أسدل، أمس الخميس، الستار على النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم الذى أقيم بمدينة شرم الشيخ على مدار 3 أيام.
وشهد الرئيس عبدالفتاح السيسى خلاله حفل تخرج دفعات الأكاديمية الوطنية للتدريب، وكرم الخريجين، وتسلم شهادة اعتماد الأكاديمية الوطنية للتدريب لمدة خمس سنوات، من ريس هيلفر، ممثل المجلس الأمريكى لاعتماد التعليم المستمر والتدريب، الذى أكد أن الأكاديمية الوطنية صرح تدريبى مميز، استطاع تخريج آلاف من الكفاءات.
وشاهد الرئيس فيلمًا تسجيليًا حول رحلة بناء الأكاديمية الوطنية للتدريب كصرح عظيم، خلال حفل تخرج دفعات جديدة من الأكاديمية، ولفت الفيلم التسجيلى إلى طاقة شباب تحول فيها الحلم إلى حقيقة بإنشاء الأكاديمية داخل جمهورية جديدة، وكلمة السر فيها هى الشباب الذى تعتمد عليه الدولة فى بناء مستقبلها، كما استعرض الفيلم تمكين الشباب، الذى يعد أهم أهداف الإرادة السياسية وكانت أول خطوة هى التأهيل والتدريب قبل خطوة التمكين.
ومن جانبها، أكدت الدكتورة رشا راغب، المدير التنفيذى للأكاديمية الوطنية للتدريب، أن رسالة الرئيس عبدالفتاح السيسى كانت جلية وواضحة برغبته فى كيان مختلف، بعيد كل البعد عن كونه مؤسسة تدريب نمطية، وكيانا قادرا على إفراز وتأهيل رجل دولة، ذى طراز فريد كما تستحق مصر، فكانت الأكاديمية الوطنية للتدريب مشروع مصر القومى لبناء الإنسان.
وتابعت «راغب»، خلال كلمتها بفعاليات الحفل الختامى، أن حصيلة ما حققته الأكاديمية من أعمال، تنوعت بين برامج تدريب وخدمات استشارية وشراكات دولية، والحصول على الاعتماد الدولى، لافتًة إلى أن الأكاديمية نجحت، حتى الآن، فى تدريب أكثر 28 ألف متدرب بمصر وأفريقيا، من خلال 47 ألف ساعة تدريب، قدمتها الأكاديمية من خلال 159 برنامجا لـ49 جهة متنوعة.
وأعلنت مدير الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، عن جاهزية الأكاديمية لتدريب الشباب اليمنى وتأهيلهم بما يمكنهم من القدرة على اتخاذ قرارات تساهم فى تحسين الأوضاع، وتساهم فى حل الصراعات، وذلك بعد مطالبة طارق النعمانى، سفير الشباب اليمنى بالمجلس العربى الأفريقى، الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال جلسة «المسئولية الدولية فى إعادة إعمار مناطق ما بعد الصراعات» التى عقدت ضمن فعاليات المنتدى بإطلاق برنامج تدريبى خاص بالأكاديمية للشباب اليمنى، ورد الرئيس على مطالبه قائلًا: «أى حاجة موجودة فى مصر هنا متاحة لجميع الأشقاء».
وأعلنت «راغب» توصيات النسخة الرابعة من المنتدى، وتمثلت فى الدعوة لتأسيس مجلس أعمال أفريقيا، دعوة منظمة الصحة العالمية للاعتراف باللقاحات، إشراك الشباب فى العمل على إيجاد حلول للتغيرات المناخية، الدعوة لعقد قمة عالمية لبحث أفضل السبل لمساعدة الدول الفقيرة، نشر التعريف بالموارد المائية، الدعوة لتوحيد الجهود الأممية لإعادة التمويل لإعادة الإعمار، إطلاق استراتيجية لدعم السلم والأمن لما بعد الجائحة.
وفى نفس السياق، أعرب «ريس هيلفر» ممثل المجلس الأمريكى لاعتماد التعليم المستمر والتدريب، عن سعادته بحضوره منتدى شباب العالم، مضيفًا: «يوم عظيم ويسعدنى أن أقف أمامكم لأمثل المركز الأمريكى، كاشفًا عن أنه تم منح الأكاديمية الاعتماد لخمس سنوات وهى أطول فترة منصوص عليها»، متابعًا: «هذا إنجاز استثنائى وهو الاعتماد لمدة خمس سنوات».
وأضاف أن الرسالة الخاصة بنا هى الإلهام وتعزيز التدريب والتعليم المستمر رفيع الجودة عن طريق وضع المعايير وتقييم وتحسين مخرجات التعليم والتدريب المستمرين، مستطردًا: «مركزنا اعترفت به وزارة التعليم الأمريكية منذ السبعينيات؛ لأننا نعمل على تعزيز جودة التعليم، ولدينا شراكة تعتمد على الجودة».
وأعربت فيكتوار توميغا داغبى، رئيس وزراء توجو، عن امتنان بلادها بشأن توجيه الدعوة لدولة توجو للمشاركة فى منتدى شباب العالم، مشيرًة إلى أن عقد المنتدى فرصة لمشاركة الشباب وتقديم الحلول المبتكرة للمشكلات، وفرصة أيضًا كى نثنى على جهود الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وأضافت خلال حفل تخرج دفعات الأكاديمية الوطنية للتدريب، أن عقد منتدى شباب العالم فى نسخته الرابعة، فرصة سانحة لتقييم المبادرات، مشددةً على أنه يجب الاستفادة من الحلول المقدمة من خلال المنتدى لا سيما التقدم التكنولوجى.
