الجمعة 15 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

السلام...طريقك للأمن والأمان النفسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أحيانا كثيرة تسمع صديقك ينفعل ويقول لك: لا أجد نفسي في هذا العمل، وصديقا آخر يقول: لا أجد نفسي في هذه الحياة، وآخر يقول: انني أبحث عن نفسي فلا أجدها واشياء كثيرة من هذا القبيل تعبر عن عدم رضا الشخص بما هو فيه أو بوضع معين وجد نفسه فيه، فما هي هذه النفس التي يبحث عنها الانسان وهي داخله؟ في الحقيقة هذه العبارات صحيحة تماما، لأن كل انسان منا يبحث عن نفسه، ويحاول ان يعرفها لكي يتواءم معها ويعقد معها معاهدة سلام، ولأن رحلة الحياة هي في حقيقتها رحلة الانسان للبحث عن نفسه وعن سعادته، والذين لا يعرفون أنفسهم جيدا هم في حالة حرب مستمرة معها، لا تهدأ نفوسهم، ولا يهدؤون معها والذين يعرفونها جيدا هم السعداء الذين تقول عنهم انهم يعيشون في سلام نفسي لا تؤرقهم الرغبات التي تتجاوز قدراتهم، ويحبون حياة يرضونها مهما كان نوع هذه الحياة، ويعملون أعمالا يهوونها ويتلذذون بأدائها مهما كان عائدها أو مستواها.
فالسلام النفسي شعور يفتقده الكثير من الناس على الرغم من حاجتنا جميعا اليه فهو غاية حياتية لا غنى عنها لكي يتوازن الانسان وينسجم مع نفسه ومع غيره انه شعور الطمأنينة وراحة البال وهو أعلى المراتب الروحية التي تجعل الإنسان متصالحا مع نفسه ومع المحيطين من حوله، فالشخص المقبل على الدنيا بعزيمة ورؤية صائبة لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت وهو الذي يستطيع ان يعلو بروحه ونفسه لأحسن الأحوال مهما كانت الأهوال.
إن الإنسان هو منطلق العالم نحو السلام، وسلام العالم يبدأ من النفس الانسانية، فاذا عاشت هذه النفس سلاما داخليا، أثمر ذلك سيادة معاني السلام في حياة الجماعة والدولة والانسانية جمعاء، وإذا افتقدته عز على العالم ان يدرك هذه الغاية أو يلمس آثارها، ويتوق الانسان بفطرته إلى السلام - اننا نفتقد البصيرة والرؤية الواضحة للسلام في عالم يسوده الغضب والحزن، نحاول البحث عن السلام في أنفسنا،  لا نجده، حتى الطبيعة تأثرت بانعدام السلام ( التلوث البيئي، الصخب، ازدحام الطرق، أصوات السيارات، صراخ الغضب ) حتى الليل، خسرنا صفوه وهدوءه، نعود إلى بيوتنا نلتمس السكون والهدوء، نفتح أجهزة التلفاز لنرى كوارث ومصائب وحروبا تملأ العالم، حتى الأفلام والمسلسلات مليئة بالعنف والقتل، تقلق حتى منامنا - الأخبار العالمية تحمل لنا أنباء صرعات وحروبا محلية أو  دولية أغلبها اتخذت طابعا دينيا، مذهبيا أو عرقيا، تعطينا، شئنا أم أبينا، دوافع للثورة الثأر لما نؤمن به من عقيدة أو مذهب. عنف قد يغير وجهة نظرنا، فينعكس على علاقتنا بجيراننا وزملائنا بالعمل وأصدقائنا الذين ينتمون إلى معتقدات أخرى، فيتحول الحب إلى كره، والأمن إلى قلق وخوف وعنف، فنفتقد السلام ونفقد أمننا النفسي، فالسلام النفسي والسعادة والرضا يسعى إليها جميع البشر، «المحبة أساس السلام» فأنت بها متصالح مع نفسك والمحيطين بك، إن الرضا والقناعة والإيمان أهم السبل إلى السلام مع النفس لكن أغلب البشر لا يدركون! فحياة الإنسان تزدهر حينما يعم السلام النفسي في أجوائها فيزيد الجهود ويتضاعف الإنتاج.
فالسلام النفسي شعور يفتقده الكثير من الناس على الرغم من حاجتنا جميعًا إليه، فهو غاية حياتية لا غنى عنها لكي يتوازن الإنسان وينسجم مع نفسه ومع غيره، إنه شعور الطمأنينة وراحة البال وهو أعلى المراتب الروحية التي تجعل الإنسان متصالحًا مع نفسه ومع المحيطين من حوله، إن أسمى ما تطلبه النفس البشرية هو الشعور بالأمن والهدوء والقبول بمن حولها في مجتمعاتها وأبسط ما ينال به ذلك أن تكون النفس البشرية هي مبعث السلام لمن حولها، ليتحقق بذلك مجتمع السلام والذي يبدأ بنفسي وبنفسك. فكيف نعمل على وقف نزيف نشر الكراهية والتحريض على العنف الذي يبث يوميا على شاشة الفضائيات؟ حتى تنتشر المحبة السبيل الوحيد للسلام النفسي، كيف نترك للمجتمع مساحة للبوح والتحدث عما بداخلهم بحرية حتى لا يسيطر عليهم الاكتئاب والكآبة النفسية التي تؤدى إلى العزلة وأحيانا إلى الانتحار الظاهرة التي انتشرت بشكل كبير في الفترة الأخيرة خاصة بين الشباب وهو ما يعنى أننا نعانى من حالة من الانعدام للسلام النفسي في مجتمعنا.
من أهم مبادئ السلام النفسي تقبل الآخر، فبالتأكيد توجد اختلافات في طبائع وأفكار كل البشر، لكل شخص مزاجه الخاص، ومجموعته من المعتقدات والأيديولوجيات. وبدلا من الوقوف ضد ما ندركه من اختلافات، دعونا نقبل الآخرين على ما هم عليه. فإن القبول هو الحل. وهذا يتطلب ألا تحمل كرها للآخرين بداخلك بسبب أي اختلاف بينكم ولا تشغل نفسك بالآخرين ماذا قالوا وماذا فعلوا؟، اهتم بنفسك وحب الآخرين وتقبلهم كما هم وما لا تستطيع تقبله فقط تجنبه، لا تضع نفسك حاكما عليهم وعلى تصرفاتهم أو آرائهم. ولا تسئ الظن بهم، افرض حسن النية أولا إذا لم يثبت عكس ذلك.
أفشوا المحبة، العطاء، الامتنان، الحرية، العدل، الأمن والأمان حتى تجنوا مجتمعا يتمتع بالسلام النفسي الداخلي.

والله الموفق،،،