هنأ الانبا مارتيروس، أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد، جموع المصريين، بمناسبة عيد الظهور الإلهي، قائلاً: “يشير القديس يوستينوس أن المعمودية هي إغتسال من الخطايا لأجل الغفران، كقول داود النبي إغسلني فأبيض أكثر من الثلج، وقد نلنا الغفران لأجل الحياة، والحياة لأجل الملكوت، ويوضح لنا القديس كبريانوس أسقف قرطاجنة، أنه نفسه عندما تعمد، أشرق داخل قلبه نور طاهر جليل فتنسم في داخله الروح النازل من السماء وهكذا صار إنسانا جديدا بالمعمودية، وهنا قدم لنا القديس بوليكاربوس سر الكلمة من السيد المسيح، عندما دعانا أن نسير في النور مادام لنا النور، ذلك لإكمال قوله أيضا من آمن وإعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن، ويذهب القديس ميثوديوس بالقول ان الذين يستنيرون، يتقبلون ملامح المسيح... فإنه حتما يُطبع علي كل واحد منهم شكل الكلمة وصورته وملامحه، حتى يُحسب المسيح مولودًا في كل واحدٍ منهم بفعل الروح القدس... ويصير كل الذين يتعمدون مسحاء آخرين”.
وأضاف أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد، عبر صفحته الشخصية على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ان القديس ديديموس الضرير أشاد بسر المعمودية الذي يحول المعمد من حال القبح إلى حال الجمال ، وقبح الخلقة كان بسبب السقوط، وبالمعمودية تم العودة للجمال الذي كان في سابق عهده، يوضح لنا البابا كيرلس الكبير أن الهيكل الإنساني صار مقدسا، وتم إستعادة القداسة له من خلال سر المعمودية، وأصبح هناك إتصال بالطبيعة الإلهية في القداسة والحب والفضائل، وذلك إن لم يكن إتحادا بهم، من خلال الشركة فى الروح القدس بالمعمودية، ويغمرنا القديس يوحنا ذهبي الفم بفرح نعمة الولادة من الله بالمعمودية، حيث ننعم بالبنوة للآب بالتبني، ومن ثم نصير أبناء الملكوت.
وتابع الانبا مارتيروس أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد: لنا حق الميراث الأبدي كقول السيد نفسه لنيقوديموس: "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح فلا يقدر أن يدخل ملكوت الله، وكما يخبرنا أبونا بيشوي كامل أن الفكر الأرثوذكسى يعتبر أن الله هو صاحب الفضل فى نعمة البنوة ، وفى الخـلاص الـذى نتمتع به، ويطلعنا القديس إغريغوريوس النزينزي في مقولة قوية للغاية ويخبرنا أن المعمودية هي شركة في اللوغوس، وهلاك للخطيئة، ومركبة تحملنا إلى اللَّه، ومفتاح ملكوت السموات، وثوب عدم الفساد، وحميم الميلاد الجديد، وختم، أما القديس أغسطينوس فيوضح لنا ان هذا الختم هو ختم المعمودية، فيقول هكذا يُختم المؤمنون باسم المسيح (الصليب). كما كان سرّ العماد ككل يدعى أيضًا ختمًا.