كانت كارولين دوما مغنية الأوبرا السوبرانو الفرنسية التي تجاوزت شهرتها في مصر بكثير شهرتها في فرنسا لأنها أخذت علي عاتقها تربية وتدريب أجيال من شباب الأوبرا المصرية منذ أكثر من ٣٠ عاما.
كانت هي التي حضرت ذات يوم من القاهرة ومعها رواية "مملكة القلب" للكاتبة المصرية د. مني زكي المعروفة كأستاذة كبيرة في علم استراتيجية القوة الناعمة في الجامعة الأمريكية.
وبعدها بأيام حضرت مني زكي الي باريس وكنت أظن عالمها الفكري والثقافي محصور حصرا في الخط الواصل بين لندن وباريس فإذا بها باريسية قديمة تعرف شوارعها ومبانيها من روايات فيكتور هوجو قبل أن تسكن فيها مع والدتها الراحلة الكبيرة إيزيس زكي لسنوات طوال.
الفريد هو أن زيارتنا معا لمتحف فيكتور هوجو الذي كانت تتوقف فيه أمام كل قطعة ووثيقة وقتا طويلا كانت فرصة أن تكشف أن عظمة الكاتب مهما تبحر في لغات الغرب ودرس فيها ودرس لها فإنه عندما يبدع لابد أن يكون ذلك في لغته الأم.
شارع بونابرت الجميل العامر بجاليريهات الفنون والواصل من منزلها علي نهر السين إلي كنيسة سان سولبيس المهيبة أصبح طريقنا اليومي.
وقعت أستاذة الجامعة الأمريكية في غرام تلك الكنيسة التي حلت محل نوتردام بعد الحريق الذي أصابها تماما كما وقع قبلها كل مفكرينا من عشاق المدينة من د. لويس عوض إلي أنيس منصور الي د. عبد الرحيم علي.
حال مني زكي في باريس كحال الراحل الكبير لويس عوض والكاتب الكبير محمد سلماوي هم أبناء ثقافة أنجلوساكسونية، ومع ذلك فهم مغرمون بباريس وآدابها وفنونها.
في سيرته الذاتية الخالدة عن حياته في باريس" عصفور من الشرق" يقول توفيق الحكيم إن باريس هي فترينة العالم.هاهي نداهة باريس تشد إلي عوالمها المسحورة أستاذة الجامعة الأمريكية بالقاهرة لتدور في فلكها كما تدور الكواكب حول الشمس، وهو دوران يفيد ولاشك العلاقات بين مصر وفرنسا.
آراء حرة
حديث الجمعة من باريس.. مصريون عرفتهم فى باريس «٢٥».. د. منى زكى.. باريسية فى الجامعة الأمريكية
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق