صدر حديثا عن الهيئة العامة السورية للكتاب، كتاب جديد بعنوان "جدل الصوت والصورة في الدراما التلفزيونية السورية"، للكاتب أنور محمد، وذلك ضمن سلسلة "مسارات فنية" التي تصدرها الهيئة.
يقع الكتاب في 221 صفحة من القطع الكبير، والذي يضم المسلسلات السورية التي تُقدّم الآن، وإن كانت لها سمعتها الطيبة، وهي كثيرة ومتنوعة من التي تتأسس على المفارقات المضحكة، إلى التي تقوم على الفاجعة منها المعاصرة أو التاريخية، إلى تلك التي تكرر حكايات غيرها، وتقوم على الإلقاء/الحوار، وليس على صنع صورة فنية تسحر- تدهش، إنما هي مسلسلات يغلب عليها الصوت أكثر من الصورة، ولتسد حاجة ليس للمستهلك، المشاهد، بل لهذه الأقنية الفضائية التي صارت وحشًا له مليارات الأنياب، فيفك ذاك التلاحم الأسري الذي كانت تدعو إليه القنوات الأرضية العربية قبل زمن القنوات الفضائية.
عندما نتذكر: أسعد الوراق، ودليلة والزيبق، وحمام الهنا، وصح النوم... إلخ، نرى أنها كانت مسلسلات في جانب من دعواها الأخلاقية والاجتماعية تقوم أيضاً بالترويح، فتؤكد ذاتنا، فلا نذوب كالملح أو السكر في ماء الأفكار السطحية، والصراعات المفتعلة، وقصص الحب السياحية، والبطولات الكاذبة كما في كثير من هذه المسلسلات على "نظافتها".
وحتى الآن لم تقم العين - عيوننا في المشاركة في الفكر - التفكير بالصورة التي نراها، فلا الواقعي منها واقعي، ولا الخيالي خيالي. بل إن فكرنا صار يهرب، يتبخر من سذاجة الخطاب الدرامي الذي يستهين بعقلنا.