رأى مسؤولون ووسائل إعلام متشددة في طهران أن مثلث قوة جديدا يتكون من إيران وروسيا والصين قد يتشكل ضد الولايات المتحدة في العالم.
وقال محمود عباس زاده مشكيني، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني في مقابلته مع وكالة أنباء إيرنا، إنه في النظام العالمي الجديد، تشكل في آسيا مثلث مكون من ثلاث قوى - إيران وروسيا والصين، وهذا الترتيب الجديد يبشر بنهاية الهيمنة الجائرة للولايات المتحدة والغرب".
هذه التصريحات تأتي فيما كان الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي يستعد لمغادرة طهران في زيارة رسمية إلى موسكو.
وزعم عباس زاده مشكيني أيضًا أن إدارة رئيسي نجحت في تحويل طهران إلى "مركز مشاورات سياسية ودبلوماسية".
كما زعم مستشار خامنئي علي أكبر ولايتي في مقابلة أجريت معه مؤخرًا أن إيران تحولت إلى قوة عالمية مساوية لروسيا والصين.
وتأتي زيارة رئيسي إلى موسكو في جو من الجدل العام المتصاعد حول سياسة إيران الرسمية الآن المتمثلة في الانحياز إلى روسيا والصين ضد الغرب على الرغم من شعار "لا شرق ولا غرب" لمؤسس الجمهورية الإسلامية، آية الله روح الله الخميني، ونُقش الشعار على مدخل مبنى وزارة الخارجية وسط طهران.
ويزعم المتشددون أن توثيق العلاقات الاقتصادية والسياسية مع دول الشرق وآسيا، وهو ما أصدره المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بشعار "التطلع إلى الشرق"، سيساعد في تطوير إيران وتقويتها ضد القوى الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة.
منذ عام 2018، ودعوة خامنئي للسياسة، أصبح "التطلع إلى الشرق" أحد الركائز الأساسية لـ "الاقتصاد الثوري" الذي عمل المتشددون جاهدين على تنظيره والترويج له.
ويتهم المتشددون الرئيس المعتدل السابق، حسن روحاني، وحلفاؤه الإصلاحيون بالتضحية بإمكانيات توسيع العلاقات مع الشرق، وروسيا على وجه الخصوص، خلال السنوات الثماني لرئاسته لصالح العلاقات مع أوروبا والولايات المتحدة.
في مذكرة بعنوان "توسيع أسس المصالح الوطنية" الأربعاء، زعمت صحيفة جوان التابعة للحرس الثوري أن روحاني عمد عن علم إلى تخريب العلاقات مع موسكو، وتحمل برد بعض مبادرات بوتين، وأن حكومته لم تتحرك قط.
وأصرت جوان على أن البنتاغون والليبراليين في الداخل قلقون بشأن الزيارة، وأضاف أن "التعاون السياسي مع روسيا والصين" سيرفع العلاقات مع القوتين الشرقيتين من "الموسمية والعرضية" إلى مستوى استراتيجي.
وكتبت أن "هذه التطورات في محور طهران وبكين وموسكو ستغير بشكل أساسي الترتيبات الأمنية في المنطقة".