عند استعداد أي وكالة للفضاء في دول العالم لإطلاق صاروخ إلى الفضاء، تتم العديد من الإجراءات السابقة للقيام بالخطوة، وأهم تلك الاستعدادات اختيار المكان المناسب لإطلاق الصاروخ منه فلا تصلح الكثير من الأماكن لإطلاق صاروخ إلى الفضاء، وهناك معايير لابد من توافرها في المكان الذي يتم اختياره لإطلاق صاروخ.
فعملية إطلاق الصاروخ تتم من رقعة معينة على الأرض اختارها مهندسي الفضاء بدقة لتصل إلى هدف معين في الفضاء، وإطلاق الصاروخ من مكان متحرك لآخر متحرك أيضاً أمر صعب للغاية ويحتاج لحسابات هندسية، لذلك فإن اختيار المكان المناسب لإطلاق المركبات الفضائية أو الصواريخ يتم وفقاً لحسابات دقيقة تعتمد على حركة الأرض والوقت والمكان وحالة الطقس.
وعن سر اختيار الولايات المتحدة لجزيرة متقلبة الأجواء لانطلاق الصاروخ الفضائي بمركز كينيدي للفضاء على جزيرة ميريت، شرق فلوريدا، اختارتها الولايات المتحدة لأسباب عدة أهمها قربها من خط الاستواء وبعدها عن التجمعات السكانية حتى لا يتأذى أحد في حال حصول خلل في إطلاق المكوك فهي (مكان منعزل)، كما أن الإطلاق يتم في الساحل الشرقي للاستفادة من سرعة دوران الأرض حول نفسها، وهو الأمر الذي يوفر الطاقة والجهد والنفقات.
ووفقًا لعالم الفلك روجر لونيس لا يعتقد أن "ناسا" تخطط لتغيير هذا المكان في المستقبل القريب، لأن الأمر يكلف الوقت والجهد والمال، وبالنسبة لروسيا فهي تملك الصواريخ الأكبر حجماً، لذلك فهي تحتاج إلى قوة دفع أكبر لتتمكن من الإفلات من الجاذبية الأرضية، ويفترض أن يكون اختيارها لموقع إطلاق الصواريخ في كازاخستان أفضل لأنه أقرب لخط الاستواء، ويعتقد أن الاتحاد السوفييتي أراد بقاء الأمر سرياً حينما شرع في بناء المحطة وقد استطاعوا بالفعل الإبقاء على الموضوع سريًا حتى اكتشفت الولايات المتحدة الأمر عن طريق الأقمار الصناعية.