الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الدين والجنسية يعيقان دفنها بجوار زوجها.. نجل الشاعر نجيب سرور يناضل من أجل تنفيذ وصية أمه

نجيب سرور وزوجته
نجيب سرور وزوجته الروسية الراحلة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

روى فريد نجيب سرور، نجل الشاعر الراحل، في أعقاب رحيل والدته الروسية أليكسندرا كورساكوفا، قبل يومين، حكايات جديدة عن حياة ومأساة عائلته. من ضمنها قصة إسلام والدته في نهاية السبعينات من القرن الماضي، وما تعرضت له العائلة على مدار أربعة عقود. وذلك في طريقه مع جثمان والدته لموراتها الثرى في مقبرة العائلة.


وكتب فريد عبر حسابه على فيس بوك: 
سيداتي وساداتي الفصل اللا أخير في حياة عائلة مصري عظيم الوصية بعد التحية 
انا ليس لدي وقت للأحزان وعلي ان اتحمل مسؤولية كل ما يجب فعله لكي ادفن امي الحبيبة في مقبرة ابويا في قرية اخطاب الجميلة محافظة الدقهلية دفنه كريمة. 
انا اكتشفت انه ليس لي خبرة في دفن اقارب في مصر والخبرة الوحيدة التي عندي في الدفن هي اني دفنت جدتي الحبيبة في روسيا منذ ٢٥ سنة وحماتي العزيزة أيضا في روسيا منذ ٤٠ يوم. 
ومن ثلاث سنوات حرقت جثمان أخويا شهدي في الهند تنفيذا لوصيته ليا. 
وآنذاك كفروني انا واخويا واتهمونا اننا ارتدينا عن ديننا. 
والمؤلم ان هذه الاتهامات كانت معظمها من اقارب من عائلة والدي ومن ناس تانية لا اعرفها من قريتنا. 
وانا آنذاك لم اقم بالرد او تبرير اسباب اخي الحبيب لهذه الوصية ولن افعل الان ولي اسبابي وحقي في ذلك. 
ولكن أحب افكر كل من يقرأ هذه السطور ان ابي ربى ولديه علي قدسية تنفيذ الوصية وسبب ان اخويا قبض عليه واتحكم عليه بالسجن ولذلك عاش في المنفي لمدة ٢٠ سنة قبل ما يموت في المنفي أيضا، انه نفذ وصية ابيه ونشر في الانترنت واحدة من اعظم القصائد والتي كانت وما ذالت وسوف تكون ممنوعة ولذلك ايضا ستكون قصيدة خالدة في تاريخ مصر.  
"بعد التحية يا شهدي واللذى منه.. هوصيك وصيه تصونها زي نن العين.. يا بني بحق التراب وبحق حق النيل.. لو جعت زيي ولو شنقوك ما تلعن مصر.. أكره وأكره واكره بس حب النيل.. وحب مصر اللي فيها مبدأ الدنيا".
والان حان الوقت علي ان انفذ وصية امي الحبيبة والتي اعتادت ان تكررها عليا مرة تلو الاخرة وليس بسبب اني لم افهم وصيتها من المرة الاولى بل بسبب ان امي في الخمس سنين الاخيرة كانت تعاني من مرض الزهايمر وكانت تنسي بما قد اوصتني به الامس او منذ نصف ساعة وبذالك التكرار اللا ارادي لقد حفرت امي في ذهني ضرورة و اهمية تنفيذ وصيتها والتي تتلخص في رغبتها ان تموت في مصر وتدفن بجانب زوجها ورجلها وحبيبها وعشيقها المصري العظيم نجيب سرور في قرية اخطاب الجميلة. 
انا طول عمري كنت علي يقين تام ان لولا ان كان علي امي تنفيذ وصية ابي لها "ان لو قتلوه الخونه عليها ان تربي اولاده في مصر لكي يكبرو مصرين" لكانت من زمان دفنت نفسها بجانبه لكي تكون معه في السماوات. 
وكما تعرفون صدق ابي في كل تنبؤاته و منها ان  الخونه فعلا تخلصو منه وامي نفذت وصيته وربتنا في مصر. 
