الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ننشر مُقدمة كتاب "سينما المشاعر المنتهية الصلاحية"

الناقد السينمائي
الناقد السينمائي محمود الغيطاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تنشر "البوابة نيوز" مُقدمة كتاب "سينما المشاعر المُنتهية الصلاحية"، للناقد السينمائي محمود الغيطاني، والذي يصدر قريباً عن دار فضاءات الأردنية، ضمن الأعمال المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 53، والتي تنطلق نهاية شهر يناير الجاري. والذي يدور حول السينما الصينية مُمثلة في أعمال المُخرج وونج كار واي.

وجاءت المقدمة كالتالي: 

إن الدخول إلى العالم الفيلمي الذي يقدمه مُخرج هونج كونج، الصيني وونج كار واي Wong Kar- Wai، يُعد بمثابة الدخول إلى غابة مُتشابكة وكثيفة من أدغال المشاعر المهزومة والبائسة. السقوط في مأزق عاطفي وجودي لا يمكن للمُشاهد الخروج منه بسهولة إلا وقد ترك هذا المأزق بأثره عليه. الاستغراق في الذاكرة والذكريات التي لا تفتأ تجلد صاحبها معها حتى أنها تُشعره في النهاية بفرط ضآلته، وعبثية العالم من حوله؛ لمُطاردتها الدائمة له، والضغط عليه. التورط مع العشاق الشاعرين بالألم، والعذاب، والفقد، والشوق، والخذلان، والخيانات، والحاجة الماسة للتواصل الإنساني؛ نتيجة إدمانهم العاطفي لرفقائهم الذين تخلوا عنهم ببساطة، تتشابه إلى حد بعيد بمن يلقي أحد المناديل الورقية في سلة مُهملات من دون أي شعور بالذنب. التماهي مع الشخصيات الفيلمية التي تعاني الكثير من العذاب، وتذرف الأكثر من الدموع؛ لضياع العديد من الفرص التي كانت مُتاحة لهم مع رفقائهم، لكن المشاعر تبدلت فجأة ومن دون سابق إنذار، ومن دون أي سبب- إما لتوقف الحب، أو لانتهاء فترة صلاحيته- وهي الرؤية التي تُسيطر على العالم السينمائي الذي يدور فيه المُخرج في كل أفلامه؛ حيث تفيد فلسفته دائما: إن لكل شيء في الحياة فترة صلاحية لا بد من التوقف عندها، لا سيما المشاعر!
مع وونج كار واي نحن أمام عالم يلعب فيه الوقت وأثره دور البطولة المُطلقة؛ فالوقت قاس، وصارم، وحاد، وباتر، ومُتسارع، وأهوج، وربما أعمى وقادر على دهس كل شيء ببساطة من دون الالتفات إليه، لا سيما المشاعر الإنسانية؛ فمع مرور الوقت تتبدل طبيعة الأشياء، وتتغير- حتى لو كان هذا التغير من دون أي سبب- وتفقد الأمور صلاحيتها للاستمرار فيها؛ الأمر الذي يجعل من الذاكرة والذكريات سوطا قادرا على الجلد الدائم لصاحبها بسيطرتها الدائمة عليه، وتمكنها منه، أي أن الذكريات تتحول إلى محض سجن يعيش فيه صاحبها مُجترا إياها للأبد، غير قادر على الخروج منها، أو التملص منها اللهم إلا بالموت فقط- سنُلاحظ أن العديد من الشخصيات تموت من فرط العشق والاشتياق إلى ما فات- أو فقدان الذاكرة اللذان لا يأتيان لأصحابهما ببساطة؛ مما يجعلهم واقعين تحت سطوتها دائما، غير قادرين على الاستمرار في حياتهم بطبيعية نتيجة استعراضهم الدائم لما فات؛ فالذاكرة دائما ما تظل شاخصة أمامهم، مُتشيئة، ماثلة لهم، مُتكررة بكل أحداثها السابقة حتى لكأنها فيلم يتم إعادة عرضه أمامهم للأبد إلى أن تقضي عليهم بالحسرة، والندم في نهاية الأمر.
