في الوقت الذي تزداد فيه حالة التفاؤل بين الدول المشاركة في مفاوضات فيينا حول التوصل إلى مقاربة سياسية تنهي حالة القلق الدولي من اتجاه برنامج إيران النووي إلى الأغراض العسكرية، تواصل طهران مناوراتها الصاروخية المثيرة للجدل، حيث ظهرت مؤخرا مساعي الحرس الثوري لصنع صاروخ يبلغ مداه 5 آلاف كيلومترا.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني ، أمير علي حاجي زاده، أن إيران تجري حاليا تجارب صاروخية جديدة "بمحركات قوية تعمل بالوقود الصلب واستخدام مواد مركبة في جسم الصاروخ بدلا من المعادن".
ووفق وسائل الإعلام فإن هذا الأمر قد يسمح لطهران بتجاوز أقصى مدى للصواريخ الإيرانية في الوقت الحاضر، وهو 2000 كيلومتر.
كما أعلن حاجي زاده الخميس الماضي، أنه "تم لأول الأسبوع الماضي، اختبار محرك لصاروخ حامل لقمر صناعي إيراني يعمل بالوقود الصلب بنجاح".
من جانبها نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، عن مصدر مسؤول لم تسمه أنه تمت معالجة الكثير من "نقاط الخلاف" في مفاوضات فيينا.
وقال المصدر "المفاوضات جارية حاليا حول القضايا الصعبة، وكيفية صياغة القضايا التي تم الاتفاق على مبادئها إلى عبارات وإدراجها في الوثيقة"، فيما "العمل جار حاليا بشكل متزايد على الملحق الثالث حول التنفيذ والتسلسل للاتفاق المحتمل".
وألمح المصدر الإيراني إلى أن الإجراءات التي تتم "بحاجة إلى التحقق منها"، مضيفا: "نناقش التفاصيل، وهذا الجزء هو الأصعب والأطول في المفاوضات".
وعقب اجتماع غير رسمي لوزراء الخارجية الأوروبيين، نهاية الأسبوع الماضي، تحدث مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الأمن والسياسة الخارجية، جوزيب بوريل، عن تفاؤله باتفاق القوى العالمية على استئناف الصفقة النووية مع إيران المبرمة عام 2015.
وقال بوريل، الجمعة الماضية: "نشارف على بلوغ نهاية عملية طويلة، والأجواء تحسنت منذ عيد الميلاد".
وتابع: "قبل عيد الميلاد كنت متشائما جدا، لكن الآن أؤمن بإمكانية التوصل إلى اتفاق"، لافتا إلى أن المباحثات النووية "تمضي قدما، لكن يجب الإسراع فيها".
من جانبها، عبرت الولايات المتحدة عن تفاؤلها الحذر، وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن إعادة العمل بالاتفاق النووي سيكون "النتيجة الأفضل لأمن أمريكا"، مهددا في حال انهيار المفاوضات بـ"خطوات وخيارات أخرى".
في السياق ذاته، علق رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، حالة التفاؤل وقال إن إسرائيل لن تكون ملزمة بأي اتفاق نووي مع إيران وستستمر في الاحتفاظ بحرية التصرف ضد أعدائها إذا لزم الأمر.
وقال بينيت في إحاطة أمام لجنة بالكنيست "فيما يتعلق بالمحادثات النووية في فيينا. يسارونا القلق بكل تأكيد إسرائيل ليست طرفا في الاتفاقيات".
وأضاف: "إسرائيل لن تتقيد بما تنص عليه الاتفاقيات إذا ما تم التوقيع عليها وستواصل إسرائيل الاحتفاظ بحرية التصرف الكاملة في أي مكان وفي أي وقت دون قيود".