أكد الدكتور مصطفى أمين، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية والجهادية، أن معضلة الشمال السوري لا تزال قائمة، وأن المجتمع الدولي لا يتعامل بجدية معها، وخاصة المتمثلة في "مخيم الهول" الذي يضم عوائل من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي، وعناصره المحتجزة في سجون قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وكانت عناصر من داعش هددت باستهداف المنظمات الإغاثية، ونقلا عن وكالات أنباء فإن عنصرين إرهابيين تمكنا من التسلل لنقطة طبية بالمخيم وقتلا مُسعف طبي بطلق ناري، ما يعكس حالة الخلل الامني بالمخيم.
وقال "أمين" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن الدولة السورية مازالت لم تستعد عافيتها بشكل كامل، كما أن عمليات التسلل ما بين مناطق عراقية ومناطق سورية يمنح التنظيم الإرهابي نوعًا من القوة.
وتابع "أمين" أن التنظيم الإرهابي يجد روافده التي تجعل منه مستمرا وينمو، مثل القمع الذي مورس ضد جماعات فكانت داعمة للتنظيم، لذا فالمسألة تحتاج لبعض الوقت للقضاء على داعش.
وأضاف، أن وجود داعش في البادية السورية مختلف عن وجودة في المناطق العراقية، وأن يعمل على تنشيط خلاياه بتوجيه ضربات ضد الجيش السوري، وهو ما يمثل إنذارات وتنبيهات للذين يقودون عملية عسكرية ضده، فهو بحاجة لمشروع كبير يقطع عليه روافده، ويمنعه من استقطاب عناصر جديدة يكتسب من خلالها زخمًا إعلاميا.
وحول الشمال السوري قال "أمين": إن أزمة مخيمات الهول وعوائل التنظيم والعناصر الموجودة في سجون قوات سوريا الديمقراطية لا تزال مصدر ضخ رئيس في المنطقة هناك، ومصدر إلهام وحماس لتحرير عناصره الموقوفة، وقد أحبطت "قسد" العديد من محاولات تهريب عناصر داعش، وهي مشكلة يجب القضاء عليها بشكل جذري.
ولفت إلى أن عدم الجدية الدولية في إنهاء ملف عوائل داعش والعناصر المسجونة منه، يطيل أمد الأزمة، حيث يجب حلها بالتضافر وبتقديم الدعم المالي، والعمل على محاكمة المتورطين في أعمال العنف، وضمان إعادة تأهيل البعض منهم.
يشار إلى أن قوات الجيش السوري النظامي، المدعومة من الطيران الروسي، تقود عملية لتمشيط المناطق التي يتحصن بها داعش في البادية السورية، حيث استهدفت العلميات عددا من المواقع التي تتوارى بها عناصر التنظيم الإرهابي.
ومن ناحية أخرى، طالبت قوات سوريا الديمقراطية المجتمع الدولي بعدم التراخي في مواجهة شبكات داعش الإجرامية التي تنشط في المنطقة وتعمل على تهريب السوريين مقابل أموال تجمعها لدعم "داعش" ما يزيد من تنامي خطورة التنظيم الإرهابي ويعيق جهود مكافحة خلاياه الإرهابية.
ونشرت قوات سوريا الديمقراطية بيانا مطلع العام الجاري يوضح حصيلة العمليات التي قادتها ضد التنظيم الإرهابي، مؤكدة أن "عملياتها تكتسب أهمية كبيرة من أي وقت مضى خاصة في ظل محاولات قادة التنظيم وعناصره بإعادة تنظيم صفوفهم والاستفادة من الظروف الأمنية التي طرأت نتيجة انشغال مجالسنا العسكرية بصد الهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا".