بعد اكتمال العام الأول للرئيس الأمريكى جو بايدن في البيت الأبيض، يوم الأربعاء 19 يناير 2022، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية في تقرير لها أنه واحد من أكثر رؤساء الولايات المتحدة افتقارا للشعبية.
وذكرت الصحيفة أن بايدن ينهى عامه الأول فى المنصب فى لحظة قاتمة بشكل خاص بالنسبة لرئيس وعد بالكفاءة والحياة الطبيعية، حيث تولى جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة الأميركية متسلحا بتاريخ حافل من الخبرة في مجال السياسة الخارجية.
وعندما انتخب نائبا للرئيس السابق باراك أوباما عام 2008 تولى العمل على ملفات مهمة في مجال السياسة الخارجية مثل الصين والعراق وأوكرانيا بتفويض من رئيسه.
وقد حرص بايدن منذ بداية رئاسته على اتباع مسارات مخالفة لترامب والتشديد على ذلك وفي مجال السياسة الخارجية تحديدا ألقى بايدن خطابا في مقر وزارة الخارجية الأميركية في حي (فوغي باتوم) في واشنطن تحدث فيه عن أهداف سياسته الخارجية وتفاصيلها.
ولكن الكثير من أجندته المحلية معطل فى الكونجرس، يعرقلها أعضاء من حزبه الديمقراطىى، وأصبح فيروس "كورونا" مرة أخرى خارج نطاق السيطرة، ومع ارتفاع معدل الإصابات اليومية إلى مستويات قياسية أدى إلى دخول عدد كبير من الأمريكيين إلى المستشفيات أكثر من أى نقطة سابقة خلال الوباء.
وتم حظر القرارات الخاصة بإلزامية التطعيم من قبل المحكمة العليا، وبلغ التضخم أعلى مستيواته منذ 40 عاما تقريبا، وفشلت المحادثات الدبلوماسية حتى الآن من انتشال روسيا من حافة الحرب مع أوكرانيا.
وبعد أن حصل على أكبر عدد من الأصوات يحصل عليه مرشح رئاسى فى التاريخ الأمريكى، أصبح بايدن الآن، وبعد 12 شهرا فقط، واحد من أكثر رؤساء أمريكا غير الشعبيين.
فعلى مدار أشهر، ظلت معدلات الموافقة على أداء الرئيس الأمريكى فى الأربعينيات، وبلغت فى المتوسط 42%. ووجد استطلاع كوينبياك الأسبوع الماضى أن شعبيته تقف عند 33%، ورغم تشكيك البيت الأبيض، إلا أن بايدن يظل أقل الرؤساء الأمريكيين المعاصرين شعبية باستثناء دونالد ترامب.
وأوضحت الصحيفة أن هناك أسبابا عديدة لعدم شعبية بايدن، بحسب ما يرى المحللون السياسيون وخبراء الاستطلاع، ويشيرون إلى صعوبة فى سيطرته على هذا الأمر.
ويقول بيل جالستون، الزميل فى معهد بروكينجز إنه عندما يخيب رئيس ما التوقعات، فإن هذه تصبح مشكلة، ولم تقم إدارة بايدن بعمل جيد فيما يتعلق بإدارة التوقعات حول "كورونا".
قرار نهاية "أطول حرب"
ردد بايدن دومًا بأنه يريد أن يوقف سقوط القتلى الأمريكيين في أفغانستان، ساحة أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة، وكان إنهاء هذه الحرب قد أصبح فعلا مطلبا شعبيا أمريكيا بسبب طول مدتها وجمود الوضع فيها.
إلا أن الطريقة التي سيطرت بها طالبان على البلاد بسرعة ومشاهد الفوضى في عمليات إجلاء الأمريكيين والأفغان المتعاونين معهم في مطار كابل هزت صورة السياسي الخبير في الشؤون الدولية المعروفة عن بايدن الذي كان نائبا للرئيس السابق باراك أوباما على مدى ثمان سنين.