التقى البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، اليوم الأربعاء، مع بطريرك السريان الأنطاكي، بالكردينال بييترو بارولين أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان، وذلك في مكتبه في القصر الرسولي في الفاتيكان.
عقد البطريرك لقاءً مطوَّلاً مع “بارولين” ، حيث عرض الأوضاع المؤلمة التي تجابها بلدان الشرق الأوسط، وبشكل خاص الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية التي حلّت بها في السنوات الأخيرة.
وجرى التطرُّق إلى زيارة الكردينال بارولين إلى العراق في عام 2017، حيث التقى به حينذاك في قره قوش وبرطلة، بعد تحرير بلدات سهل نينوى من الإرهابيين التكفيريين الذي عاثوا فساداً وتدميراً وحرقاً للكنائس والمدارس والمنازل.
ودار الحديث عن مرافقة الكردينال بارولين لقداسة البابا فرنسيس في زيارته إلى العراق في 2021، ولقائه بالبطريرك وأساقفة كنيستنا في بغداد وقره قوش.
كما تناول الأوضاع الأليمة والمعاناة الإنسانية في سوريا، والتي فُرِضَ عليها قانون العقوبات المجحف بحقّ المدنيين الأبرياء.
واستعرض غبطته مع نيافته الأزمة الخانقة والمدمّرة التي حلّت بلبنان، من خلافات سياسية وانهيار اقتصادي ووجع المواطنين، لا سيّما الأخطار المحدقة بلبنان من جراء الخلافات بين المسؤولين، والتي تشكّل السبب الرئيس لهجرة القوى الفاعلة، والشباب بشكلٍ خاص.
كما تحدّث غبطته عن واقع الحال في الكنيسة السريانية الكاثوليكية ففي بلاد الشرق وعالم الانتشار، فنقل غبطته إلى نيافته الثمار المشجّعة التي نتجت وتنتج عن زياراته الرعوية التي يقوم بها غبطته إلى الأبرشيات والرعايا والإرساليات السريانية كافّةً، إن في سوريا والعراق ومصر والقدس والأراضي المقدسة والأردن وتركيا، وإن في كنيسة الاغتراب. ونوّه غبطته إلى ازدياد عدد المؤمنين الذين تغرّبوا والكهنة الذين يخدمونهم، مشدّداً على حاجة كنيستنا إلى حضور رئيس كنسي يرافق نموّ كنيستنا السريانية في أوروبا.
ثمّ التقى نيافته مع الوفد المرافق لغبطته، والمؤلَّف من المطران مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والمدبّر البطريركي لأبرشية الموصل وتوابعها وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار فلابيانوس رامي قبلان المعتمَد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي في أوروبا والمدبّر البطريركي لأبرشية حمص وحماة والنبك، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية.
وخلال اللقاء، قدّم غبطته إلى نيافته نسخة من كتاب "أكثر من نصف قرن من الخدمة والعطاء" والذي أعدَّتْه ونشرَتْه البطريركية بمناسبة اليوبيل الكهنوتي الذهبي واليوبيل الأسقفي الفضّي لغبطته. فهنّأ نيافتُه غبطتَه بهذه المناسبة المباركة، مثمّناً الرعاية الأبوية لغبطته، واحتفاء الكنيسة السريانية، إكليروساً ومؤمنين، بغبطته في احتفالات اليوبيل، وداعياً لغبطته دوام الصحّة والعافية والعمر المديد والتوفيق في رعايته للكنيسة السريانية الكاثوليكية في العالم. فشكره غبطتُه متمنّياً له النجاح الدائم في خدمته ومهمّاته الكنسية الهامّة. وتبادلا الصلاة والدعاء من أجل السلام في الشرق والعالم وخير أبناء الكنيسة في كلّ مكان.