"تعالى يا محمد بوس راس أمك ورجليها، لازم تبوس رجليها ليل ونهار لأن مجيتها النهاردة مهمة وكبيرة قوي ومجيتها أنقذتك".. بتلك الكلمات نادى المستشار مجدي علي قاسم، رئيس محكمة جنايات المنصورة، على المتهم بإشعال النيران في شقيقته وشقتها وأثاثها الذي كانت تعده لزفافها بعد نشوب خلافات علي الميراث بمدينة الكردي في محافظة الدقهلية.
حضرت والدة المتهم إلى المحكمة ووقفت أمام القاضي قائلة: "ياباشا ربنا يخليك يارب متحرمنيش منه سيبه ده سندى فى الحياة، أنا بأصلى وعارفة ربنا وأنا بدعيله ومليش بركة إلا هو واللى راح راح خلاص، أنا كان ليا عينين اثنين واحدة راحت وسيبلي دا اتسند عليه وأشوف بيه".
وأعلنت الأم أمام هيئة المحكمة تنازلها عن الحق المدني، وهو ما جعل الابن يقبل يد ورأس وقدم والدته داخل القاعة وسط دموع الابن والأم.
وحضرت الأم الجلسة وسردت تفاصيل ما دار يوم الواقعة وقيام نجلها بسكب البنزين علي شقيقته وأشعل النار بها ثم توجه إلي شقتها وحرقها وتوجه بعدها لقسم الشرطة ليسلم نفسه.
وأمرت المحكمة بإخراج المتهم من قفص الاتهام بعد إعلان الأم تنازلها عن الدعوى المدنية وأمر القاضي المتهم بتقبيل يد ورأس وقدم والدته لأنها انقذته من حبل المشنقة.
وعقدت الجلسة برئاسة المستشار مجدى على قاسم، رئيس المحكمة وعضوية كل من المستشار وائل صفوت راشد والمستشار محى الدين محمد الكنانى والمستشار محمد احمد شعبان، وأمانة سر أحمد كمال.
كان المستشار حسام الدين مصطفى معجوز، المحامي العام الأول لنيابة شمال المنصورة الكلية، قد أحال المتهم محمد زکریا محرز، ٤٧عامًا، صاحب سوبر ماركت -ومقيم كفر الكردي- الدقهلية إلي محكمة الجنايات لأنه في يوم ٢١/١٠/٢٠٢١ قتل شقيقته المجني عليها وداد زکریا محرز محمد عوف - عمدا مع سبق الإصرار والترصد، بأن عقد العزم وبیت النية على قتلها وأعد لذلك الغرض أدوات (دلو يحوي مادة معجلة للاشتعال - أعواد ثقاب) و كمن لها بالمكان الذي أيقن سلفاً مرورها به، أن استغل المتهم سكناه أسفل مسكن شقيقته المجني عليها -ولخلاف سابق فيما بينهما- ظل قابعا لها خلف باب مسكنه منتظرا تدليها من أعلى الدرج متخفيا عن ناظريها، وما أن أبصرها تنزل الدرج مارة بمسكنه حتى خرج من مکمنه مباغتا إياها من الخلف ساكبا عليها ما بداخل الدلو حوزته من مادة معجلة للاشتعال، وما أن فطنت المجني عليها ما ينتوي فعله حتى هرعت مسرعة إلى أسفل الدرج حيث مدخل العقار محاولة الخروج من بوابته الرئيسية فتبعها المتهم إلى حيث مدخل العقار دون مهابة منه بلوذها بالفرار - إذ كان قد أحكم سلفا ايصاد بوابة العقار الرئيسية للحيلولة دون فرارها أو تلقي الغوث - و ما آن ظفر بها منفردة كفريسة سائغة حتى أشعل عود ثقاب حوزته معاجلا إياها به ملقيا إياه عليها فاندلعت النيران بجسدها تاركا إياها منصرفا عنها، محدثا ما قد حل بها اصاباتها حرقية والموصوفة بتقرير الصفة التشريحية الخاص بها والتي أودت بحياتها ، قاصداً من ذلك إزهاق روحها، على النحو المبين بالتحقيقات.
وأدلت وداد هلال حسن إبراهيم، ربة منزل ومقيمة كفر الكردي، بأقوالها أمام النيابة العامة بأنه على إثر خلاف سابق على الإرث فيما بين کريمتها المجني عليها ونجلها المتهم وبتاريخ الواقعة وعقب مغادرة المجني عليها للوحدة السكنية حيث يقطنا، تنامى إلى مسامعها صوت صرخات الأخيرة، وحال استبيانها الأمر أبصرت المتهم قادما نحو مسكنها ممسكا بيده دلواً يحوي مادة معجلة للاشتعال. وما أن دلف إلى داخل الوحدة السكنية محل سكنها والمجني عليها حتى ألقى ما بداخل ذلك الدلو من مادة معجلة للاشتعال على محتوياتها مشعلا عود ثقاب ملقيا إياه علي تلك المادة المعجلة للاشتعال فاندلعت النيران بالمسكن آتية على ما بداخله من منقولات، مما حدا بها الفرار لسطح العقار حيث كانت صرخات استغاثة المجني عليها لازالت تدوي، وبنظرها من أعلى سطح العقار أبصرت جمعاً من الأهالي يحاولون الدلوف من داخل البوابة الرئيسية للعقار -والتي كانت مغلقة بفعل المتهم- فما كان منها سوى أن ألقت لهم بمفتاح تلك البوابة. وما أن دلفوا إلى داخلها حتى أبصرتهم يخرجون وبرفقتهم المجني عليها حيث كانت مصابة بإصابات حرقية بالغة بجسدها، مردفة بأن المتهم هو القائم بإحداث تلك الإصابات الحرقية بالمجني عليها إذ أنه قبع لها بوحدته السكنية التي تقع أسفل شقة المجني عليها وما آن ابصرها تنزل الدرج حتى سكب عليها مادة معجلة للاشتعال كان قد أعدها سلفا مشعلا إياها بعود ثقاب حوزته فاندلعت بجسدها النيران فيما كان قد أغلق بوابة العقار من ذي قبل ليحول دون اغاثتها، محدثا ما قد حل بها من إصابات والتي أودت بحياتها، قاصدا من ذلك إزهاق روحها وإضرام النيران بوحدتها السكنية.
https://fb.watch/aB0e2CjA2R/