الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

نعمان عاشور.. رحلة ميلاد "المغماطيس"

الكاتب المسرحي الراحل
الكاتب المسرحي الراحل نعمان عاشور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كان الكاتب المسرحي نعمان عاشور، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الإثنين، يميل للكتابة الاجتماعية والمشاكل الاجتماعية، فكانت بدايته مع كتابة الأزجال الانتقادية الساخرة، ونشرت أول قطعة زجلية له في مجلة "ميت غمر" بمعرفة الكاتب الصحفي إبراهيم فرج كشك، وعندما أطلع عمه هذا المقال سرعان ما توجه لتهنئته بما نشر وانتظر منه المزيد.

دفعته الكتابة الأدبية إلى المزيد في الانغماس في السياسة والكلف بها، فلما عاد إلى نشاطه بعدها كانت السياسة هي كل ما شغله بالفعل علما أنه لم ينضم لأي تنظيم، ولكنه في نفس الوقت لم يبتعد عن النشاط السياسي الغامر، الذي كان يستمد أصوله من مكوناته الثقافية وحدها، فوجد المجال أمامه واسعا للكتابة الأدبية، وكان معظم اليساريين يشغلهم النشاط السياسي السري والعلني، بينما هو غارق في هضم واستيعاب الأدب اليساري والأعمال الأدبية التقدمية الكبرى، وينصب اهتمامه على قراءة التاريخ القومي، ومحاولة تفسيره بمفهوم تقدمي، فأتي على كتابات الرافعي، وعاود النظر في الجبرتي، فذهب لدراسة الثورة العرابية، وكفاح عبدالله النديم خاصة، بالإضافة إلى قراءة شبلي شميل، والنشوء والارتقاء.

تركز مجهود "عاشور" في الكتابة حتى عام 1950، في المقالات، بالإضافة إلى تلخيص بعض الأعمال الفنية الكبيرة، الذي قرأها من الأدب الغربي وترجمتها أيضا، إلى جانب كتابة المسلسلات الإذاعية، والقصص القصيرة، لكنه لم يتجرأ على كتابة الرواية الطويلة، فاتجه إلى كتابة الأعمال المسرحية وكانت البداية بمسرحية "المغماطيس" في العام 1950، والتي ظلت حتى عام 1955 لم تمثل على خشبة المسرح، ثم لجأ بها لجميع الفرق المسرحية حتى استقر في النهاية لفرقة المسرح القومي، وقدمها لمدير المسرح درين خشب في ذلك الوقت، والذي وعده بقرائتها، ومن حين لآخر تردد "عاشور" على مدير المسرح القومي لمتابعة العمل الأول، الذي حلم بتجسيده على خشبة المسرح ويرى وليده أمام عينيه.

وفي عام 1959 انتجت فرقة المسرح الحر هذا العمل المسرحي "المغماطيس"، وقدمته على خشبة مسرح الأوبرا لمدة خمسة عشر يوما، وعندما حضر الكاتب درين خشب، مدير المسرح القومي في ذلك الوقت، لمشاهدة العرض، وعقب انتهاء مشاهدة المسرحية، التقى ب"عاشور" فسألة أين العمل الذي انتهيت من كتابته؟ فأجابه "عاشورا" قائلا: "هذا هو العمل الذي رأيته الآن" اندهش "خشب" منه معربا عن سعادته بهذا العمل الجيد، وكانت الإنطلاقة نحو سلسلة النجاحات الذي حققها "عاشور" خلال تجرتبه الإبداعية مع المسرح، أتبعها مجموعة كبيرة من المسرحيات الناجحة.

عندما كان "عاشور" عضوا للجنة القصة والمسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، ظل يدافع باستماته عن الأعمال الأدبية الجيدة المقدمة والمرشحة لجائزة الدولة سواء في فرعي القصة والمسرح، وذلك من خلال إيمانه وقراءته لها، ومن بين المواقف التي جمعته مع الأديب توفيق الحكيم، يذكر منها "عاشور" أنه في إحدى المرات سأله الأديب توفيق الحكيم قائلا: لماذا تدافع بهذه الاستماته عن هذه الأعمال التي تقرأها وتحكم في ترشيحها لجوائز الدولة وكأنك أنت الذي كتبت هذه الأعمال؟ فأجابه "عاشور" قائلا: لأنني مررت بهذه التجربة الإبداعية في الكتابة، ولم أجد من يحنو علي ويشجعني على الكتابة، ونحن في أشد الحاجة إلى جيل من المبدعين والمفكرين والكتاب الذين يحملون شعلة التنوير التي يتوارثها الأجيال.