أكد الدكتور مصطفى محمد، مدير مركز تدريب جنوب سيناء والبحر الأحمر، بمركز تدريب سرابيط الخادم التابع لمدينة أبوزنيمة بمحافظة جنوب سيناء، أن منطقة آثار جنوب سيناء تشهد طفرة فى العمل الأثرى خلال العام المالى ٢٠٢١- ٢٠٢٢، مشيرا إلى أنه حتى الآن أنهت بعثتا وادى غرندل ووادى النصب العمل بنتائج علمية مهمة ويتبقى لهم ثلاث مهمات فى ثلاثة مواقع أثرية مهمة ويرجع الفضل إلى عناية واهتمام قيادات المجلس الأعلى للآثار وعلى رأسهم الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور أيمن عشماوى رئيس قطاع الآثار المصرية، والدكتورة نادية خضر رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحرى وسيناء، والدكتور هشام حسين مدير عام آثار سيناء.
ووجه مدير مركز تدريب جنوب سيناء والبحر الأحمر، عبر "البوابة نيوز" اليوم الثلاثاء، كل الشكر والتقدير لجميع زملائه أعضاء بعثة الحفائر على جهدهم طوال ثلاثة أشهر، لافتا إلى أنه من الممكن أن تستمر عملية الحفائر لأكثر من ذلك الوقت لدراسة ناتج الحفائر، زميله الدكتور السيد محمود عبد اللطيف مفتش آثار المركز العلمى للتدريب وعضو البعثة، وهند محمد رمضان مفتشة آثار شمال سيناء وعضو البعثة، والدكتور اسلام صالح أخصائي ترميم القناة وسيناء، ومرافق أعمال الحفائر، و الدكتور إسلام سامى عبد الباسط مفتش آثار المركز العلمى للتدريب وعضو البعثة، ومحمد على غنيم مفتش اثار سرابيط الخادم وعضو البعثة، و احمد ابراهيم مفتش آثار سرابيط الخادم وعضو البعثة، ورمضان على على الادارى بمنطقة آثار جنوب سيناء وعضو البعثة، وعبد الكريم على عبد الكريم.
كما وجه أيضا شكره وتقديره للدكتور هشام حسين على القيام بالتصوير الفوتوجرامترى للحفائر، والدكتور وائل عطية على عمل الخرائط، والمهندس أحمد اللق على الرفع المعمارى. داعيا الله ان يوفقهم فى نشر علمي محترم فى اكثر من مقال لنتائج البعثة.
كانت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة وادي النصب بجنوب سيناء، قد توصلت إلى الكشف عن بقايا مبنى كان يستخدم كمقر لقائد بعثات التعدين المصرية بسيناء خلال عصر الدولة الوسطى، وذلك ضمن مشروع تنمية سيناء 2021-2022
وأوضح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذه البعثة هي الأولى التي تقوم بأعمال الحفائر بهذه المنطقة، مشيرا إلى إن المقر الذي كشفت عنه البعثة يقع في منطقة متميزة وسط الوادي ويتوسط مناطق تعدين النحاس والفيروز، وانه عبارة عن مبنى مربع الشكل يتكون من كتل حجرية ضخمة من الحجر الرملي ذو أرضية من بلاطات حجرية ويمتد على مساحة 225 متر مربع تقريباً.
وأضاف الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن الدراسات المبدئية على المبنى تشير إلى انه وقت تشييده كان يتكون المبنى من طابقين؛ الأول به صالتين وغرفتين وحمام ومطبخ، وسلم يؤدي إلى الطابق الثاني. واستطرد قائلا انه بمنتصف بعض الغرف داخل الطابق الأول عثرت البعثة على عدد من قواعد لأعمدة مما يشير إلى أنها كانت تستخدم لتثبيت وحمل السقف.
ومن جانبه قال الدكتور مصطفى نور الدين رئيس البعثة ومدير المركز العلمي للتدريب بجنوب سيناء والبحر الأحمر، أن الدراسة أثبتت أيضا أن هذا المقر كان يستخدم منذ تشييده خلال عصر الدولة الوسطى كمقر لبعثات التعدين، ولكن تم هجره خلال عصر الانتقال الثاني، ثم أُعيد استخدامه خلال عصر الدولة الحديثة، ثم أهمل مرة أخرى. لافتا إلى أن الدلائل الأثرية والعلمية تشير أن المبنى تم استغلاله في العصر الروماني؛ حيث تم تنفيذ بعض التعديلات الداخلية على المبنى من عمل مدخل له من الجهة الشمال وإضافة جدران فاصلة بين الصالات، واستخدام بعض الغرف كورش لصهر النحاس. حيث عثرت البعثة في الطبقات العليا من المبنى على أفران لصهر النحاس ومناطق تجهيز المعادن، بالإضافة إلى أربعة سبائك من النحاس يتراوح وزن الواحدة منها ما بين 1200 إلى 1300 جرام.
وأضاف رئيس البعثة أنه تم العثور داخل أحد غرف المبنى على ورشة لتجهيز الفيروز تحتوي على أحجار لتشكيل وتجهيز وتنظيف الفيروز والتي مازالت تستخدم مثيلاتها حتى الآن، كما تم العثور بالمنطقة المجاورة للمبنى على ثلاثة مغارات لاستخراج خام النحاس، منها مغارة على سفح جبل النصب تم تنظيفها، وبقايا ورشة لصهر واستخلاص النحاس.
من جانبه قال الدكتور هشام محمد حسين المشرف على شئون المجلس الأعلى للآثار بجنوب سيناء، أن وادي النصب يمثل مركز عمليات تجهيز خام النحاس بجنوب سيناء حيث يوجد كميات ضخمة من خبث النحاس بالوادي يرجح أنها تبلغ ما يوازي 100 ألف طن من خبث النحاس. بالإضافة أن الوادي يشتهر بوجود نقوش من عصر الدولة الحديثة منها نقش للملك مرنبتاح، والكتابات السينائية.
وأضاف انه من المعروف أن قادة بعثات التعدين بجنوب سيناء كانوا من كبار موظفي الدولة وورد في نقوش سيناء القاب هؤلاء القادة ( حاكم مصر السفلى) ( مستشار الملك فى الدلتا ) ( حاكم ثارو).
وتجدر الإشارة إلى أن وادي النصب يوجد به نقش للملك مرنبتاح، ونقشان للملك أمنمحات الثالث، بجوار المبنى المكتشف، حيث شهد عهد أمنمحات الثالث ذروة النشاط التعديني بسيناء ويوجد 59 نقشاً بجنوب سيناء لموظفين رسميين من عهده بمناطق وادي المغارة ووادي النصب وسرابيط الخادم.