شهدت النسخة الـ33 من بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا في الكاميرون، أحداثا مؤسفة خلال الأسبوع الأول من البطولة، أثبتت أن الكاميرون لم تكن جاهزة لاستضافة "الكان" وأن الاتحاد الأفريقي كان مطالبا بقرار تأجيل أو نقل البطولة من بلاد الأسود المروضة للحفاظ على سمعة القارة السمراء، ولكن كان هناك إصرار من الأسطورة صامويل إيتو رئيس الاتحاد الكاميروني الجديد لإنقاذ سمعة بلاده وإقامة البطولة في موعدها، بعد تأجيلها لمدة عام بسبب جائحة كورونا.
وأثبتت الأيام الأولى من بطولة “ماما أفريكا” أن قرار اسناد تنظيم الحدث القاري الأكبر في قارة أفريقيا للكاميرون كان مغامرة ومخاطرة كبيرة، رغم أن "كاف" أرسل عددا من لجان التفتيش على الملاعب والبنية التحتية للكاميرون طوال الفترة الماضية أثبتت أن هناك قصورا في التنظيم، كما أن الاحداث التي وقعت في الأسبوع الأول من البطولة أثبتت أن مصر نظمت أعظم نسخة في تاريخ بطولة أفريقيا في 2019، بعد أن أبهرت العالم واستضافت 24 منتخبا وسط تنظيم رائع وخلال فترة قصيرة بعدما تم استاد تنظيم البطولة لمصر قبل البطولة بأيام قليلة.
واشتكت معظم المنتخبات المشاركة في البطولة من سوء الإقامة والحالة الرديئة للفنادق والخدمات في جميع المدن الكاميرونية، ولكن دون رد فعل من اللجنة المنظمة والاتحاد الكاميروني، الذين كان هدفهم استكمال البطولة بغض النظر عن أي سلبيات، لأنهم يرون أن قرار إقامة البطولة في موعدها انتصار على الأندية الأوروبية والاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا الذي كان يرغب في تأجيل البطولة للصيف المقبل.
وخلال الأسبوع الأول من البطولة، وقعت أحداث مؤسفة، فكانت البداية في مدينة دوالا بعدما تعرض 3 صحفيين جزائريين للاعتداء والسرقة، واعتذر الاتحاد الكاميروني لبعثة المنتخب الجزائر والصحفيين، كما تعرضت بعثة محاربي الصحراء لموقف غريب بعد أن فوجئت بعدم وجود "الباص" الخاص بالبعثة بعد انتهاء التدريب، ليتم اللجوء إلى عدد من "الميكروباصات" والسيارات الخاصة لنقل لاعبي الفريق وأفراد البعثة من ملعب التدريب إلى مقر الإقامة في موقف طريف وبدون تأمين.
أما الحدث الأبرز والأخطر، فهي التهديدات الإرهابية التي تعرضت لها منتخبات المجموعة السادسة التي تضم تونس وموريتانيا ومالي وجامبيا في بلدة ليمبي غرب الكاميرون، خاصة بعد معركة بالأسلحة النارية عقب اقتحام مسلحين المدينة بالقرب من مقر تدريبات منتخبي مالي وجامبيا، ومن قبلها إلغاء تدريبات منتخبي تونس ومالي بعد إطلاق النار في المدينة، وسط حالة من الرعب والذعر سيطرت على المنتخبات خوفا من اقتحام المسلحين مقر الإقامة.
أما على مستوى القرارات والأزمات الخاصة بالتنظيم، فكانت أزمة “الكرات” مثيرة للجدل في مباراة منتخب مصر أمام نيجيريا، بعدما لجأ الحكم إلى استبدال الكرة أكثر من 4 مرات وسط حالة من الاندهاش وسوء التنظيم.
بينما شهدت مباراة تونس ومالي “فضيحة” تحكيمية هزت أرجاء القارة السمراء، بعدما أنهى الحكم الزامبي جياني سيكازوي اللقاء في الدقيقة 85 قبل أن يستكمل المباراة بعد التنبيه عليه من الحكم الرابع وغرفة الفار، وفي الدقيقة 89 عاد الحكم وأنهى المباراة مرة أخرى قبل دقيقة من نهاية الوقت الأصلي، وسط اعتراضات من الجهاز الفني ولاعبي منتخب تونس، ثم قررت اللجنة المنظمة استكمال المباراة بعد نصف ساعة من الجدل والاعتراضات ولكن المنتخب التونسي رفض وطالب بإعادة المباراة بالكامل، وتقدم بشكوى رسمية للمكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي، بينما يأتي مشهد عزوف الجماهير والمدرجات الخاوية في معظم الملاعب أمر مثير للجدل أيضا.
كما وقعت اللجنة المنظمة في أزمة كبيرة عندما عزفت النشيد الوطني القديم لمنتخب موريتانيا خلال مباراة منتخب المرابطين أمام جامبيا، وسط حالة من الاستغراب وحاولت تصحيح الموقف ولكنها فشلت في عزف النشيد الوطني لمنتخب موريتانيا.