تحل اليوم السبت ذكرى وفاة على مصطفى مشرفة أحد كبار علماء مصر في مجال الرياضيات والفيزياء فى العالم وأحد العلماء الذين عرفوا سر تفتت الذرة، الذى رفض استخدامها فى صنع أسلحة الحروب، ولقب "بأينشتاين العرب".
ولد مشرفة فى 11 يوليو 1898 بمدينة دمياط، وتوفى والده قبل أن يدخل امتحان الشهادة الابتدائية، غير أنه حصل على المركز الأول على القطر المصرى، ثم حصل على البكالوريوس عام 1914، التحق بمدرسة المعلمين العليا.
تم اختيار مشرفة من وزارة المعارف لبعثة علمية لأول مرة إلى إنجلترا بعد تخرجه والتحق بجامعة "نوتنجهام" ثم جامعة الملك بلندن حيث حصل منها دكتوراه في الفلسفة عام 1923، ثم حصل على دكتوراه في العلوم من الجامعة نفسها عام 1924 ليصبح بذلك أول عربى يحصل على الدكتوراه في العلوم.
وعاد مشرفه إلى مصر عام 1925 وعين أستاذًا مساعداً للرياضة التطبيقية بكلية العلوم بجامعة القاهرة، ثم منح درجة أستاذ في عام 1926، وعقب ذلك اعتمد عميداً للكلية في عام 1936، وانتخب للعمادة أربع مرات متتاليات، كما انتخب في ديسمبر 1945 وكيلا للجامعة، وعين أستاذاً زائراً لجامعة برنستون الأمريكية عام 1947، وتم منحه رتبة الباشوية عام 1947.
دارت أبحاث مشرفة حول إيجاد مقياس للفراغ، حيث كانت هندسة الفراغ المبنية على نظرية "ألبرت أينشتاين" تتعرض فقط لحركة الجسيم المتحرك في مجال الجاذبية.
كما أضاف نظريات جديدة في "تفسير الإشعاع الصادر من الشمس" ، والتي تعد من أهم نظرياته وسببا في شهرته وعالميته، حيث أثبت أن المادة إشعاع في أصلها، ويمكن اعتبارهما صورتين لشىء واحد يتحول إحداهما للآخر، ولقد مهدت هذه النظرية العالم ليحول المواد الذرية إلى إشعاعات.
يعتبر مشرفة أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتيت الذرة ومن الرافضين لاستخدامها في الحرب، بل كان أول من أضاف فكرة أن الهيدروجين يمكن أن تصنع منه القنبلة الهيدروجينية، ولم يكتف مشرفة بمعرفته العلمية فكان بجانب ذلك أديبا وفيلسوفا ومفكرا وعالما فقد كتب ما يقرب من 30 مقالا و35 بحثا علميا ومن أهم مؤلفاته العلمية "النظرية النسبية الخاصة" و"نحن والعلم" و"الذرة والقنابل الذرية" و"العلم والحياة" و"الميكانيكا العلمية والنظرية"، وإلى جانب ذلك اهتم كثيرا بالموسيقى، وكان عازفاً بارعاً على الكمان وقدم أبحاثا عن العلم الموسيقى، والتي أحدثت أثرا كبيرا، وألف جمعية هواة الموسيقى لترجمة الأوبرات الأجنبية إلى العربية.
سافر مشرفة إلى لندن فى عام 1949 لتلقى العلاج ومنها إلى سويسرا ثم عاد في أول يناير عام 1950، واعتكف في بيته ينشد الراحة، لكن وافته المنية في 15 يناير 1950، عن عمر يناهز 52 عاما.
جدير بالذكر أن العالم الكبير ألبرت آينشتاين قد نعى مشرفة عند موته قائلا "لا أصدق أن مشرفة قد مات، إنه مازال حيا بيننا من خلال أبحاثه".