تحل اليوم السبت، الذكرى الـ 14 لوفاة المؤرخ المعاصر الدكتور يونان لبيب رزق، أحد أشهر مؤرخى مصر المعاصرين الذي تمثل أدوار وطنية مهمة مثل الدفاع المصرى فى قضية طابا عام 1988، رأس يونان أستاذ للتاريخ الحديث فى جامعة عين شمس، صاحب ديوان "الحياة المعاصرة" في جريدة الأهرام .
ولد الدكتور يونان لبيب رزق في ٢٧ أكتوبر ١٩٣٣ في بيت جده مأمور قسم الأزبكية رزق بك إبراهيم، وتوفى أبوه وهو دون السادسة وتولت والدته تربيته هو وشقيقتيه.
حصل لبيب على التوجيهية والتحق بعدها بكلية العلوم جامعة إبراهيم باشا "عين شمس حاليا" إلا أن حبه للأدب دفعه لتركها للالتحاق بكلية الآداب قسم التاريخ الذي كان يحبه واحتضنه أستاذ التاريخ الدكتور أحمد عزت عبدالكريم وحصل على الليسانس في ١٩٥٥.
عمل لبيب مدرساً بمدرسة ثانوية بالإسماعيلية ثم ساعده أستاذه عزت عبدالكريم على الانتقال إلى القاهرة ليقوم بالتدريس في مدرسة خليل أغا الثانوية، وخلال وجوده بها حصل على ماجستير التاريخ الحديث من جامعة عين شمس في ١٩٦٣ وكانت عن تاريخ السودان الحديث والعلاقات الخارجية للدولة المهدية بين عامى ١٨٩٩ و١٨٩٨، ثم ساعده في الالتحاق بالبعثة العلمية بالسودان حتى يتمكن من الاطلاع على محفوظات دارالوثائق في الخرطوم.
حصل على الدكتوراه من جامعة عين شمس فى ١٩٦٧،ثم تم انتدابه من وزارة التربية والتعليم إلى كلية الآداب جامعة عين شمس ثم لكلية البنات التى عين بها مدرسا، كما كان يشغل موقع رئيس مركز الدراسات التاريخية بالأهرام، وهو عضو بالمجلس الأعلى للثقافة والمجلس الأعلى للصحافة واتحاد المؤرخين العرب، وأشرف على العشرات من رسائل الماجستير والدكتوراه.
لم يكن لبيب ممن يميلون للتصنيف الدينى للتاريخ المصرى، إذ كان ضد فكرة تصنيف التاريخ دينيا، لكنه كان يميل لفكرة وحدة التاريخ المصرى، والتراكم الحضارى.
صدر له أكثر من من 40 مؤلفا فى التاريخ، من أهمها: "الحياة الحزبية فى مصر فى عهد الاحتلال البريطانى وحرية الصحافة فى مصر من عام 1778 وحتى عام 1924، والأحزاب المصرية قبل الثورة، ومصر والحرب العالمية الثانية، والوفد والكتاب الأسود، والأصول التاريخية ومسألة طابا دراسة وثائقية، وطابا قضية العمر، وقراءات تاريخية على هامش حرب الخليج، ومذكرات فخرى عبدالنور، ومذكرات عبدالرحمن فهمى، وديوان الحياة المعاصرة"، كما صدر منه عدة مجلدات واستمر فى إصدار مجلداته من عام 1995 وحتى عام 2008، وقدم أيضآ فى التسعينات من القرن الماضى سلسلة "ديوان الحياة المعاصرة" صدر منه عدة مجلدات واستمر فى إصدار مجلداته من 1995 إلى 2008.
حظي لبيب بالكثير من مظاهر التقدير، منها جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة وجائزة مؤسسة الفكر العربى وجائزة الحركة الثقافية اللبنانية، وجائزة مبارك فى العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة، كما شارك لبيب فى المؤتمر الذى انعقد فى المجلس الأعلى للثقافة بمناسبة مرور تسعين عامًا على ميلاد الرئيس عبدالناصر بالتعاون مع الجمعية التاريخية.
وغيب الموت لبيب في 15 يناير 2008 عن عمر يناهز الـ 75 عاماً، بعد صراع طويل مع قلبه المريض وشيعت جنازتة من كنيسة السيدة العذراء في مدينة نصر وأقيم العزاء بالكنيسة.
