ينفتح الشعر على التجربة الإنسانية اللانهائية، متحركًا في فضاء الخيال والدهشة، محاولا إعادة بناء الوجود عبر أصواته الحميمية القريبة من روح المتلقي، ويُعد الشعر هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس التي تجوب الوعي الإنساني واللاوعي أيضًا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.
واليوم ننشر قصيدة بعنوان "ألم يبلغك والأنماء تنمي" للشاعر قيس بن زهير.
أَلَم يَبلُغكَ وَالأَنماءُ تَنمي
بِما لاقَت لَبونُ بَني زِيادِ
وَمَحبِسُها عَلى القُرَشِيِّ تُشرى
بِأَدراعٍ وَأَسيافٍ حِدادِ
جزيتكَ يا ربيع جزاءَ سوءٍ
وقد تجزى المقارض بالأيادي
وما كانت بفعلةِ مثل قيسٍ
وان تك قد غدرتَ ولم تُفادِ
أخذت الدرعَ من رجلٍ أبي
ولم تخشى العقوبة في المعادِ
ولولا صهر معنى لكانت
به العثراتُ في سوءِ المقادِ
كَما لاقَيتُ مِن حَمَلِ بنِ بَدرٍ
وَإِخوَتِهِ عَلى ذاتِ الإِصادِ
هُمُ فَخَروا عَلَيَّ بِغَيرِ فَخرٍ
وَذادوا دونَ غايَتِهِ جَوادي
وقالوا قد قمرناهُ خداعاً
وأينَ الخدعُ من مائةِ الجيادِ
كرهنا أن يُقر الخُسف فينا
دفعنا بالمهندةِ الحدادِ
فمهلاً يا حذيفة عن بناتي
فانَّ القولَ مقتصدٌ وعادي
وَكُنتُ إِذا مُنيتُ بِخَصمِ سوءٍ
دَلَفتُ لَهُ بِداهِيَةٍ نَآدِ
بِداهِيَةٍ تَدُقُّ الصُلبَ مِنهُ
فَتَقصِمُ أَو تَجوبُ عَلى الفُؤادِ
وقد دلفوا إليَّ بفعلِ سوءٍ
فألفوني لهم صعب القيادِ
وَكُنتُ إِذا أَتاني الدَهرُ رِبقٌ
بِداهِيَةٍ شَدَدتُ لَها نِجادي
أَلَم تَعلَم بَنو الميقابِ أَنّي
كَريمٌ غَيرَ مُغْتَلِثِ الزِنادِ
أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ ثُمَّ آوي
إِلى جارٍ كَجارِ أَبي دُؤادِ
إِلَيكَ رَبيعَةَ الخَيرِ بنَ قُرطٍ
وَهوباً لِلطَريفِ وَلِلتِلادِ
كَفاني ما أَخافُ أَبو هِلالٍ
رَبيعَةُ فَاِنتَهَت عَنّي الأَعادي
تَظَلُّ جِيادَهُ يَحدينَ حَولي
بِذاتِ الرِمثِ كَالحَدَإِ الغَوادي
كَأَنّي إِذ أَنَختُ إِلى اِبنِ قُرطٍ
عُقِلتُ إِلى يَلَملَمَ أَو نِصادِ.