الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

في ذكرى وفاتها| فاتن حمامة.. سيدة الشاشة العربية

فاتن حمامة
فاتن حمامة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحل اليوم الإثنين 17 يناير، ذكرى وفاة سيدة الشاشة العربية النجمة فاتن حمامة، التي تميزت بوجها الملائكي وصوتها العذب وطلتها  الساحرة التي تخطف قلب الجماهير.

فازت حمامة  بجائزة مهرجان طهران عام 1977 عن فيلم "أفواه وأرانب" وتم اختيارها نجمة القرن العشرين في مهرجان الإسكندرية عام 2001 ويعد فيلمها "دعاء الكروان" واحدا من أهم ما أنتجته السينما المصرية.

 لقبت بـ"سيدة الشاشة العربية" وقدمت أعمالا كثيرة تركت أثرا اجتماعيا واضحا مثل "أريد حلا" و"لا عزاء للسيدات"، فكانت الوجه الشامخ للمرأة في السينما المصرية والحاملة لقضاياها وتوقفت عن التمثيل لمدة 8 سنوات قبل أن تعود بمسلسل "وجه القمر" وضمير أبله حكمت.

ولدت فاتن أحمد حمامة في 27 مايو 1931 في السنبلاوين أحد مدن الدقهلية في مصر، وذلك حسب سجلها المدني لكنها حسب تصريحاتها ولدت في حي عابدين في القاهرة، وكان والدها موظفًا في وزارة التعليم.

بدأت ولعها بعالم السينما في سن مبكرة عندما أخذها والدها معه لمشاهدة فيلم للممثلة آسيا داغر عندما فازت بمسابقة أجمل طفلة في مصر أرسل والدها صورة لها إلى المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقار محمد عبدالوهاب في فيلم "يوم سعيد" وشاركت معه فى فيلم "رصاصة في القلب" و"دنيا" ثم انتقلت العائلة إلى القاهرة ودخلت حمامة المعهد العالي للتمثيل عام 1946.

لاحظ يوسف وهبي موهبتها وطلب منها تمثيل دور ابنته في فيلم "ملاك الرحمة" واشتركت معه مرة في فيلم “كرسي الاعتراف” وفي نفس السنة قامت بدور البطولة في الفيلمين "اليتيمتين" و"ست البيت".

قبل مرحلة الخمسينيات ظهرت في 30 فيلمًا وكان المخرجين يسندون لها دور الفتاة المسكينة البريئة، ولكن كل هذا تغير نتيجة التوجه العام في السينما المصرية نحو الواقعية فقدمت فيلم "صراع في الوادي" جسدت شخصية مختلفة لابنة الباشا، فلم تكن تلك الابنة السطحية لرجل ثري وإنما كانت متعاطفة مع الفقراء والمسحوقين.

 وفي فيلم "الأستاذة فاطمة" جسدت دور طالبة في كلية الحقوق من عائلة متوسطة وكانت تؤمن أن للنساء دورًا يوازي دور الرجال في المجتمع، وفي فيلم "إمبراطورية ميم" قامت بدور الأم التي كانت مسؤولة عن عائلتها في ظل غياب الأب.

وفي فيلم "أريد حلا" جسدت دور امرأة معاصرة تحاول أن يعاملها القانون بالمساواة مع الرجل، وفي عام 1988 قدمت مع المخرج خيري بشارة فيلم "يوم حلو يوم مر" ولعبت فيه دور أرملة في عصر الانفتاح والمبادئ المتقلبة وتحمل هذه الأرملة أعباءً ثقيلة جدًا دون أن تشكو وكلها أمل بالوصول إلى يوم حلو لتمسح ذاكرة اليوم المر.

كما قامت بدور البطولة في فيلم "لك يوم يا ظالم" الذي اعتبر من أوائل الأفلام الواقعية واشترك هذا الفيلم في مهرجان كان السينمائي. 

