رغم أن طاعة الأمهات والإحسان إليهن واجبة، لأن طاعتهن أقرب طريق للجنة، لكن هناك أشخاصا تخلوا عن جنتهم واختاروا الشقاء، وذلك بعدما أصابهم الجحود ونكران الجميل، والتجرد من الرحمة والإنسانية، وهو ما تجسد فعليا على أرض الواقع بمنطقة منشأة ناصر التابعة لمحافظة القاهرة.
فلم تكن تعلم الأم العجوز حجم الغضب والكراهية التى كانت تملأن صدر كلا من ابنتها وزوجها، وأن تكون نهايتها بأن تلقى فى مقلب قمامة كجثة مشوهة ومختنقة ومتعفنة.
وعثر أهالى منطقة الزرائب بمنشأة ناصر الواقعة غرب القاهرة، على جثة لسيدة عجوز بمنطقة مهجورة وبجوارها القمامة بدائرة القسم، ويبدو على وجهها التشوه نتيجة سكب مادة حارقة عليه، على الفور أبلغ الأهالى رجال المباحث لكشف ملابسات الواقعة، حيث أجرت الشرطة تحريات مكثفة للتوصل إلى هوية السيدة وذلك بعد صعوبة التعرف عليها بسبب تشوه وجهها إلا أن القدر ساق التحقيقات إلى كشف الحقيقة، وتم اتهام نجلة المتوفية وزوجها بقتل السيدة.
وكشفت تحقيقات نيابة منشأة ناصر الجزئية بمجمع محاكم جنوب القاهرة، تفاصيل جديدة عن واقعة العثور على جثة سيدة ملقاة وسط القمامة.
وأشارت التحقيقات إلى اتهام سيدة وزوجها بقتل والدتها خنقا وسكب مادة حارقة «مية نار» على وجهها وحملها ثم إلقائها وسط القمامة فى منطقة الزاريب دائرة قسم منشأة ناصر.
كما أصدرت النيابة قرارها بحبس المتهم الثانى«زوجة ابنة المجنى عليها» ٤ أيام على ذمة التحقيقات، مع التحفظ على ابنتها لحين استكمال تحريات المباحث الجنائية.
وتباشر النيابة العامة بمنشأة ناصر، تحقيقاتها الموسعة حول العثور على جثة سيدة مسنة ملقاة بمنطقة مهجورة فى منشأة ناصر، حيث أمرت جهات التحقيق بعرض الجثة على الطب الشرعى لتشريحها وإعداد تقرير حول سبب الوفاة.
كما طلبت الأجهزة الأمنية سرعة إرسال تحريات المباحث حول الواقعة، مع أخذ بصمات المتوفى ومطابقتها لبصمات الفيش الجنائى مع تصوير الجثة وعمل نشرة بها على الأقسام، للتعرف على هويته والوصول لأسرته، مع طلب تفريغ كاميرات المراقبة القريبة من محيط العثور على الجثة.
وتلقت أجهزة الأمن بالقاهرة بلاغا من الأهالى بوجود جثة لسيدة بإحدى المناطق المهجورة بمنشأة ناصر، وبالانتقال والفحص تبين أن الجثة فى حالة تعفن رممى لمرور عدة أيام على الوفاة، وتجرى أجهزة الأمن تحريات لكشف هوية المتوفاة ومعرفة وجود شبهة جنائية من عدمه بالإضافة لفحص بلاغات التغيب، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
وفى هذا السياق قال الدكتور وليد هندى استاذ الطب النفسى، إن التنشئة الاجتماعية الخاطئة من أهم أسباب جحود الأبناء ضد آبائهم، مما يجعلهم يهمشون دور الآباء ويشعرون أنهم كالعدم، وأضاف الخبير النفسى، أن قلة الوعى الدينى والثقافى والتعليمى من أهم أسباب تلك الوقائع، فجحود الآباء يعتبر من الكبائر، بجانب التأثر بالصحبة السيئة وتعاطى المواد المخدرة، والظروف الاقتصادية الصعبة، مشيرات الى هذه الوقائع بأنها فردية وغير منتشرة ولكن لابد أن نعمل على وأدها من البداية ومعالجتها بنشر الوعى الدينى والثقافة العامة والاهتمام بالتعليم والدور المجتمعى، وتعريفهم بعقوبة عقوق الوالدين فى الدارين، ونشر الحب والترابط الأسرى بين الأبناء.
