ناقشت فعاليات منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة، والتي شارك بها العديد من الشباب والمتحدثين عن مستقبل أفريقيا، من حيث الصناعة والتجارة والتكنولوجيا وكذلك زيادة التعاون الاقتصادي بين الدول الأفريقية، فضلا عن تسريع وتيرة التطور التكنولوجي وزيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
وهناك تحديات كثيرة أمام القارة لتغير هيكل الصناعة من بسيطة إلى تكنولوجية كبيرة فضلا عن تعظيم الاستفادة من القطاع الزراعي والاستثماري، كل ذلك خطوة هامة في طريق البنية التحتية لضمان جودة الحياة وإمكانية فرص التنمية الاقتصادية.
فمن المؤكد أنه لا يوجد تنمية مستدامة دون تكنولوجيا وشركات استراتيجية لتعزيز التحول الرقمي بين دول القارة الأفريقية، وذلك ما تهدف إليه رؤية مصر لعام 2030، ولا شك أن جائحة كورونا ساهمت بشكل كبير في التعلم وهو أحد أهداف التنمية المستدامة، التي تسرع من خطة التعليم الهجين لاستغلال الموارد المتاحة.
وفي هذا السياق قال محمد محمود عبد الرحيم، الباحث اقتصادي، المستقبل للقارة الأفريقية بلا شك حيث أن قارة إفريقيا قارة شابه فمعظم سكان القارة الأفريقية هم من الشباب.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن القارة الأفريقية قارة كبيرة على اتساع جغرافي كبير و تتكون من 54 دولة هذا العدد الكبير من الدول بما يعني تعدد ثقافي واثني ، و هناك تحديات تواجه مستقبل قارة افريقيا وخصوصا بعد انتهاء أزمة جائحة كورونا .
وتابع أن هناك تحديات كبيرة أمام القارة الأفريقية في المستقبل أول هذه التحديات تتمثل في تغير هيكل الصناعة في القارة من صناعات بسيطة إلى صناعات تكنولوجية عملاقة مع تعظيم الاستفادة من قطاع الزراعة في القارة الأفريقية .
وأوضح أنه لابد من الأهتمام بالبنية التحتية في القارة وهو ما يؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة وإمكانيات وفرص التنمية الاقتصادية في القارة الأفريقية.
ولفت إلى أن هناك نقص حاد في الكثير من الدول الأفريقية في الكهرباء وهو ما يعني نقص توافر الاتصالات والانترنت وبالتالي يؤدي ذلك إلى خلل كبير في التعليم ونقص المهارات ، وفقًا للبنك الدولي فهناك حوالي 570 مليون فرد محرمون من الكهرباء في افريقيا جنوب الصحراء وهو عدد كبير جدا يوضح أهمية التنمية الاقتصادية في القارة الأفريقية و أن المستقبل لن يتغير في افريقيا بدون حل جذري لمشكلة الكهرباء.
وذكر أنه لابد من إدراك أن لا تقدم للقارة دون الأهتمام بالتعليم والصحة والتنمية البشرية بشكل عام، حيث تعاني القارة من ارتفاع نسب الأمية في كثير من الدول إلى جانب انتشار بعض الأمراض كنقص المناعة المكتسبة
واستطرد: “ على أرض يوجد الكثير من الفرص حيث تمتلك القارة كوادر بشرية لديها أفكار وطموحات يمكنها تغيير شكل المستقبل وأرى أنه لابد من إطلاق مبادرة تحت رعاية الإتحاد الأفريقي لاحتضان المواهب العلمية في القارة وتحويل كافة أفكارهم إلى صناعات وخدمات على أرض الواقع تؤثر بشكل مباشر في مستقبل القارة” .
من جانبها قالت حنان رمسيس، خبيرة سوق المال، إنه بعد عودة مصر لأحضان أفريقيا وعودة افريقيا للاعتراف بأهمية مصر كبوابة هامة للاستثمار العالمي وخاصة العربي، بفضل الجهود الدبلوماسية المصرية بعد سنوات من الانقطاع وتدهور العلاقات قبل استلم الرئيس عبد الفتاح السيسي لسدة الحكم وفتور العلاقات والأزمات المتلاحقة مع العديد من دول الجوار والدول الأفريقية لا تدخر مصر جهد في الفترة الحالية تهتم بالترويج لأفريقيا والفرص الاستثمارية المتاحة فيها وكيفية الاستفادة من كافة الموارد المتاحة بها وخاصة العنصر البشري المتمثل في الشباب.