ولكي انفذ الوصية كان قراري للعودة مع والدتي الي مصر من الهند لاني كنت شايف وحاسس ان ليس امام والدتي الكثير من الوقت في هذه الحياة وفعلا رغم انها تبلغ من العمر تسعين سنة ورغم حالتها الصحية المتدهوره ومعوقات كورونا استطاعنا مع امي البطله بعد ان امضينا ٢٤ ساعة في الطريق والطيران علي ثلاث رحلات مختلفة ان نرجع مصر في سبتمبر الماضي وننتظر رحمة ربنا اللتي حلت علي امي الحبيبة ليلة الامس. 
وحين خرج الدكتور من الرعاية المركزة وقال لي ان اشد حيلي وان الوالدة في مكان افضل الان، احسست بالم فظيع من واقع رحيل احب حبيبة في الكون وفي نفس الوقت احسست بالامتنان لربنا ان رحمته حلت بسرعة وان امي رحلت وهي في غيبوبه بدون ان تتعذب من الالم والشكر اني علي وشك تنفيذ وصيتها ليا. 
الامس حين رجعت البيت واعلنت الخبر للعالم كنت اعتقد واتوقع اني سوف اتلقي رسائل التعازي من اهل قرية ابويا الجميلة اخطاب وسوف يعرضو  المساعدة في كل ما يتعلق بدفن امي هناك. 
ولكن الواقع اني استلمت فقط بعض رسائل التعازي من اهل القرية والصمت التام في البداية علي دفن امي في المقبرة اللتي دفن فيها زوجها  منذ ٤٤ عاما . 
بجد انا حتي الان لم استلم رسالة واحدة من اي حد في قرية ابي بسؤال اذا كنت محتاج اي مساعدة في دفن المرحومه.  
و لكن هذا ليس السبب في كتابتي لكم كل هذه القصة ولكن السبب هو ما تبع الصمت من رسائل من بعض اهل القرية اللذين لا اعرفهم يسالون هل يجوز شرعا ان يدفن شخص علي غير الاسلام في مقابر المسلمين؟ 
في البداية فكرت اتجاهل هذة الادمغة كما فعلت منً قبل بعد تنفيذي لوصية شهدي ولكن تكرارها ولان الاهم بالنسبه لي علي الاطلاق هو تنفيذ الوصيه،  دفعني هذه المرة لكتابة الحكاية كلها هنا للجميع بدون اي رقابة والرد علي استفساراتكم لعلكم تجدون ما يهمكم. 
انا بصراحة عن نفسي لا اعرف هل يجوز شرعا ان يدفن زوجان في مقبرة واحدة و احد الطرفين ليس علي دين الاسلام ام لا يجوز. و هل الاثنان داخلين الجنه او لا. وبجد مش عايز اعرف لسببين والاول فيهم اني لا اشجع اي تفرقة عنصريه او جنسيه واظن ان اسوا تفرقه هي التفرقه الدينيه بين البشر الاحياء او الاموات.
والسبب التاني (مفاجأة لمن يهمه الامر) ان امي روسية الجنسية مسلمة الديانة والحمد لله. 
ولمن يفكر ويقول ازاي روسيه واسمها الكساندرا ومسلمة وامتي وفين اسلمت؟ 
وطبعا اكتر اجابة مني كانت هتفرحكم ان امي اسلمت تاني يوم ما قابلت نجيب سرور في موسكو لان نجيب سرور كان في الواقع شيخ ورايح روسيا الشيوعيه انذاك في بعثة ومهمه سريه لنشر الاسلام بين جميلات موسكو وكانت امي اول من أقتنعت. 
و لكن للاسف ليس السبب في اسلام امي زبيبة ابي ولذلك حتي عن اسلامها لم يستلم نجيب سرور قصر في الجنة. 
حتي في الجنة ابي يظل صعلوك ثائر ومتمرد يمشي ويرقص حافي القدمين ملقيا الشعر اللاذع الصادق الذي يعري من يسكنون قصور الجنه بالتحايل علي طيبة وعظمة رحمة ربنا او بسبب فساد بعض الملائكه المقربون من الرحمن الرحيم.  
