بينما كان الحزن والغضب يسكن المصريين علي خسارة منتخب كيروش أمام نيجيريا لم يلتفت أحد الي كارثة غرق عبارة تقل أطفال شغيلة باليومية في مزارع الفراخ فهولاء الفقراء لايملكون الصوت العالي وليس لديهم أنصار لتفعيل الهاشتاجات علي السوشيال ميديا وهؤلاء الأطفال خرجوا بحثا عن لقمة العيش رغم أنفهم وحرمانهم من حقوقهم الطبيعية ولحاجة أهاليهم للعيش بعد الارتفاع الجنوني للأسعار وعدم التوازن بين ارتفاع الأسعار والدخول لعامة الشعب.. هذا الحادث تكرار لحادث مشابه وقع منذ نحو 5 سنوات على ذات فرع النيل ولعمال من ذات المحافظة (المنوفية) ذاهبون إلى البحيرة، لأداء أعمال على ذات النمط، وغرقوا جميعا.
واتذكر أنه صدرت قرارات لإيقاف ومراجعة كل المعديات بين المحافظتين، حيث تبين أن أغلبها حالتها سيئة وغير آمنة العيب هو منظومه الرقابه والمتابعه منظومه اجهزه دوله في هذه القريه أو المركز أو المحافظة التي لم تتحرك لعمل كوبري بدل المعديه في خضم المشاريع المليارية التي تنشئ طرق فسيحة. عيب منظومة اسمها حياة كريمة كل من يعملون عليها في هذه المحافظة فشلوا في عملهم بدليل ما حدث. عيب إدارة تربية وتعليم لم تلحظ تسرب هذا العدد من مدرسه القرية.
عيب شئون اجتماعية لم تقدم الرعاية عبر منظمات المجتمع المدني والجمعيات التي لم تودي دورها اتجاه هذه الأسر سواء دور توعوي أو دور تمويلي أو دور توظيفي.…الحادث يكشف ليس فقط الإهمال الموجود في عبارات المنوفية والفوضي الموجودة في نقل الركاب و" شحنهم " بالعشرات في وسائل نقل لا تحتملهم ولكنه يكشف جشع اصحاب المزارع الكبيرة وعدم التعامل الآدمي مع العاملين لديهم وربما يفتح يكون الحادث مدخلا لفتح هذا الملف كاملا..أطفال الحقول وظروفهم المأساوية والعبارات التي لاتصلح للاستخدام الآدمي والموضوع له عدة زوايا متشعبة، ومسئوليات فأين وزارة النقل من تلك العبارات المتهالكة والسعى لإنتاج عبارات حديثة متطورة - الاهمال ليس فى فكرة وجود عبارة بجانب أسباب أخرى تمثلت فى تلك الكارثه بل هو أيضا عدم إنتاج عبارات جديدة قوية تصلح للمرور بين ضفتى النيل فلدينا. المصانع الحربىة، فهل يستعصى عليه صناعة أو إنتاج عبارة بعد كل ما أنتجته من معدات ثقيلة حربية وذلك على سبيل المثال فالبلد بها مصانع وورش كبرى للتصنيع فالمعديات بجميع المحافظات معظمها لا تهتم بغلق الأبواب المتهالكة مما يسمح بسقوط السيارات ووقوع الكوارث بالمخالفة لشروط الترخيص التى تختلف بحسب حجم المعدية، وافتقاد مواصفات الأمان والسلامة المطلوب توافرها مثل تناسب أطواق النجاة وسترات النجاة وطفايات الحريق الغير موجودة فى الأساس على الواقع بالمعديات - وأفراد الطاقم مع السعة الاستيعابية للركاب فى كل معدية وغيرها.وقد اعتمدت حياة الملايين من المواطنين الذين يعيشون على ضفتى نهر النيل بالمنيا على الانتقال بالمعديات النهرية سواء الأهلية أو الرسمية كوسيلة نقل رخيصه وسريعه لقضاء حوائجهم اليومية للعمل والدراسة والتسوق والتزاور وحتى فى دفن الموتى. ولذا، تعتبر وسيلة النقل الأساسية هى المعديات النيلية القديمة والمتهالكه والتى تفتقر إلى أبسط وسائل الأمان والسلامة.
كما أن مئات القرى فى البر الشرقى والعشرات من المصانع والمحاجر بالجبل الشرقى يذهب إليها الآلاف من أبناء الصعيد عن طريق تلك المعديات، بل تستخدمها تلك المصانع فى نقل منتجاتها إلى البر الغربى والكارثة الكبرى، قيام عدد كبير من الأطفال أبناء أصحاب المعديات بقيادتها بدلًا من تشغيل سائق محترف، مما يؤدى إلى وقوع حوادث المعديات،خاصة وأن معظمها تعمل بالطريقة اليدوية فيقوم السائق بتثبيت «مدور المعدية» بعصا في اتجاه معين ويتركها ويذهب بعيدا إلى أن تصل المعدية للبر الآخر دون أى توجيه آخر منه. ..حادث غرق سيارة منشأة القناطر يؤكد على ضرورة الاهتمام بمنظومة معديات ومعابر نهر النيل ضمن مشروع حياة كريمة.
وعلينا ونحن ندفن هؤلاء أن نتعهد على تطوير المعديات وأن تكون من أولوياتنا لأن هناك من يستغل حوادث الموت للتقليل من قيمة إنجازات الدولة