إذن، فنحن أمام مُخرج يتأمل بروية وهدوء في المشاعر الإنسانية، وتبدلاتها، وتغيراتها، وتشابكها، وتعقيدها، وغرائبيتها، حتى أن هذا التأمل يحيلها إلى شكل من أشكال العذاب لجميع الشخصيات الفيلمية التي يقدمها؛ الأمر الذي يترك بأثره على المُشاهد المتورط معها ليتماهى مع هذه الشخصات الفيلمية شاعرا بما تشعر به من وحدة، وتوق، وخذلان، وشوق، ورغبة في التواصل الإنساني، والخروج من العدمية التي يشعر بها. هذا البؤس على مستوى المشاعر الذي يقدمه وونج كار واي- رغم سوداويته وألمه- سيبدو لنا- في أفلامه- أكثر حيوية وجمالا من مشاعر العشق الطبيعية، حتى لكأن العذاب في المشاعر لا يمكن له أن يبدو لنا جميلا إلا من خلال عيني هذا المُخرج القادر على مُمارسة السادية على شخصياته الفيلمية، ومُشاهديه ببساطة تجعل من المُشاهد مُستمتعا بما يُمارس عليه، في حالة من حالات المازوخية التي يتقمصها المُتلقي، حتى ليبدو لنا الأمر وكأنما هناك اتفاقا غير مُعلن، وتواطؤا ما بين كل من المُخرج والمُشاهد ليُمارس من خلاله المُخرج قسوته في التعبير عن المشاعر غير المُكتملة والناقصة، وغير الناضجة دائما لشخصياته وإسقاطها على المُشاهد، وفي المُقابل يتقبل المُتلقي هذه القسوة بالتماهي الكامل فيها وكأنما قد تلبسته رغبة مازوخية في المزيد من عذاب الذاكرة والذكريات التي يقدمها له المُخرج!.
إنه العالم الذي وصفه، وعبر عنه بدقة وبراعة الصحفي برايان والش Bryan Walsh في مجلة "تايم" الأمريكية حينما أجرى حواره مع وونج كار واي بعنوان كان هو الأكثر دقة وتعبيرية عن عالم المُخرج فكتب: "نحن نُحب ما لا يمكننا الحصول عليه، ولا يمكننا الحصول على ما نحبه" . إنه العنوان الذي يُعبر عن سينما المُخرج تماما حيث نرى الشخصيات المُعذبة التي يتركها أحباؤها للارتباط بغيرهم، بينما هناك آخرين يشعرون بالعشق تجاه هؤلاء المهجورين، لكنهم لا يشعرون بهم!
هذا الشعور بالوحدة الدائمة، والفقد والخذلان لكل شيء، فضلا عن الشعور بالضآلة والضياع يقدمه المُخرج في إطار المُدن الكبرى والعواصم، وهو يتخذ من هونج كونج مثالا لكل العواصم الكبرى في العالم؛ حيث كل شيء فيها مُتبدل، ومُتغير، ومُتسارع، ويؤول به الأمر إلى زوال وعدم مُتلاشٍ ببساطة وكأنما هذه هي طبيعة الأشياء التي لا بد لها أن تكون عليها، ولكن لأن الإنسان هو الوحيد الراغب في الاستقرار والثبات، وأبدية الأشياء- لا سيما العلاقات والمشاعر- فهو يعاني كثيرا من هذا التغير القاسي؛ الأمر الذي يلقي به في جحيمه الشخصي الذي لا سبيل من الخلاص منه إلا بالتخلص من الذاكرة التي تظل مُتشبثة به، راغبة في إغراقه داخلها للأبد.
في عالم وونج كار واي لا سبيل لديمومة أي شيء، فكل شيء مُنته في النهاية، وإذا ما كان العشاق يرون أن مشاعرهم لا بد لها أن تكون أبدية ودائمة؛ فهو يؤكد لهم بأن المشاعر هي أول الأشياء التي لا بد لها أن تنتهي، وتتغير، وتتبدل؛ لأنها في حقيقتها لا تحتمل الاستمرار، بل لا بد لها من لحظة فارقة يتوقف عندها كل شيء، ويُصاب بالسكتة القلبية؛ ليصبح مُجرد عدم كأنه لم يكن من قبل!
