صدر حديثا رواية "خيوط" للكاتب والروائي مصطفى نمر عن دار بوك بوتيك، وببلومانيا، ومن المقرر أن تُشارك الرواية ضمن إصدارات الدار في الدورة المقبلة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
ومن أجواء الرواية: "اليد المعروقة المرتعشة بفعل الزمن والرؤية الضبابية التي تغشى البصر لإدخال الخيط في ثقب ابره الخياطة الدقيق.. باءت المحاولات بالفشل ولكنه الإصرار أكمل المهمة وضعت طرف الخيط على لسانها لتبله بريقها حتى استوي وانتصب ونجحت المحاولة أخيرًا.. تناولت قطعة القماش التي تخيطها منذ فترة وبدأت حياكتها بهدوء وأناه وراودها ذات الخيال الطفولي الذى يضفي الحياة على الأشياء هل القماش يتألم بحياكته وإدخال الإبرة المسننة مرات ومرات في جسده بعد تقطيعه وقصّه ؟
تخيلت نفسها قطعة قماش فانتفض جسدها وسرت بها قشعريرة وتألمت ظنتها تهيؤ، ولكن بالفعل شكتها الإبرة في إصبعها وهاجمها السؤال الثاني بضراوة حتى متى يتحمل القماش الحياكة ؟
وراحت تتساءل إلى ما لانهاية في رحلة من أسئلة لا إجابات لها وإجابات لا أسئلة.
نظرت صوب النافذة من خصص الشباك الموارب في غرفتها البسيطة لتراقب انسحاب الأضواء الهاربة تتبع شمسها في رحلتها السرمدية في استئذان لدخول الليل، فطبقت القماش كيفما اتفق على الكنبة الصغيرة ومددت جسدها وعادت بذاكرتها إلى ذلك اليوم المشئوم الذي بدأ منه كل شيء".
