الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

جمال رشدي يكتب: علاقتي بأبونا مكاري يونان

الراحل القس مكاري
الراحل القس مكاري يونان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رحل القديس الذي كان إنجيلا معاشا، رجل الله حقا، استخدمه الله لكي يكون صورة المسيح على الأرض، ففي شخصه هربت الذات وشهواتها وميولها َورغباتها وسكن مسيح البذل والتواضع والبساطة والعطاء والخير والمحبة.

لم تسيطر عليه أيدلوجية أو طقس، بل كما قال بولس الرسول الأعظم في تاريخ التبشير المسيحي، صرت لليهود كيهودي لأربح اليهود وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس

  وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس – مع أني لست بلا ناموس لله بل تحت ناموس للمسيح – لأربح الذين بلا ناموس.

 صرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء. صرت للكل كل شيء لأخلص على كل حال قوما.   وهذا أنا أفعله لأجل الإنجيل لأكون شريكا فيه.

هكذا كان القديس الراحل الخادم الناري العظيم ابونا مكاري يونان  والذي وصلت كلمة خدمته الي اقاصي كل المسكونة،وقد ايد الله كلمة تبشيره بالآيات والمعجزات، فمنحه مواهب متعدده بقوة الاسم الحسن، فالتجئ اليه من كل صوب وحدب الكثير من الناس ومن جميع الدول والاوطان، فكان يقول فقط " باسم يسوع الناصري" في التو واللحظة تحدث المعجزة.

رحل القديس العظيم مرعب مملكة ابليس، الذي كان عند ذكر اسمه ترتعب الشياطين، فلا تنسى الكنيسة القبطية صلاته النارية ضد مملكة ابليس عندما يصرخ ويقول،" باسم يسوع المسيح الناصري، قوة دم صليبه سلطان لاهوته نأمر كل روح مضادة هاربة أو محاربة أو ساكنة في الجسد بمغادرة الجسد وعدم العودة إليه. كل رقية كل سحر كل عمل شيطاني يقطن تقطع كل رباط،

رحل القديس العظيم الذي كان في وجوده التهليل والتسبيح، رحل القوى الذي نادى بالتوبة والخلاص للجميع، رحل الرجل الذي كان دائما يهلل بالروح ويقول "انا مش من هنا انا ليا وطن تاني" .

منذ سنوات طويله ارتبطت به ارتباط وثيق، ففي اجتماع الجمعة الشهير كنت اتفرغ تماما من أي ارتباطات لاجلس أمام التلفاز لمدة ساعاتان ونصف، ادخل معه في مرحلة التحرر بالنعمة من قيود الأرض وشرها، في كلماته تنساب النعمة وفي فرحه ينطق السلام المسائي، وخلال ذلك هناك عشرات الملايين أمام التلفاز في كل ارجاء المسكونة لدرجة ان ذلك الاجتماع كان في كثير من الأحيان الأكثر مشاهدة في الشرق الأوسط وربما العالم.

كان محب حقيقي لمصر والسيد الرئيس فبرغم عدم ارتباطه بالسياسة كما أعلن، الا انه كان دائما يقول ان الرئيس السيسي شخص تم إرساله من قبل السماء لإنقاذ مصر، وانه رجل مخلص وأمين على شعبة ووطنه، وان مصر لم يأتي لها رئيس مثل ذلك منذ عصر الفراعنه.

واثناء فترة حكم الأخوان، ظل طول سنة حكمهم يصرح لله والسماء ان تنقذ مصر، ويطلب من الجميع الصلاة بدموع لإنقاذ مصر، وأثناء الصلاة بذلك يصمت هو والحضور صمتا طويلا، وفجأة يهمس همسا ويقول "هيحصل" وكأن السماء تخاطبه بالذي سيحدث للإخوان.

كنت احبه لان كنت اعلم حقا انه رجل الله، فكثيرا كنت اتواصل معه عبر الرسائل لاني خارج مصر، واطلب منه الصلاة من اجل موضوع ما، حقا كان رجل الله، كنت المس مدى فاعلية صلاته.

وفي أحد الليالي منذ ما يقرب من ٤ سنوات جاء لي في الرؤيا ليلا، لان كنت اعاني من بعض المتاعب الصحية، وكان يلبس اللبس الكهنوتي الأبيض ووضع يده على مكان الألم، وحكي معي طويلا وكأنه يحكي عن مشوار حياته، وكان اهم ما قاله لي، ان الرب منحه المواهب الروحية في سن ١٨ عام من عمره.

رحل القديس تاركا خلفه زخيرة وخميرة روحية عظيمة من تعاليمه، وكلها تهدف الي التوبة "الان"

رحل القديس الذي طالب الجميع بأن يكونوا قديسين كما دعاهم المسيح، وعلم الجميع أن يستخدموا الاسم الحسن، " باسم يسوع المسيح  الناصري" لقهر مملكة إبليس وفعل المعجزات، وبالفعل صدقه كثيرين من البسطاء الذين هم عظماء بالإيمان، واستخدموا ذلك الاسم لفعل المعجزات.

رحل القديس الذي كان امتداد لعظماء الكنيسة المصرية البابا كيرلس في روحانياته والبابا شنودة في تعاليمه،  رحل القديس واني متأكد ان الكنيسة المصرية بها عظماء كثيرين على شاكلة ابونا مكاري يونان، سيستخدمهم الرب لمجد اسمه الحسن.