وكذلك اشتركت في أول فيلم للمخرج يوسف شاهين "بابا أمين" ثم في فيلم صراع في الوادي الذي كان منافسًا رئيسيًا في مهرجان كان السينمائي. ويرى معظم النقاد أنها وصلت إلى مرحلة النضج الفني مع فيلم "دعاء الكروان" هذا الفيلم الذي اختير كواحد من أحسن ما أنتجته السينما المصرية وكانت مستندة على رواية لعميد الأدب العربي طه حسين،ومن هذا الفيلم بدأت بانتقاء أدوارها بعناية فتلى هذا الفيلم فيلم "نهر الحب" الذي كان مستندًا على رواية ليو تولستوي الشهيرة "آنا كارنينا" وفيلم "لا تطفئ الشمس" عن رواية إحسان عبد القدوس وفيلم "لا وقت للحب" عن رواية يوسف إدريس. كذلك اشتركت في أول فيلم للمخرج كمال الشيخ "المنزل رقم 13" الذي يعتبر من أوائل أفلام اللغز أو الغموض.

أما علاقاتها بالسياسة فكشفت فى تصريحات لها أنها غادرت مصر من عام 1966 إلى 1971 احتجاجًا لضغوط سياسية تعرضت لها وأثناء فترة غيابها طلب الرئيس جمال عبدالناصر من مشاهير الكتاب والنقاد السينمائيين بإقناعها بالعودة إلى مصر، ووصفها عبدالناصر بأنها "ثروة قومية". ومنحها وسامًا فخريًا في بداية الستينيات، ولكنها لم ترجع إلى مصر إلا في عام 1971 بعد وفاة عبدالناصر.

حصلت فاتن حمامة على العديد من الجوائز منها أحسن ممثلة لسنوات عديدة وشهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1999 وجائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصريين عام 2000 ووسام الأرز من لبنان (1953 & 2001) ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب.

الجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001 وميدالية الشرف من قبل جمال عبدالناصر

ميدالية الشرف من قبل محمد أنور السادات وميدالية الاستحقاق من ملك المغرب الحسن الثاني بن محمد

ميدالية الشرف من قبل إميل لحود ووسام المرأة العربية من قبل رفيق الحريري

وعضوة في لجنة التحكيم في مهرجانات موسكو وكان والقاهرة والمغرب والبندقية وطهران والإسكندرية وجاكرتا، وشهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية ببيروت عام 2013.

تزوجت فاتن حمامة 3 مرات الزيجة الأولى عام 1947 من المخرج عزالدين ذو الفقار أثناء تصوير فيلم أبو زيد الهلالي وأسسا معًا شركة إنتاج سينمائية قامت بإنتاج فيلم موعد مع الحياة وكان هذا الفيلم سبب إطلاق النقاد لقب سيدة الشاشة العربية عليها وظلّت منذ ذلك اليوم ولحد آخر أعمالها وجه القمر (2000) صاحبة أعلى أجر على صعيد الفنانات وانتهت العلاقة مع ذو الفقار بالطلاق عام 1954.

وتزوجت عام 1955 من الفنان عمر الشريف ترجع قصة لقائها بالشريف والذي كان اسمه آنذاك ميشيل شلهوب إلى اعتراضها على مشاركة شكري سرحان البطولة معها في فيلم يوسف شاهين "صراع في الوادي" وقام شاهين بعرض الدور على صديقه وزميل دراسته عمر الشريف وأثناء تصوير هذا الفيلم حدث الطلاق بينها وزوجها عز الدين ذو الفقار، كانت مشهورة برفضها أي مشهد أو لقطة فيها قبلة ولكن سيناريو الفيلم "صراع في الوادي" كان يحتوي على قبلة بين البطلين، ووسط دهشة الجميع وافقت على اللقطة. 

بعد الفيلم أشهر عمر الشريف إسلامه وتزوج منها واستمر زواجهما إلى عام 1974 وبعد انفصالها عنه بعام واحد فقط، تزوجت من طبيب الأشعة الدكتور محمد عبدالوهاب عام 1975، وظلت تعيش معه في هدوء حتى وفاتها.

توفيت فاتن حمامة في مساء يوم السبت 17 يناير 2015 عن عمر يناهز 83 عامًا وأعلن جابر عصفور وزير الثقافة وتها ، الحداد لمدة يومين، كما نعت رئاسة الجمهورية.