السفير محمد أنيس: تحديات المستقبل تحتاج لجهد دبلوماسي أكبر
الكاتبة آمال رضا: الدبلوماسية المصرية تعود لآلاف السنين والمصريين القدماء مارسوا الدبلوماسية الحديثة
هبه عبد العزيز: نفخر بما قدمه الرئيس للمرأة إضافة لتاريخها في العمل الدبلوماسي
السفير محمد الصوفي: الدبلوماسية المصرية الثقافية حاضرة بقوة في إفريقيا
عقد صالون القاهرة الثقافي الدولي ندوة تحت عنوان " مائة عام من الدبلوماسية المصرية..محطات راسخة" بمركز سينما الحضارة بدار الأوبرا المصرية. شارك في اللقاء وزير الخارجية الأسبق السفير محمد العرابي والسفير محمد أنيس مساعد وزير الخارجية السابق، والسفير محمد سالم الصوفي رئيس المعهد العربي الإفريقي، وسفير الأردن أمجد العضايلة، ونخبة من السفراء العرب والأفارقة والدبلوماسيين السابقين، وأدار الجلسة الكاتب الصحفي محمد حميدة مؤسس ورئيس الصالون، والكاتب الصحفي رحاب الهواري رئيس مجلس أمناء الصالون.
ويتزامن 15 مارس المقبل مع مرورِ 100 عامٍ على إعادةِ العملِ بوزارةِ الخارجيةِ في مارس 1922، منذُ أنْ أُلْغِيَتِ الوزارةُ بعدَ إعلانِ الحمايةِ البريطانيةِ على مصرَ عامَ 1914
خلال كلمته بالندوة أعرب السفير محمد العرابي عن سعادته بأن يكون أول من يتحدث عن مئوية الخارجية المصرية خلال أول الندوات التي تقام بهذا الشأن.
وأضاف العرابي، أن السياسة الخارجية دائما نابعة من قوة السياسة الداخلية، وأنها تصبح أكثر قوة وتأثيرا انطلاقا من القوة الداخلية.
وأشار إلى أن السياسية الخارجية المصرية أثبتت أنها تعمل من أجل علم مصر وشعبها ومصالحها.
وتحدث العرابي عن أحد الإسهامات التي شارك فيها حين كان بسفارة مصر لدى واشنطن فترة حرب الكويت، حيث سعت السفارة المصرية حينها لإلغاء الديون العسكرية المصرية للولايات المتحدة، حيث نجحت الدبلوماسية في إلغاء نحو 9 مليار دولار من الديون المصرية لأمريكا.
ولفت إلى أن عائلة العرابي شاركت في ما يقرب من 50 عامل في الدبلوماسية المصرية، فيما يكمل الجيل الجديد في العمل الدبلوماسي.
وأكد العرابي أن مصر مرت بمراحل ومحطات عدة أكدت فيها الدبلوماسية المصرية على قدرتها على التعامل مع كل الظروف وأنها لم تحيد يوما عن ثوابتها والدفاع عن الوطن ومصالح الشعب المصري.
وأثنى العرابي على الدبلوماسية الرئاسية في الوقت الراهن وما يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسي من تحركات قوية تؤكد أهمية الدبلوماسية الرئاسية أيضا.
كما شدد على دور وزارة الخارجية في الوقت الراهن وما تقوم به وتقدمه من أجل القضايا المصرية والإقليمية والعربية.
من ناحيته تحدث السفير محمد أنيس عن التحديات المستقبلية والمتمثلة في التغيرات المحلية والإقليمية والدولية.
وقال أنيس أن معدل السكان في مصر والمنطقة العربية يتضاعف خلال السنوات المقبلة الأمر الذي يتطلب معه مضاعفة الجهود الدبلوماسية على مستويات متعددة.
فيما تحدث السفير محمد سالم الصوفي رئيس المعهد الثقافي العربي الإفريقي في باماكو، إن ثقافة القراءة والمطالعة نشأت لدى الموريتانيين بتأثير من المركز الثقافي المصري، وأنه لا أحد يجهل أن الموريتانيين عرفوا الكُتاب العرب والمفكرين العرب والممثلين العرب والكتب العربية القديمة داخل المركز الثقافي المصري الذي كان، على مدى عقود وعقود، يؤمّن للشباب القراءة والمحاضرات والأفلام ضمن دبلوماسية ثقافية لاقت نجاحا منقطع النظير.
