صد حديثًا عن دار غراب للنشر والتوزيع كتاب “سفر الريح” للكتابة عزة سمهود ، ومن المقرر أن يطرح الكتاب ضمن اصدارات الدار بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 53 والتي ستنطلق في 26 من سناير الجاري ويستمر حتى 7 فبراير المقبل بارض المعارض الدولية بالتجمع الخامس.
من أجواء الكتاب :"لا أفهم لماذا هذا الاختصار الشديد لحلم جميل؟ لماذا لا يسعنا أن نتحدث عن الأحلام الجميلة بإسهاب كبير؟ لماذا يستولي الحزن على مساحة كبيرة منا، عندما نتحدث عنه، ولماذا تأخذ الأحاديث المؤلمة، والكلمات الحزينة، واللوامة من وقتنا، أكثر مما تفعل الأحداث السعيدة؟ لماذا تُخصص شعوبنا المناسبات والتواريخ للذكريات الحزينة، ولحفلات التأبين بالكلمات، وتترك الأحياء يعانون الإقصاء، وقلة الحب والاهتمام؟ لماذا نتذكر فقط مناسبات الفقد، ونعشق الحزن عليها، ونتجاهل أن نشارك أحدًا في عيد زواجه، وعيد ميلاده، وعيد فرحه، وعيد نجاحه، لماذا نستهلك الوقت الطويل في الكتابة عن المأساة؟ عن سيرة الألم، فنخصص لها أحاسيسنا؟ تاركين السعادة دون احتفاء بها، نهبها القليل وقتنا، الذي يشبه فقاعات الصابون، ثم تنطفئ ويذهب كل شيء ببرود تام؟ لماذا لا يعيدون الاحتفال بالمناسبات السعيدة، ولا يسمون شوارعهم بأسماء سعيدة، ولا مدارسهم بأسماء أحباء، وشعراء، وروائيين، ليكونوا باعثًا للاقتداء بهم؟
كل شيء باسم راحل، وباسم شهيد، وباسم مجاهد، وباسم قائد، وباسم رئيس، وباسم غريب عن البلاد ...
هل نحن شعوب لا وجودية؟ تكرس للاوجود في أثناء وجودها في حياتها؟