وأوضحت في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أنه في كل مؤتمر عالمي تعريفية مصر تكون افريقيا ومشاكلها في ضمن مناقشات المؤتمر ليس فقط للوصول الي توصيات بل للتحرك الفعلي لدعم القارة السمراء والسعي لتحقيق نسب نمو تليق بمواردها وتطور يليق بشبابها واستقرار وأمان يدعم سلامة شعوبها.
ولفتت إلى أنه من خلال مؤتمر الشباب في نسخته الرابعة في شرم الشيخ كان للشباب الأفريقي الاهتمام الاكبر من مصر ورئيسها وكافة اجهزة الدولة المهتمة بالتخطيط والتنظيم والتدريب والتوسع في إعطاء منح تدريبية في مصر والاستفادة من أفكار السباب وتبادل الافكار والخبرات وتخريج دفعات ممن من اجتازوا التدريب بنجاح ليكونوا نواة دعم وتطور في دولهم الافريقية.
واكملت : “كما ان في الجلسات الحوارية التي كانت فيها مصارحة ومكاشفة للمشاكل التي توجد وتتفاقم في القارة السمراء، ووضع تصور لمواجهة تلك المشاكل والدعم والمساعدة من قبل مصر لتخطي تلك الأزمات كان له الاهتمام الأكبر من خلال الجلسات النقاشية الساخنة التي تمت، فأصدرت تلك المناقشات حلول سريعة علمية، ولم تصدر توصيات تكون حبيسة الادراج او للفرقعة الاعلامية”.
واشارت إلى أن مصر تؤمن بقدرة شباب افريقيا علي تجنب الصراعات والالتفاف مع دولهم والتعاون لتحقيق مصلحة أوطانهم بسواعد الشباب امل الدول ومستقبل الاوطان.
وأكدت الدكتورة مروة منصور، أستاذ مساعد ورئيس قسم الاقتصاد، أن الجلسة حثت على تعاون الدول الأفريقية كي يتم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وكذلك ناقشت الجلسة التحديات التي تواجه القارة الأفريقية بعد تداعيات كورونا.
وشددت في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، على تعزيز التجارة البينية وتفعيل منطقة التجارة الحرة وتوطين الصناعات والتكنولوجيا بالقارة، يأتي ذلك من خلال تحديد فرص الاستثمارات والمشروعات المشتركة بين الدول الأفريقية وبحث فرص التعاون في مجالات الطاقة وبخاصة الجديدة والمتجددة أو ما يطلق عليها الطاقة النظيفة.
ولفتت إلى أن الحياة حست على تشجيع قرارات الشباب في الجانب السياسي، وأنه بالرغم من الخلافات بين الدول وبعضها في العادات والتقاليد والنمط السياسي إلا أن يتم تحقيق منفعة مشتركة رغم وجود هذه الاختلافات.
وتابعت أنه لابد من تشجيع فرص التعاون بين الدول الأفريقية في مجال الاقتصاد الرقمي والتعاون المشترك في مجالات الصحة والتعليم والموارد البشرية، كان هدف الورشة تعزيز فرص التعاون بين الدول الأفريقية وبعضها البعض وترتيب الأولويات في مجالات الاستثمار تطلب ذلك وضع خطة أو خريطة توضح مجالات الاستثمار المختلفة في الدول الأفريقية كي يتم التعرف على مجالات عمل كل دولة أو الاستثمارات المفتوحه فيها سواء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والصناعات والزراعة والنقل واللوجيستيات والصحة والتعليم.
وأكملت أن خريطة الاستثمارات تجعل هناك تكامل في مجالات الاستثمارات في القارة، فضلا عن أهمية مشاركة الشباب في المناصب واستغلال الفرص في تدشين إدخال الشباب في جميع القطاعات وتبدأ بالقطاعات السياسة لأهميتها.