إن كائنات وونج كار واي هي كائنات مُعذبة طوال الوقت، تعاني من تاريخها، وهو- كمُخرج- إن كان يؤمن بعدم أبدية الأشياء- مُعبرا عنها بالمشاعر المُنتهية الصلاحية- فهو يسحب هذه النظرة الفنية، والتأملية على كل مُفردات الحياة من حوله، وليس على المشاعر فقط، وهو ما نراه في أفلامه التي تؤكد على تغير وتبدل كل شيء؛ فالأماكن تتغير، والعادات والتقاليد، والثقافات، والرغبات، والأحداث، أي أن كل شيء في الحياة مآله الاختفاء في النهاية؛ لذلك فهو يُسيطر عليه إحساس دائم بالتوق إلى الماضي وتأمله؛ نتيجة إحساسه بأن الماضي إنما ينزوي ويزول تماما، حتى لكأنه راغب في إكساب الماضي شيء من الأبدية من خلال تسجيل هذا الماضي في أفلامه التي نرى فيها العديد من الأحداث، والسياسات، والثقافات التي سادت في ستينيات القرن الماضي في مدينة هونج كونج، ولم تعد موجودة الآن، أي أن المُخرج- بدوره- يُعاني من ذكرياته مع الأمكنة، والثقافة المُتبدلة، بينما تعاني شخصياته السينمائية من ذكرياتهم، وذاكرتهم مع أحبائهم!.
إنه يحاول الإمساك باللحظات المُنفلته والمُتسربة من الذاكرة حتى على مستوى الأماكن؛ فهو يُدرك جيدا أن الزمن قادر على سحق كل شيء، لذلك فما نراه- فيما قدمه من أفلام- من أحداث الستينيات إنما هو في جوهره الرغبة في تأبيد ما فات، ولم يعد له وجود في العالم الواقعي؛ حيث الأزياء القديمة، والأحداث السياسية، والأزقة التي صورها، والأزياء التي كانوا يرتدونها في ستينيات القرن الماضي، وغير ذلك الكثير، أي أن فلسفة المُخرج القائمة على التغير السريع، والتبدل الدائم هي التي جعلت لديه هوسا لا ينتهي بالوقت؛ لأنه يُدرك أثره على الأشياء وتبدلاتها.
يتميز العالم الفيلمي لدى وونج كار واي بالعديد من المُفردات التي لا يمكن لنا رؤيتها، أو مُلاحظتها لدى غيره من المُخرجين الآخرين، أي أنه لديه من الأدوات السينمائية ما يجعلنا نستطيع الجزم بأن الفيلم المعروض أمامنا هو فيلم وونج كار واي حتى لو رفعنا اسمه من على الفيلم؛ فهو يفضل دائما عالم الليل في أفلامه، والجو الماطر، والإضاءة بلمبات النيون، وتصوير السيارات والقطارات المُتسارعة، والحركة المُفرطة- كدليل على أثر الوقت، وانتفاء الديمومة- وشخوص الكاميرا الدائم إلى الساعات، والتواريخ، والتقويمات، وتحديد المُدد الزمنية، والتصريح بها، فضلا عن أسلوبه الأثير في التعليق الصوتي على الأحداث/ المونولوج الذي يختصر الكثير من الأحداث بإخبارنا بها من خلال هذا التعليق، والإفراط في استخدام الحركة البطيئة Slow Motion، والحركة البطيئة مع تسريع المرئيات من حول الشخصيات حتى لتبدو الأشياء من حولها وكأنها مُجرد خط مُتسارع في الحركة، والجو الضبابي، واستخدامه لمُوسيقى البوب، والفلاش باك Flash Back، والتركيز على الذكريات، وغير ذلك من المُفردات السينمائية التي باتت من أهم مُميزات عالمه السينمائي، حتى أنه قد ترك بأثره على الكثيرين من المُخرجين في جميع أنحاء العالم الذين حاولوا تمثل هذا العالم، ومُفرداته نتيجة تماهيهم معه.