وأضاف :" في ذات السنة 1964 التي بعثت فيها مصر أحد ضباطها ليفك الحصار العربي عن الموريتانيين، افتتحت مصر مركزها الثقافي الذي لعب دورا كبيرا في تحصين هوية البلاد المهددة وتشجيع بقائها في محيطها العربي. إنها دبلوماسية ثقافية مصرية ما تزال حتى الآن محل تقدير لا يصدق على مستوى النخبة الموريتانية التي لا تترك فرصة تمر دون الحديث عن خلق المركز الثقافي المصري لأول مسرح موريتاني عربي، وإتحاف الموريتانيين بأول العروض السينمائية العربية".
ومضى بقوله:" دون أن ننسى إسهام هذا المركز في تطوير الحركة الشعرية والأدبية والنقدية المعاصرة في صفوف الشباب الموريتانيين، كما أنه كان سباقا إلى تكوين أجيال من الروائيين والقصصيين الموريتانيين".
وخلال كلمته قال السفير الأردني بالقاهرة أمجد االعضايلة، إن الإنسان المصري يولد دبلوماسيا، حيث يلاحظ ذلك في كل تعاملاته في كل الأماكن.
وأضاف العضايلة إن مصر بكل مكوناتها وشعبها حافظ قدمت نموذجا رائدا للأمة العربية في الحفاظ على دولتها ودبلوماسيتها.
وأثنى العضايلة على الدبلوماسية المصرية والدور الذي قدمته طوال تاريخها على المستويين المصري والعربي، وقدم التهنئة لكل الدبلوماسيين المصريين بمناسبة مئوية الخارجية المصرية في العصر الحديث.
فيما قالت الكاتبة امال رضا، إن الدبلوماسية المصرية يمتد تاريخها لآلاف السنين، وأنه من المفارقة أن تاريخ مصر يحظى ببطلين للحرب والسلام بتطابق نفس التسلسل العسكري والسياسي والدبلوماسي، حيث سَبَقَ الرئيس الشهيد أنور السادات، الملك المصري رمسيس الثاني بطل الحرب والسلام هو الآخر، الذي استقرت البلاد في حكمهِ بفضل عقليته العسكرية النابغة، وحكمته الدبلوماسية الرشيدة بعد النصر.
وأضافت أن ملك الأسرة التاسعة عشر، والذي حكم مصر ستة وسبعون عامًا صاحب أول معاهدة سلام، ليست في تاريخ مصر فحسب، بل في تاريخ البشرية جمعاء.
وأوضحت أن الملك رمسيس حقق انتصارًا عسكريًا كبيرًا في معركة قادش، بعد حروب طويلة دخلتها البلاد، ولضمان استقرار الإمبراطورية المصرية الشاسعة، التي اتسعت من آسيا شرقًا، وأفريقيا جنوبًا وغربًا، إلى المتوسط شمالًا، وللحفاظ على تلك الفتوحات والنجاحات، وقع الملك رمسيس الثاني، أول معاهدة سلام في العالم، ببنود وتفاصيل وآليات العلم الحديث، وكأّن الملك المصري قد درس علم الهندسة السياسية الحديثة قبل 3200عام.
وشدد الكاتب الصحفي محمد حميدة مؤسس الصالون على أن الدبلوماسية المصرية في القديم والحاضر أكدت أنها تعمل من أجل راية مصر وشعبها، وأنها تدافع عن المصالح الوطنية دون حياد أو تفريط في الثوابت المصرية، كما أنها كانت دائما حاضرة وداعمة لكل القضايا العربية والإقليمية والإفريقية.
من ناحيته قال الكاتب الصحفي الدكتور رحاب الهواري رئيس مجلس الأمناء، إن الاحتفاء بمئوية الخارجية المصرية له وقعه الخاص خاصة في ظل ما قدمته وتقدمه الدبلوماسية المصرية على مدار تاريخها.
وأوضح الهواري أن الخارجية المصرية قدمت العديد من الشهداء الدبلوماسيين، وأن تذكرهم في مئوية الخارجية يؤكد على ما قدموه من اجل رفعة هذا الوطن.
فيما أكدت الكاتبة هبه عبد العزيز رئيس وحدة الدراسات الإفريقية بمركز الوحدة، إن المرأة المصرية كان لها دورها في الدبلوماسية المصرية عبر التاريخ.
وأشادت عبد العزيز بما قدمه الرئيس عبد الفتاح السيسي للمرأة المصرية خلال الفترة الماضية.
وأكدت عبد العزيز على الدور المشرف الذي قدمته الدبلوماسية المصرية طوال تاريخها القديم والحديث لمصر والشعب المصري.