ولفتت، إلى أن توجو أطلقت الاستراتيجية ٢٠٢٢ - ٢٠٢٥ لتعزيز التكنولوجيا والاستثمار فى العنصر البشرى، كما أطلقت العديد من المباردات خلال جائحة كورونا في العام الماضى، كما تعول توجو على الرقمنة بشكل كبير لتقديم الدعم لشعبها الذى بمر بظروف هشة.
قال جيرد مولر، المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو»، إن الأمين العام للأمم المتحدة دعا لأجندة جديدة وعلينا التعامل معها والتصدى للتغيرات المناخية من أجل مستقبل أفضل، مضيفًا أننا بحاجة لنشر المهارات والعمل على التنمية الصناعية وتوفير الحماية البيئية.
وأضاف فى كلمة مسجلة عن بعد عبر «فيديو كونفرانس»، أننا نعمل على تعزيز اللقاحات فى أفريقيا ونعزز من ريادة الأعمال الزراعية خاصة فى أفريقيا، لافتًا إلى أننا نعزز نشر التكنولوجيا والصناعات الخضراء من أجل إنشاء شركات تكنولوجية خضراء، بالإضافة إلى أننا ندعم المنظمة لأصحاب ورواد الأعمال، مشيرا إلى أننا بحاجة إلى التزام مالى أكبر لأزمة المناخ.
على صعيد متصل، أشادت كريستيان دوسى، مديرة مركز جنيف للسياسات الأمنية، على النهج المثمر للأكاديمية الوطنية للتدريب فيما يتعلق بالجائحة، موضحًة أن المركز وقع مذكرة تفاهم منذ عامين مع الأكاديمية الوطنية للتدريب، ومضيفًة: «هناك قادة بالفطرة سينتجون عن هذا البرنامج».
وأضافت: «لقد عملنا مع 155 متدربًا وجدناهم متحمسين، وأظهروا خبرة ومعرفة بالموضوعات المتعلقة، وكانت إسهاماتهم مفيدة وأظهروا مهارات قيادة ممتازة»، مشيرًة إلى أن منتدى شباب العالم يحتفى برحلة تعلم وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من برنامج الأكاديمية.
وتابعت: «نرى أن المشكلات التى تواجهنا مترابطة ويجب التعامل معها بترابط أيضًا، فضلًا عن ضرورة مراعاة التعامل مع القضايا الناشئة بشكل متكامل فهناك موضوعات كثيرة تم تناولها مثل الأمن الدولى والسيبرانى والتعاون العابر للحدود وإدارة الأزمات والتركيز على القيادة والتفكير الاستراتيجى».
فيما قال ممثل عن المدرسة الوطنية للإدارة الفرنسية، وهى أحد شركاء الأكاديمية: «شهدنا تعاونًا كبيرًا بين المنظمتين، المدرسة الوطنية للإدارة والأكاديمية الوطنية للتدريب، وشاركت فى مجال إدارة الموارد البشرية وتبادل الخبرات وتشرفت بحضورى ضمن لجنة لاختيار المشاركين وعملنا فى الكثير من المبادرات، التى عقدت فى باريس بعدما رشحت الأكاديمية العديد من الشخصيات».
وأضاف: «فى ظل عصر الرقمنة، على الخدمة العامة أن تجذب الشباب وتعزيز القيم الخاصة بالقيم الاجتماعية وأن نبث الحماس والحافز لخدمة الشعوب ونحن مستعدون للتصدى للتحديات والعمل على حلها وأنا على أتم الاستعداد لاستمرار التعاون».
وعن تجاربهم فى البرامج التدريبية بالأكاديمية الوطنية، قالت دينا حسن خريجة البرنامج الرئاسى لتأهيل التنفيذيين للقيادة، إنها حققت حلم الالتحاق بالأكاديمية التى تعد مشروعا قوميا لبناء الإنسان، حيث تعمل الأكاديمية على تدريب أجيال مختلفة، وكان ذلك نقطة تحول لها من خلال التدريب الميدانى والبرامج العلمية، والربط بين التدريب الميدانى، وخلق طرق مختلفة ومبتكرة، وإعداد ورش عمل متنوعة، لتطوير الأفكار وخلق رؤية، من خلال الشراكات الدولية، وعشنا خلال الدراسة تعايشا إنسانيا.
وقال حاتم عامر، إنه فخور بكونه خريج البرنامج الرئاسى لتأهيل التنفيذيين، موضحًا أنه خضع لاختبارات، وتنفيذ الأنشطة العملية حول مسائل حقيقية، والعمل على الواقع، ونحن أمام تجربة فريدة تعملنا كيف يمضى القادة يومهم والتغلب على التحديات.
وقالت شابة من نيجيريا ضمن شباب الخريجين، إنها عاشت تجربة لا مثيل لها، تتم بتفان وإيمان راسخ، لتحقيق العلم داخل الأكاديمية الوطنية للتدريب، مضيفًة: «نعاهدكم على العمل وعلى صنع السلام والتعاون».
بينما قال أحد الخريجين من دولة جنوب السودان: «أعرب عن الامتنان للدعم الذى لا ينقطع، والدراسة ساهمت فى تزويد المهارات المختلفة، حول إدارة النزاعات وتوزيع الموارد خاصة فى القارة الأفريقية، والأكاديمية الوطنية للتدريب صرح تعليمى فريد».