ثمة ميزة أخرى يتميز بها وونج كار واي لا يكاد أن يتخلى عنها، وهي أنه يكره السيناريوهات الجاهزة قبل الشروع في تصوير أفلامه، أي أنه يبدأ في العمل على الفيلم من دون وجود سيناريو مُعد وجاهز، بل هو ينطلق من فكرة كلية في ذهنه، وهذه الفكرة تتطور، وتكتمل، وتنضج أثناء التصوير إلى أن ينتهي تماما من فيلمه؛ وهو الأمر الذي يجعله يستغرق وقتا طويلا جدا في الانتهاء من أفلامه، حتى أنه قد اكتسب سُمعة سيئة بين صُناع السينما في أنه الأكثر بطئا في العمل؛ مما جعل المُنتجين يتجنبونه، غير مُتحمسين لمشاريعه السينمائية لأن استغراقه في التصوير يؤدي بهم إلى الكثير من الخسائر المالية الفادحة!.
هذا البطء في الانتهاء من أفلامه، هو ما جعله يقوم بإنتاج ستة أفلام من أفلامه العشرة التي قدمها، فضلا عن أنه كان مُنتجا مُنفذا لفيلمين آخرين، أي أنه يكاد أن يكون المُنتج الذي يقوم بإنتاج أفلامه كلها كي يقدمها في النهاية بالشكل الذي من المُمكن له أن يرضيه، ورغم ذلك فهو كثيرا ما يُعيد مُشاهدة هذه الأفلام- حتى بعد مرور العديد من السنوات على عرضها- ويرى أنه غير راضٍ عنها؛ الأمر الذي يجعله يُعيد العمل عليها مرة أخرى، ويصدر منها نسخة جديدة بالشكل الذي يرضيه، مُضيفا إليها العديد من المشاهد التي كان قد حذفها أثناء مُونتاج النسخة القديمة، أو يقوم بالحذف مما سبق لنا أن رأيناه، ويعمل على تغيير الألوان، وهو ما حدث، على سبيل المثال، مع فيلمه Ashes of Time رماد الوقت 1994م، الذي أعاد تحريره، وإصداره مرة أخرى عام 2008م، بعدما رأى أنه غير مُرضٍ له، فأضاف إليه، وحذف منه، وغيّر ألوانه في النسخة الجديدة! وهو ما فعله أيضا مع فيلمه الأخير The Grandmaster المُعلم الكبير 2013م، الذي أصدر منه نسخة جديدة فيما بعد 3D؛ لأنه- كما قال- كان يرى الفيلم في ذهنه 3D أثناء تصويره، ولكن لأن الإمكانيات لم تكن تسمح له في وقت التصوير بذلك، فلقد قام بإعادة إصداره فيما بعد رغم أن الأموال التي أنفقها على النسخة الجديدة كان من المُمكن له أن يقوم بتصوير فيلم جديد بها!
إذن، فنحن أمام مُخرج مهووس بالكمال فيما يقدمه من عالم فيلمي، هذا الهوس يجعله غير راضٍ طوال الوقت عما قدمه، رغم أنه من أكثر مُخرجي العالم حصدا للجوائز، لكنه كثيرا ما يعود لأفلامه مرة أخرى مُتأملا إياها؛ مما يجعله كثير العبث بها.
يُعد وونج كار واي من أهم مُخرجي الموجة الثانية من الموجة الجديدة في سينما هونج كونج، وأكثرهم تميزا وتأثيرا في سينما العالم، كما يصفه جل صُناع السينما في العالم بأنه أهم مُخرج في العالم؛ وهو الأمر الذي جعله الحاصد الأكبر للجوائز، بل ووضع فيلمه In the Mood for Love في مزاج للحُب 2000م، في المرتبة الثانية في قائمة أعظم مئة فيلم في القرن الحادي والعشرين، وهي القائمة التي أعدتها هيئة الإذاعة البريطانية في 2016م من خلال استطلاع ضم 177 ناقدا من حول العالم.
