مهر المرأة من أساس عرف الزواج في الكثير من البلدان حول العالم ومنذ زمن طويل يطبق مهر المرأة ولكن يختلف من بلد لأخر باختلاف الحضارات، والمهر سنة وعادة قديمة بقدم مؤسسة الزواج ذاتها، وهي مأخوذة من كلمة “موهار” العبرية ومعناها “ثمن المرأة”.
في المجتمعات البدائية كانت الزوجة ملكاً للزوج، وكان الأبناء ذكوراً وإناثاً ملكاً للأب، ولكن في مصر القديمة كانت للمرأة منزلة لم تصل إليها في كل العصور اللاحقة، فقد وصلت كليوباترا إلى سدة الحكم، ولم تكن الوحيدة من النساء الذين وصلوا إلى عرش مصر.
وهناك مهر أخر معروف بـ"مهر المرأة في عهد حمورابي"، وهو مبلغ من المال او أي ثروة كالمواشي والعبيد والمهر البابلي، وللمرأة نصيبها من ممتلكات ابيها ويدفع لها بعد اتمام عملية الزواج، ويحق لها ان تأخذه بعد وفاة والدها، حتى ان كانت غير متزوجة، وفي فقرة أخرى ينص على أن يدفع الرجل ثمن العروس إلى والدها، وإذا ماتت الزوجة دون أن تنجب أبناء يرد المهر إلى الزوج.
وفي العصور الوسطى في إنجلترا كان المهر عبارة عن قطيع من الماشية ويسمونه “صفقة”، وفي ألمانيا كانوا يسمون المهر “ثمن شراء زوجة”، وهو ذات الاصطلاح المستخدم في (النرويج) حسب قانون الزواج الذي أصدره الملك “كرستيان الرابع” عام (1604م).
كان العرب قبل الإسلام يرون المهر ثمناً للمرأة ويسمونه (النافجة)، وكان المهر عادة عدداً من الإبل يسوقها الخاطب نحو خيمة مخطوبته ويسمى “سياق”، ويكون عدد الإبل حسب درجة جمال المرأة أو مقام الأهل في القبيلة، وذكر أن أهل الجاهلية كانوا لا يعطون النساء من مهورهن شيئاً، لأن الرجل كان يزوج ابنته فيأخذ مهرها من الإبل فيضمها إلى إبله فينفجها، أي يكثرها.
و بعد الإسلام تحول المهر من ثمن يدفع لوالد المرأة أو ولي أمرها إلى حق للمرأة ذاتها وهي التي تقبضه، ونوع الشرع من أساليب تقديم المهر وأسماه “الصداق”، كما أسماه “النحلة” وهو العطاء بغير عوض، كما تم تحريم وأد البنات.
وفي الهند لا يزال التقليد المتبع إلى اليوم هو أن تدفع المرأة المهر للرجل على عكس كل المجتمعات الأخرى، ولدى بعض طوائفهم كانت المرأة تحرق مع زوجها إذا توفي.