انا عندي سوال للشيوخ منكم؟ 
هل قصيدة ابويا العظيمة الممنوعه للابد في مصر مسموح بيها في الجنه ولا الجنه فيها مصنفات ورقابه ايضا؟!! 
ونرجع لموضوعنا 
انا اسف يا ابي اني سوف احكي الان قصة اسلام امي ومن الذي استلم قصر في الجنة عن اسلامها. 
وتبداء هذه القصة لما في يوم من الايام وتقريبا بعد شهرين من رحيل ابي حضر لمنزلنا في الهرم عمي الله يرحمه ومن الواضح انه قد لعب بدماغه الشيطان او كان يمر بيوم صعب لانه قال لامي بصوت عال ان عليها ان تاخذ الاولاد وتسافر الي روسيا وان ليس لها ولنا حياة في مصر. ولم يكتفي بذلك وهددها انها لو مش حتسمع كلامه سوف ياخذ اولاد اخوه منها لاننا قاصر وان هذا من حقه لان امي اجنبيه ليست علي دين اخوه.
طبعا انتوا اكيد فهمتو زينا في ذالك اليوم ان عمي كان قلبه علينا و كان عايزنا ندخل مدارس وجامعات شيوعية محترمة ونظيفة في الاتحاد السوفيتي ولكن وصية نجيب لامي وشهدي وحبنا الوفي لنظام التعليم المصري انذاك جعلنا احنا الثلاثة نطرد عمي من الشقة وتخيلو ان اخويا شهدي الرقيق والمسالم الي ابعد الحدود في ذالك اليوم شبه نذل  عمي من علي السلالم في منزلنا. وطبعا كانت هذة اخر مرة شوفنا فيا عمي علي الاطلاق. 
ولن انسي الرعب الذي عشنا انذاك في ذالك اليوم وحتي اليوم التالي لحين زارتنا الصديقة المخلصة،  العزيزة و الجميلة ليلي مندور التي اول ما سمعت عن الي حصل من عمي فكرت لدقيقة و قالت لامي ان الطريقة الابسط لحل مشكلة هذا الموضع الدنئ انها بكرة هتذهب مع امي الي الازهر الشريف وهناك امي ستلقي الشهادة وتستلم شهادة مختومة انها مسلمة وبذالك لن يكون لعمي اي طريقة للوصاية علي اولاد نجيب او ( اعمال نجيب ) .......
و لقد كان وفعلا في اليوم التالي ذهبنا الى الازهر ودخلت امي دين الاسلام في يوم  ٢٠/٠١/١٩٧٩ 
و تم حجز قصر في الجنة في ذالك اليوم باسم العزيزة ليلي مندور. 
وبالنسبه لي كان هذا اول درس فعلي في الدين حيث اني في ذلك اليوم ايقنت ان الاسلام دين بيحمي الضعيف من اي ابليس مهما كان دنئ او خبيث. 
وبما ان امي نفذت وصية ابويا وربت اولاده مصريين فانا عارف كويس اوي ان حتي لو ربنا ذات نفسه ظهر لحد من المتدينين بالفطره فسوف يطلب منه البطاقة مكتوب فيها مكان العمل او ورقة مختومة بختم النسر تثبت ان ربنا هو فعلا ربنا ولذلك ارفق اعلاه شهادة اسلام امي الصادرة من الازهر الشريف. 
وختاما
الي اهلي وناسي في قرية اخطاب الجميلة حيث ولد ودفن ابي العظيم اقول اني غدا يوم الاثنين الموافق ١٧/٠١/٢٠٢٢  ساصل باذن الله الي المقابر حامل جثمان امي العظيمة امامي وربنا معايا وسوف انفذ الوصية و انا علي يقين تام انه سوف يكون بجواري كل من احب والدي و عائلتة من اهل القرية الجميلة المحترمين.
 

271953980_5242532305757457_4758212654028033947_n
271953980_5242532305757457_4758212654028033947_n
271850729_5242537925756895_8914308699466784627_n
271850729_5242537925756895_8914308699466784627_n