انتقد الكاتب محمد رفيع، ما أسماه ظاهرة "السلس الروائي"، بعد أن شهدت الأعوام الماضية ظهور الكثير من الأعمال الروائية التي تمت للرواية بشيء؛ مشيراً إلى أن عدد من النقاد تصدوا لذلك في محاولة لتقويم هذه الظاهرة.
وأضاف خلال مناقشة المجموعة القصصية "كعب أخيل" للكاتب جمال فتحي: القصة القصيرة هي ابنة القصيدة والرواية معا، وليست ابنة الرواية فقط كما يقال، مؤكدا أن العقل العربي مسكون بفكرة الثنائية، ولم يفتح عينه على العالم الذي ينادي بالتعددية، فالعالم لدينا أبيض وأسود وليل ونهار، دون أن يكون لدينا الجرأة على الانفتاح على باقي الألوان.
وأكمل: كتب الشاعر جمال فتحي المجموعة القصصية، باعتبارها قريبة من القصيدة، ولم يقدمها في شكل رواية، وفي ظني أنه كان يهدف إلى خلق ملحمة شعرية حتى لو كان الأمر بشكل عفوي، فالمتتالية تعفيه من الالتزام الروائي وتمنحه حرية أكبر.
وتابع: كعب أخيلوس مصطلح يحيل إلى الأسطورة الشهيرة، ومع ذلك فهو مصطلح له دلالة درامية هامة للغاية تعني نقطة ضعف الشخصيات، وبالنسبة لبطل الرواية "نادر"، نجد نقطة ضعفه تتمثل في الخوف، ورأيت بناء المتوالية يميل للشعر والنظرة الكلية للعالم.
وانطلق منذ قليل ندوة مناقشة المجموعة القصصية "كعبل أخيل"، للكاتب والشاعر جمال فتحي، في المركز الدولي للكتاب بوسط القاهرة.
ويناقش المجموعة الناقد الدكتور محمود الضبع، والكاتب الروائي محمد رفيع، بحضور نخبة من الكتاب والمثقفين.
وتعد "كعبل أخيل"، العمل السردى الأول للشاعر جمال فتحي، وتأتى فى صورة متتالية قصصية، تستحضر عوالم وأجواء كتابة السيرة لكنها لا تلتزم لها إذ يبدو أنها مزج بين الواقع والخيال.
يذكر أن الشاعر جمال فتحي، يترأس القسم الثقافى لجريدة الجمهورية، ويشرف ويحرر صفحة أدباء مصر الأسبوعية، له عدد من الدواوين الشعرية كان أولها فى السنة أيام زيادة" الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة 2001، وديوان "عنيا بتشوف كويس" الصادر 2008 عن قصور الثقافة، وله أيضًا "جلد ميت"، و"فور العثور على قدمي"، وهذا الأخير هو الوحيد بالفصحى بين دواوينه التى كان آخرها "لابس مزيكا" الصادر 2018 عن دار الأدهم، وله كذلك كتاب ساخر صدر 2016 عن دار الرواق بعنوان "شفاء الموجوع فى أحوال دولة المخلوع".