وهناك نقطة مهمة يجب الإشارة إليها وهى التواجد الشرطى فى كل مكان حيث قال إن هناك تواجدًا للشرطة المصرية فى كل مكان، والجميع يستطيع أن يسير فى الشارع فى منتهى الأمن والأمان، على عكس ما يدعيه البعض.
البعثات الفرنسية فى مصر
وأوضح كيفين جوراودو أن أهم مبدأ تتخذه وزارة الثقافة الفرنسية هى نشر اللغة الفرنسية فى جميع أنحاء العالم وهو ما يتجسد بشكل جليّ فى مصر من خلال انتشار المعاهد والكليات والمدارس فى مصر ومنها المركز الثقافى فى مصر، علاوة على التقارب الحضارى والحفاظ على التراث الثقافى المادى، من خلال أعمال الترميم التى يتم إجراؤها على بعض المبانى.
وعن اقتراح إمكانية وجود أكثر من مركز ثقافى فرنسى بمصر خاصة فى المحافظات المصرية لاسيما المحافظات الحدودية منها أكد «فلورين لو درين» أنه بالفعل يوجد فى مصر مركز ثقافى فى مصر بمحافظتى القاهرة والإسكندرية، وأعتقد أن مثل هذا الاقتراح موضع ترحيب، وتُعد فكرة جيدة لعمل مراكز ثقافية فى المحافظات الحدودية فى مصر، وأن تكون تلك المراكز تحت رعاية فرنسية مصرية من أجل تعميق التبادل الثقافى المصرى والفرنسى.
كنيسة نوتردام
وقالت «جادو» إن الحريق الذى شب بكنيسة وكاتدرائية نوتردام فى باريس يُعد بمثابة خسارة للتراث الإنسانى أجمع وليس باريس فقط، فهى رمز دينى وتراثى وحضارى يأتى إليه الجميع من جميع أنحاء العالم.
ولفتت «جادو» إلى أن الكنيسة تلقت تبرعات من جميع أنحاء العالم لإعادة بنائها وترميمها، وأنها كانت من أول المتربعين لإعادة البناء، وهو الأمر الذى لاقى بعد النفور من أصحاب الأفكار الهدامة، حيث قالت: «واجهت بعض الانتفاض بسبب تبرعى لإعادة بناء وترميم الكاتدرائية باعتبارى مسلمة وكيف لى أن أساهم فى بناء كنيسة، وكان ردى أن ليست كنيسة، بل جزء من التراث الحضارى الإنسانى، وعلى الجميع أن يساهم فى إعادة البناء والترميم».
وعن الفترة الزمنية التى من المقرر أن تنتهى أعمال الترميم بالكنيسة أوضح «فلورين لو درين» أنه لا يوجد جدول زمنى معين للانتهاء من أعمال الترميم والصيانة وعمليات إعادة البناء بكنيسة نوتردام، إذ إننا حريصون على أن يتم إعادة البناء كما كان من قبل، وأن الأعمال تتم بتروى ودون استعجال حتى نحصل على أفضل نتيجة ممكنة، وحتى تكون الكنيسة على أفضل وضع ممكن، لاسيما وأن ما حدث من حريق قد أدى إلى طمس معالم كثيرة للكنيسة الأثرية والتى تُعد من أقدم المعالم الأثرية والدينية بباريس، وأن الحريق الذى نشب فى الكنيسة عام ٢٠١٩ قد أدى إلى انهيار البرج الرئيسى والذى التهم أغلب البناية.
وعن كيفية تأثر الحياة فى فرنسا بعد جائحة كورونا أوضح «فلورين» أن الشعب المصرى هو شعب محب للحياة وللفن والحرية، وقد تأثر الوضع فى فرنسا بشكل كبير خلال وبعد حائجة كورونا وخاصة القطاع السياحى، حيث تسبب الإغلاق التام فى تأثر القطاع السياحى واضطررنا لإغلاق بعض المناطق السياحية ومنها قصر فرساى بفرنسا وهو من أهم المعالم السياحية التى كانت مزدحمة بالسائحين خاصة من قارة آسيا، وفى فترة الجائحة قل عدد الزائرين بشكل ملفت.