هذا التميز في العالم الفيلمي المشغول به هو ما جعله يفوز بجائزة أفضل مُخرج عام 1997م من مهرجان Cannes عن فيلمه Happy Together سُعداء معا 1997م. 
لكن، رغم أهمية المُخرج في مجال صناعة السينما، والأثر القوي الذي تركه على العديدين من المُخرجين والصُناع من حول العالم، ورغم هوس الكثيرين به في كل مكان، إلا أننا لاحظنا بأنه لم يلق هذه الشهرة التي تليق به في منطقة الشرق الأوسط- اللهم إلا بين بعض من يعملون في مجال السينما، وليس جميعهم- وهو من الأمور المُثيرة للكثير من الدهشة، والتساؤل، والدالة على الأمية السينمائية التي يعاني منها الجمهور العربي، بل وبعض العاملين في مجال الصناعة أيضا.
ربما يُدلل على هذه الأمية السينمائية أننا حينما بحثنا عن المُخرج على مُحرك البحث Google بالعربية لم نجد عنه سوى مقالين أو ثلاثة فقط بالعربية، بل إن هذه المقالات لم تُكتب إلا حديثا جدا، أي أن المُشاهد العربي يكاد أن يجهل المُخرج، بل ووصل الأمر بهذا الجهل به إلى النقاد العاملين في مجال السينما؛ حيث لم يهتم أحد بالكتابة عنه.
إن ندرة المكتوب عن سينما وونج كار واي جعلنا نحاول البحث عنه باللغة الإنجليزية؛ وهو الأمر الذي جعل جميع مصادر هذا البحث بالإنجليزية فقط- سواء مقالات مكتوبة عن أفلامه، أو حوارات أجراها المُخرج- كما لاحظنا أن هناك العشرات من الكتب، وعشرات أخرى من رسائل الماجستير والدكتوراه التي كُتبت عن المُخرج والسينما التي يقدمها في جميع أنحاء العالم، بينما العالم العربي يكاد أن يجهله تماما وكأنه غير موجود؛ الأمر الذي يشعرنا بالكثير من الشفقة على ثقافتنا السينمائية.
حاولنا في هذا البحث الإحاطة بالعالم السينمائي لمُخرج هونج كونج الأشهر- قدر الإمكان- ونحن في هذه الإحاطة لا ندعي الكمال- رغم سعينا إليه- لكن، بما أن الأعمال البحثية لا يمكن الوصول فيها إلى الكمال- وهذه طبيعتها- وبما أن أي بحث تالٍ على البحث السابق له لا بد له أن يضيف الجديد على ما سبقه؛ فمن الطبيعي أن يضيف إلى ما كتبناه، وتوصلنا إليه غيرنا من الباحثين إذا ما اهتموا بمواصلة البحث في سينما هذا المُخرج الذي يستحق الكثير من الاهتمام والدراسة.
اعتمدنا في هذا الكتاب على تقسيمه إلى قسمين: القسم البحثي، وهو القسم الذي ناقشنا فيه سينما المُخرج، وعالمه، ورؤيته الفنية، وأسلوبيته المُتميزة عن غيره من المُخرجين في العالم، وآلياته التي يستخدمها في صناعة أفلامه، ونشأته، وتاريخه، وغير ذلك مما يخص المُخرج وعالمه الفيلمي، بينما جاء القسم الثاني- القسم التطبيقي- ليحتوي على عشر دراسات نقدية عن أفلامه العشرة التي قدمها حتى الآن، محاولين من خلالها التطبيق على الجزء البحثي الذي سبق التطبيق، آملين أن يأتي غيرنا ممن يكتبون ويبحثون في مجال السينما للإضافة على ما توصلنا إليه، وللمزيد من الغوص في عالم المُخرج المُتميز، مُحللين آلياته السينمائية ورؤيته الفنية، وأسلوبيته الفريدة في هذه الصناعة.