أكد المشاركون في جلسة " صناعة الفن والمحتوى الإبداعي والثقافي في أمن الجائحة " التي عقدت ظهر اليوم الأربعاء ضمن جلسات منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة، أن منتدى شباب العالم يعكس حيوية الشباب في مصر والعالم مشددين على أن هذا الجيل الأكثر ثقافة والأكثر حصولا على التعليم.
شارك في الجلسة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، ونشوى جاد، العضو المنتدب للمنصة الرقمية "Watch It”، والمخرجة والفنانة والناشطة في الواقع الافتراضي تارين سوثرن ، ومديرة برنامج المنح الدراسية بجامعة كوريا الجنوبية الوطنية للتعليم هيسن يوون ، كما حضر الجلسة الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة .
وفي بداية كلمتها خلال الجلسة وجهت الدكتورة إيناس عبد الدايم، التحية لجميع المسؤولين عن المنتدى.. مشيدة بالنجاح الكبير الذي حققه المنتدى ليس هذا العام فقط وإنما منذ انطلاقه الى أن وصل نسخته الرابعة هذا العام
وقالت وزيرة الثقافة إن ظهور فيروس كورونا كان صدمة كبيرة للثقافة والفنون ليس في مصر فقط وإنما على مستوى العالم، مؤكدة ان هذه الجائحة مثلت تحديا كبيرا للدولة المصرية خلال فترة الإغلاق التي لم تستمر كثيرا، ومن هنا ظهرت العديد من الأفكار الجديدة داخل وزارة الثقافة لمواجهة فيروس كورونا ومن أهم هذه الأفكار تجميع كنوز ومحتوى الثقافة على مدار السنوات الماضية في ظل امتلاك مصر الرصيد الأكبر والأهم في مجلس الثقافة والفنون والعمل على إعادة إذاعة هذه الأعلام مرة أخري عبر منصات الكترونية وإنشاء مسارح مفتوحة كما تم في فى دار الأوبرا حيث تم انشاء مسرحين، مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية.
وأضافت عبد الدايم إن مصر تحركت سريعا مع ظهور فيروس كورونا وتحوله الى جائحة عالمية، كما عملت الوزارة على العديد من المشاريع بالتعاون مع منظمة اليونسكو وكان آخرها تسجيل الخط العربي في اليونسكو، مشيرة الى أنه مع الجائحة كان هناك توقف كامل في التواصل مع العالم ثقافيا لذلك نفذت الوزارة العديد من مبادرات الثقافية وهي مستمرة حتى الآن من خلال المجلس الأعلى للثقافة مع السفراء المقيمين في مصر للتعريف بالهوية والثقافة المصرية.
وأعلنت وزيرة الثقافة خلال الجلسة عن بدء الفعاليات الخاصة باختيار مصر عاصمة للثقافة الإسلامية من قبل منظمة الاليكسو للعام 2022 اعتبارا من شهر فبراير المقبل، مؤكدة أن الوزارة انتهت من إعداد الخطة لتنفيذ هذه الفعاليات والتي ستستمر على مدار العام.
وحول المشاريع التي نفذتها الوزارة منذ بدء انتشار فيروس كورونا ، قالت عبد الدايم: “الوزارة نظمت معرض القاهرة الدولي للكتاب في ظل الجائحة وكانت الدولة الوحيدة التي قامت بإقامة المعرض و بمشاركات دولية ، كما أنجزت الوزارة في ظل الجائحة الكثير من المشاريع الثقافية فهناك مشاريع ثقافية تم إنجازها مثل مدينة الثقافة والفنون في العاصمة الإدارية، ودار الأوبرا في العاصمة الإدارية ، وهناك مدينة الثقافة فى العلمين ، ويتم بناء مسرح كبير بمدينة الجلالة ، كما تم افتتاح الكثير من المراكز الثقافية ، فالمبادرات كانت موجودة بالفعل وقت الجائحة” .
وأوضحت ان وزارة الثقافة تعاونت مع وزارة الشباب والرياضة في المسارح المتنقلة والوصول بها إلى القرى والنجوع وأيضا قوافل ثقافية.
واعتبرت عبدالدايم أن من أهم إنجازات الوزارة استحداث جائزة المبدع الصغير وهذه ليست مسابقة وإنما جائزة دولة مثلها مثل جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية، وتم تخصيصها للطفل المصري وتقسيمها الى مرحلتين ، الطفولة، والنشء ..مشيرة الى أنه تقدم في النسخة الأولى ٤٦٠٠ طفل على مستوى الجمهورية في كل الفنون وكل عام يتم تحديد تخصصات جديدة ، تم الإعلان عن النسخ الثانية
وفي مداخلة له خلال الجلسة نوه الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة بالتعاون وزارة الثقافة مؤكدا أن هذا التعاون يتم تطويره في جميع المجالات هدفه بناء الإنسان مشيرا الى أن هناك مسابقات للإبداع، وهناك قطاع الطلائع الذي يعتبر من أهم القطاعات في عملية تطوير الشخصية وكل هذا يأتي ضمن رؤية واستراتيجية الدولة.
