عيد الغطاس المجيد «الثيؤفانيا- عيد الظهور اﻹلهى- عيد اﻷنوار» هو من اﻷعياد السيدية الكبرى، وله مكانة عظيمة في الكنيسة، ويرتبط عند اﻷقباط بأكلات معينة مثل «القلقاس والقصب» وله رموز ودلالات روحية وقد احتفل الفاطميون واﻷخشيدون بعيد الغطاس وكانت العامة تذهب لجزيرة الروضة للغطس وأصبح إجازة رسمية تعطل فيها الدواوين
نتناول أيقونة العماد ورموزها:
أولا: أيقونة العماد تاريخيا
- منذ القرن الثاني الميلادي حفظت لنا صور ورسومات جدارية تعبر عن العماد وبها رموز كثيرة.
- منذ القرن الثالث والرابع الميلاديين نجد توابيت الموتي «Carkophages» وهي توابيت كانت يدفن فيها اﻷغنياء مصنوعة من المرمر أو الرخام منحوت عليها موضوعات ذات طابع مسيحي ومنها أيقونة العماد.
- غطاء صندوق الذخائر «Cappela Santa San ctorum»
من اﻷشياء التي كان زوار اﻷماكن المقدسة يحملونها من أورشليم إلي بلادهم وهو يحتوي علي أربع مربعات وفيها صورة للعماد.
- أوعية مونزا «Monza vessels» إيطاليا
وهي أوعية معدنية كانت تباع في أورشليم واﻷماكن المقدسة في القرن الخامس والسادس الميلادي وكانت تملء من مياه بحر الشريعة أو نهر اﻷردن ومصور علي وجهيها صور ورسومات تحكي قصة اﻷماكن المقدسة ومنها صورة العماد.
- فى كنيسة ديورا «Diora» بشمال سوريا من القرن الثالث نجد في بيت العماد أيقونة العماد.
ثانيا: مراحل تطور أيقونة العماد
1- في اﻷيقونات اﻷولي نجد يوحنا المعمدان يأخذ شكل خطيب أو فيلسوفا مرتديا رداء المعلم وحاملا رقائق ورق علي هيئة لفة تحتوي لغة الحكمة والمعرفة الحقيقية وواضعا يده علي رأس المعمد الذي عادة يصور بهيئة صبي عريان في الماء، فينحني المعمدان وهو يتقدم نحو المعمد رافعا رجله اﻷولي لتستند قدمه حجر بجانب النهر لتمكنه من القيام بالعماد «وجود الحمامة.. تشير للروح القدس.. واليد تشير للأب».
2- منذ القرن الخامس والسادس أضيف إليها الملائكة وهم يحملون ثياب السيد المسيح.
3- في بعض الصور القديمة كما في بيت العماد في «رافنا» تجد تعبيرًا رمزيًا علي هيئة شخص أسطوري بحجم كبير وهو يمثل روح النهر وهو روح أسطوري، وهو يسمي إله البحر وبدأ يظهر بصورة رمزية، وعلي هذه الفكرة ظهرت فكرة أن السيد المسيح «يطأ ويسحق اﻷرواح النجسة الشريرة».
4- القرن التاسع والعاشر ظهر الشخص اﻷسطوري خاشعا للسيد المسيح، وأسماك في النهر ترمز للمعمدين الجدد، أو فرح الخليقة كلها بالظهور اﻹلهي.
5 - منذ القرن العاشر ظهرت صورة الشجرة وفأس بجانبها رمزا لتعاليم اﻹنجيل «مت 10:3» هوذا الفأس قد وضعت علي أصل الشجرة... وهي ترمز للأمة اليهودية التي طلب منها الله ثمرا فلم يجد.
6- منذ القرن العشر حتي القرن الثالث عشر نري صليبًا مرفوعًا في الماء علي قاعدة عمودية كناية عن الصليب الحقيقي القائم في نهر اﻷردن.
7- نحت من العاج من يرجع للقرن السادس في فلسطين نلاحظ ظهور الشمس والقمر بطريقة رمزية وكذلك في مخطوطة قبطية يرجع تاريخها إلي 1180م، وكذلك علي خشب اﻷرز من الكنيسة المعلقة بالقاهرة.
ثالثا: أيقونات العصر الحديث ورموزها
1 - نجد الحمامة رمز الروح القدس.
2 -السيد المسيح في الماء ظهوره وفقا لتعاليم اﻹنجيل وإيمان الكنيسة أن تكون المعمودية بالتغطيس.
3 -اﻷسماك رمز للمعمدين الجدد.
4 - الملائكة.
5- الشجرة وبجوارها الفأس: رمزا لتعاليم يوحنا المعمدان
التي قدمها لليهود، ونجد شجرة السنديان في صورة يوحنا المعمدان يشير إلي الصليب كما تنبأ يوحنا المعمدان بقدوم السيد المسيح
6 - ثعبان السمك: وهو يرمز إلي بقايا الشخص اﻷسطوري «روح النهر» ويرسم بشكل ثعبان أحيانا ملتف حول رجل المخلص.
رابعا: رموز مرتبطة بيوحنا المعمدان
1 - طعام يوحنا المعمدان الجراد ويرمز إلى تحول اﻷمم الوثنية إلى المسيحية ﻷنه من الضربات العشر في القديم وجاء عنه أمثال «27:30» العسل البري يرمز إلي الفردوس لأن العسل من نتاج العمل المتواصل للنحل هكذا الفردوس من نصيب العاملين في حقل الله.
2- لبس يوحنا المعمدان: وبر الإبل «الجمال» رمز للاعتدال والاحتمال- والجلد على الحقوين: يرمز إلى التواضع واحتقار العالم ويرمز للحق افسس «14:6».
3- الرأس الموضوعة في طبق تشير الى الطريقة التي استشهد بها يوحنا المعمدان.
4-هناك أربعة أنهار تدل على الفردوس ورمز البشائر اﻷربعة.
5- المرساة «الهلب» يرمز الى اﻷمل والثبات في المسيح.
خامسا: أخطاء في أيقونة العماد.
1 - كنيستنا القبطية الأرثوذكسية واعية تترجم عقيدتها من خلال أيقوناتها ولكن تجد بعض اﻷخطاء في كنائس أخرى الكنيسة «الكاثوليكية» تصور صورة للأب في السماء أو يد ولكن الآب لم يره قط فنحن عرفنا الآب عن طريق الابن.
2- بعض الأيقونات تصور يوحنا وهو يضع مياها على رأس السيد المسيح ولكن نحن نؤمن بالمعمودية بالتغطيس وليس بالرش.