مع كل فاصل كنا جميعًا ننتظر صوتك، ونستمع إلى كلماتك المُرتبة واللغوية الصحيحة، ونتعلم كيفية إدارة الحوار مع ضيوفك، والخروج في الأوقات المهمة بكل مهنية وحرفية منذ دخلت مدرستك الصحفية في صوت الأمة، زرعت بداخلنا القوة في الحصول على المعلومات بل وتأكيدها على أكمل وجه، وصنعت بداخلنا مقاتلين في التحقيقات التلفزيونية لمساندة الناس الغلابة ووصول صوت لمن صوت له حتى حصوله على حقه، وجعلتنا نبحث دائما عن المهضوم حقوقهم وإظهارهم حتى يعود لهم أكسجين الحياة من جديد.
ولا أنسى يوما تحدثت معي في مكالمة هاتفية أتذكرها جيدا كانت بعد نهاية الهواء، وبالقرب من فجر يوم جديد، وظلت أكثر من ١٨ دقيقه، وقلت لي بالحرف: أنا مبحبش أظلم حد، وبحب أدي فرصة للشباب. وأضفت ليا في هذه المكالمة قوة بداخلي مع التشديد على أدائي في هذه الفترة، ووجهتني لعمل موضوعات كانت انفرادا بتوجيهاتك، ولا أنسى حُبك لفريق العمل منذ بداية الحقيقة حتى العاشرة مساءً ثم أون نهاية ببرنامج التاسعة بـ الأولى المصرية، فكنت حريصًا دائما على البقاء لعدد من فريق العمل الذي وصل بهم الأمر أن يقوموا بعمل تقارير وتحقيقات تلفزيونية دون مشواره أو خطه كنت دائمًا دافع قوي لنا ومساند بكل ما تملك لكل من حولك كنت تُعد تقاريرك معنا ولا تكتفي بعرضها على الشاشات كنت تقوم باتصالات هاتفية بين الفواصل للتأكد من معلومة جديدة أو لإضافه شيء كنت وكنت وكنت وكنت إلى ما لا نهاية.
ولا أنسى عبارتك الشهيرة أنت من تختار تكون بطلا أو خائنا ناجحا أو فاشلا نقيا أو فاسدا ومع كل جملة فاصل ونعود جاءت اللحظة الفاصلة والتي كنا لا نتمناها “فاصل ولن تعود”، رحمك الله يا أسطورة الصحافة التلفزيونية؛ فقد رحلت بجسدك، وتركت أعمالك الصحفية والتلفزيوتية وتلاميذك يستكملون ما بدأت حتى نلتقي جميعًا.
