الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

قصة رصاصة حرمت جنديا من النوم 40 عامًا

رصاصة الرأس
رصاصة الرأس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الحروب التي شهدها العالم على مر التاريخ مليئة بالبطولات وقصص المشاركين فيها التي تجعل العين تدمع لما قدموه وشاهدوه في الحروب التي استنزفت ملايين الأرواح، ولكن هذه القصة تختلف عن غيرها من قصص الحروب، ففي عام 1915 خلال الحرب العالمية الأولى، اخترقت رصاصة جمجمة (Paul Kern ) وهو جندي مجري فأصابت الفص الأمامي من الدماغ.

ولم يمت “بول” من الرصاصة وتم إنقاذ حياته ولكنه أصبح غير قادر على النوم مرة أخرى، وظل هذا الرجل لمدة 40 عاما حتى مات لم ينم ولو للحظة واحدة، ولا تزال قصته لغزا للعلم.

وكان بول كيرن الشاب المجري اليافع، والمسؤول الحكومي، يشارك في تأمين جيش بلاده في الحرب، وذلك عندما تلقى رصاصة بالرأس، بواسطة أحد الجنود الروس آنذاك، وإذ اخترقت الرصاصة جمجمة بول، متسببة في أضرار جسيمة بالفص الجبهي من منطقة الدماغ، ولكنها لم تود بحياته كما تخيل البعض، حيث تم إنقاذه وعلاجه بمستشفى ليمبيرج ولكن تلك الرصاصة الغادرة كان لها تأثير آخر، حير الأطباء كثيرا في تلك الفترة من الزمان.

وعاش كيرن، طوال الفترة التي أعقبت إنقاذه من الموت المحقق بالمستشفى، دون أن ينام ولو للحظة واحدة، ما يؤكد عليه الطبيب فري، والذي أشرف على متابعة الحالة الصحية لبول لعدة سنوات، وهي حالة غامضة جعلته يخضع للعديد من الفحوصات والاختبارات الطبية، وتحت أيدي أكبر خبراء المخ والأعصاب في القارة الأوروبية بأكملها، ولكن دون التوصل إلى سرها المثير للجدل والدهشة.

المثير في الأمر، أن حياة بول لم تتأثر تماما بعد تلك الحادثة القوية، التي أعقبها تعرضه لظاهرة طبية فريدة من نوعها، إذ ظل يمارس عمله المعتاد كمسؤول حكومي، ولم يعان إلا من صداع بالرأس كان يزعجه في فترات متباعدة، بينما قيل أن ما كان يزعج الرجل المجري حقا، هو محاولاته النادرة للنوم أثناء الاستلقاء على سريره دون أمل، ما كان يبدو مرهقا لبول أكثر من ظاهرة الاستيقاظ الدائم نفسها والتي عاشها طوال حياته.

لذا أصبح المعتاد بالنسبة لهذا الرجل، أن يستلقي لمدة ساعتين وحسب على ظهره، مغمضا عينيه ولكن من دون نوم، بل فقط من أجل إراحة ذهنه، ما أشار الأطباء إلى أنه كان يؤتي بثماره بالفعل، حيث كان يقوم بول بعدها وكأنه حصل على ساعات نوم كافية لا يشوبها شائبة، ليعيش بول كيرن الحياة بصورة طبيعية حتى وفاته في عام 1955، أي بعد الحادثة التي تعرض لها بنحو 40 سنة كاملة، قضاها الرجل المجري مستيقظا دون نوم أو حتى شعور بالنعاس.

paul-kern-soldat-hongrois-qui-n-a-pas-dormi-pendant-40-ans_214759_wide-780x470-1
paul-kern-soldat-hongrois-qui-n-a-pas-dormi-pendant-40-ans_214759_wide-780x470-1