شهدت محافظة الشرقية على مدار الفترات الماضية تزايد فى عدد الأطفال الذين يعملون في حرف مختلفة لمساعدة أسرهم بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة لتوفير لقمة العيش ومنهم من يعمل وهو فى الدراسة ومنهم من تركها مضطرا لعدم مقدرته على دفع المصروفات.
قال حسن محمد، أحد أهالى مركز أبو كبير، موظف، إن عمالة الأطفال زادت بصورة كبيرة خلال الفترة الماضية بسبب الحالة المعيشة الصعبة التي تعاني منها غالبية الأسر وأصبحنا نشاهد السيارات نصف النقل وهى محملة بعشرات الأطفال التى لا تتجاوز أعمارهم ١٤ سنة للذهاب للعمل فى الحدائق فى الصالحية الجديدة وغيرها.
ولفت، إلى أن الأهالي يدفعون بهم الى سوق العمل لاحتياجها للمال لظروفهم الصعبة ولعدم وجود مصادر أخرى للدخل.
بينما أضاف السيد متولى، موظف، قائلاً إن محافظة الشرقية ليست المحافظة الوحيدة التى تعانى من عمالة الأطفال فهناك العديد من المراكز بالمحافظات الأخرى تعانى هذا الوضع بسبب الظروف المعيشية القاسية وخاصة فى الريف المصرى بعد زيادة الأسمدة والتقاوى وانخفاض أسعار المحاصيل.
وأكد أن أصحاب الأعمال يلجأون إلى الاستعانة بالأطفال في العمل لما يحصلون عليه من مبالغ قليله بالمقارنة بالشاب الذي يطلب مبلغا كبيرا خاصة فى المزارع والمصانع.
بينما شار محمد فتحى، عامل يومية، إلى أنه يخرج فى الصباح ويجلس على أحد المقاهى المعروفة بمدينة أبوكبير بأنها قهوة العمال وأنتظر رزقى، حيث إننى بلغت من السن ولا أستطيع العمل الأمر الذى يدفعنى الى إرسال اثنين من أبنائى الأطفال للعمل مع ذويهم فى الحقول أو الورش المجاورة لمساعدتى على مواجهة أعباء الحياة خاصة وأننى مريض ومصاريف العلاج كبيرة.
وأوضح منصور العربى من مركز فاقوس «مزارع» قائلا الفقر وصعوبة الحصول على لقمة العيش هى التى أجبرتنى لخروج أطفالي وهم فى عمر الزهور لتوفير احتياجات الأسرة وفى نفس الوقت مساعدة أنفسهم على إتمام تعليمهم داخل المدارس لافتا إلى أنه يمتلك قطعة أرض مساحتها ٦ قراريط ولا تكفى لحاجة الأسرة المكونة من ٥ أفراد.
وقال محمد السيد طالب بالصف الثانى الثانوى الصناعى إن والده موظف بسيط راتبه الشهري لا يكفي لحاجة الأسرة وله شقيقتان وهو الأكبر وكان لابد أن يخرج لمساعدة أسرته و لإتمام دراسته لافتا إلى أنه يعمل منذ أن كان فى الصف الثالث الإعدادى.
وأشار إبراهيم إسماعيل موظف ومقيم بالزقازيق، إلى أن عمالة الأطفال رغم خطورتها لكن هناك كارثة كبرى بسبب أطفال الشوارع الذين أصبحوا لا يجدون عملا بسبب الظروف الاقتصادية، لافتا إلى أن الشوارع أصبحت مليئة بالأطفال من الجنسين للتسول فى الشوارع والميادين .
وقال السيد حسام، ١١ عاما، إن الظروف الصعبة لأسرته قتلت طفولته وأصبحت حياته مبرمجة على العمل، حيث أنه يعمل فى ورشة ميكانيكا سيارات ورغم التعب الشديد فإنني أتحمل لمساعدة والدي فى مصروفات المنزل وعلاجه وبسبب الظروف المعيشية لم أستطع استكمال دراستى.
وأكد محمد العدوى، موظف، أن هناك فتيات يعملن فى المزارع ويعاملني معاملة سيئة تؤثر عليهن ولا بد من متابعة هؤلاء الاطفال على الأقل ووجود مرافقين لهن من أسرهن خشية حدوث ما لا يحمد عقباه.
من جانبه أكد مدير عام مديرية القوى العاملة بالمحافظة، أن المديرية تقوم بالتفتيش المستمر على كل الأماكن التى يعمل بها أطفال للتأكد من التزام أصحابها بتطبيق القانون فيما يتعلق بضرورة عدم تشغيل الأطفال فى الأعمال والمهن التي يحظر تشغيلهم فيها وأكثر من ٦ ساعات متصلة، وأن تتخللها ساعة راحة ومتابعة تشغيلهم ساعات إضافية أو أيام العطلات الرسمية، لافتا إلى أنه فى حال وجود مخالفة يتم عمل محضر لصاحب المنشأة وإذا تكرر يتم الغلق.