من جهتها قالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، أن منتدى شباب العالم يعكس حيوية الشباب في مصر والعالم.. مؤكدا أن هذا الجيل سيكون الأكثر ثقافة والأكثر حصولا على التعليم ومشيرة الى أن المنتدى منصة للشباب لمواجهة التحديات وهذه الفعالية عقدت في الوقت المناسب، وموجهة الشكر للحكومة المصرية على تنظيم هذا المنتدى الذي جاء في الوقت المناسب
وأضافت أزولاي ان جائحة كورونا تسببت في عدم حصول حوالي ٥٠٠ مليون طالب علي التعليم عن بعد بسبب عدم توافر التكنولوجيا الحديثة في بعض البلدان، كما انخفضت فرص العمل ٣ مرات مما أثر على نفسية الشباب.
وأشارت الى أن منظمة اليونسكو أطلقت تحالف للتعليم في ١٢٠ دولة بسبب كورونا كما طورت المهارات الرقمية لدى الشباب، وأطلقت مبادرة "الشباب باحثين " في ٧٠ دولة لمواجهة الجائحة.. موضحة انه تم إطلاق تحالف دولي عالمي لدعم هذه المبادرة البحثية لمساعدة الشباب في مواجهة جائحة كورونا.
وبدورها قالت نشوى جاد، العضو المنتدب للمنصة الرقمية "Watch It”، أن المنصات الرقمية كانت موجودة قبل كورونا ومع الجائحة زاد الإقبال على المنصات الرقمية خصوصا الشباب مما جعل هذه المنصات قبلة للمنتجين نظرا للمكاسب الكبيرة التي يمكن تحقيقها.
وأضافت ان المنصات الرقمية أصبحت الان مصدر دخل رئيسي للدول لأنها عابرة للقارات، كما أنها ننجح في إيصال الثقافة والهوية الخاصة بكل منطقة.
وأوضحت أن المنصات الرقمية فتح الباب لإنتاج أعمال جديدة لم تكن موجودة من قبل على شاشة التلفزيون مثل أفلام الأكشن، والدراما القصيرة، مشيرة الى أن مثل هذه الاعمال تجذب المشاهد لذلك يجب أن يكون لكل منصة للأعمال الخاصة بها.
وأكدت انه في ظل التزايد الكبير في المنصات الرقمية يجب العمل سويا على حماية العمل الفني من القرصنة لأنه شيء مهم جدا وظاهرة عالمية وبدأت منذ ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وسرقة الأفلام من شاشات دور العرض السينمائي داعية الى تضافر الجهود للحفاظ على الأعمال الفنية من القرصنة وأن يصدر عن المنتدى توصية تتعلق بهذا الموضوع.
وقالت المخرجة والناشطة في الواقع الافتراضي تارين سوثرن إن التلفزيون فقد 33 % من مشاهديه خلال جائحة كورونا بسبب المنصات الرقمية الجديدة، داعية المنتجين إلى التواصل المباشر مع الجمهور لمعرفة اهتماماته مع التركيز على الشباب.
وأضافت ان الإعلام التقليدي سيواجه صعوبات كبيرة في ظل المنافسة مع المنصات الرقمية والشباب لن يشاهد التلفزيون ويجب على المؤسسات الكبري تغيير سياستها الإعلامية والعمل من خلال المنصات الإلكترونية وتحديد الجمهور المستفيد، وتحليل البيانات، لمواجهة أي خسائر قد يتعرضوا لها في ظل وجود المنصات الرقمية.
وعبر تقنية زووم استعرض يورغ تسوبر، مبتكر أيقونة الموضة الرقمية "نونوري" حيث أشار الى أن الظهور الفعلي للدمية كان منذ 4 سنوات مشيرة الى أنها ليست مجرد دمية للموضة، فهي صاحبة مبدأ، وتعيش "نباتية"، لا ترتدي الفرو، وتكرس نفسها من أجل الموضة المستدامة
وأضاف ان نونوري تأثرت بالجائحة كما أنها تجسد مقولة أن الإنسان يجب أن يؤمن بأحلامه وان الانسان يجب أن يكون إيجابيا وتعمل على نشر الوعي وتعليم الشباب وأن تكون حياته إيجابية، وأن يقوم المرء بالتركيز على تطوير نفسه.
فيما رأت مديرة برنامج المنح الدراسية بجامعة كوريا الجنوبية الوطنية للتعليم هيسن يوون ، منتدي شباب العالم نموذج رائع من حيث استخدام التكنولوجيا الحديثة فى مواجهة جائحة كورونا مشيرة إلى أن الثقافة والفنون تشكل هوية المجتمع.
وقالت ان التعليم الجامعي في كوريا الجنوبية مرتبط بالحضور لذلك عملت على توفير مجموعة من البرامج والفعاليات عقب جائحة كورونا لتقديم شيء مميز للطلاب خلال الجائحة مثل برنامج أون لاين لتعليم اليوجا من خلال مدرس تم إحضاره للجامعة لتدريب الطلاب، وهناك أيضا برامج لتعليم اللغة الإنجليزية.