الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

العمر البيولوجي أهم من شهادة الميلاد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يتمتع بعضُ المسنين بصحة جيدة ومظهر شاب في حين يبدو بعض الشباب أكبر من عمرهم الحقيقي بعشرة أعوام، وهو أمر يحدده العمر البيولوجي للإنسان. 
فظهور الشعر الأبيض والتجاعيد كلها من علامات التقدم في العمر الزمني، أما العمر البيولوجي للإنسان فيتأثر بعوامل أخرى ولا يرتبط بالضرورة بالعمر الزمني، وهو ما يظهر عند رؤية شخص في السبعينيات من عمره يتمتع بصحة جيدة وقدرة على ممارسة الرياضة بشكل أكبر من شخص ثلاثيني أو أربعيني وقد نجد شخصين وُلدا في نفس العام، أي أنهما في نفس العمر الزمني، ولكن لدى كل منهما مخاطر مختلفة لتطوير الحالات المرتبطة بالعمر - لأنهما يتقدمان في العمر بمعدل مختلف، فيبدو أحدهما بمظهر وتصرف أصغر من الآخر ومما هو عليه بالفعل. وهذا ما أعطى أهمية للعمر «البيولوجي»، بالإضافة إلى العمر الزمني  كما إن كبار السن من نفس العمر الزمني يبدون مختلفين اختلافًا جوهريًا من حيث أعراض الشيخوخة الظاهرة على كل منهم. لذلك يقاس عمر الإنسان بمدى ظهور أعراض الشيخوخة عليه ومن أهمها صحة وكفاءة الشرايين. ويمكن تصنيف الذين يشكون من أمراض في الشرايين وتتراوح أعمارهم ما بين 40 و50 عامًا بأنهم ضمن خانة الشيخوخة المبكرة، بينما أولئك الذين يتمتعون بشرايين سليمة مع ضغط دم طبيعي ويمارسون حياتهم اليومية بصورة طبيعية ونشطة لا يمكن تصنيفهم ضمن خانة الشيخوخة رغم أن أعمارهم قد تصل إلى السبعين أو الثمانين لذلك تعتبر عملية التقدم في السن عملية فردية إلى درجة كبيرة، حيث تؤثر الحياة، والمعيشة الصحية، والسلوك الغذائي السليم تأثيرًا إيجابيًا على صحة الفرد، وبالتالي تحسن في نوعية الحياة. وقد يصل الفرق بين العمر الزمني والعمر البيولوجي إلى ثلاثين سنة إذا ما اتبع الفرد منذ الصغر سلوكيات معيشية وغذائية إيجابية بحيث  يكون هناك قدر من الاعتدال في تناول الأطعمة لتحقيق توازن بين الطاقة المتناولة والطاقة المبذولة، ويُقاس العمر البيولوجي من خلال مقياس الكتلة الجسمية أي الوزن والدهون في الجسم، الهضم والمناعة، التراكم التلوثي أي نوعية الغذاء إضافة إلى التدخين وطبيعة البيئة  ونمط الحياة أي العلاقات والتمارين الرياضية وغيرها.
ولأن تحديد العمر البيولوجي مهم جدا لمعرفة تأثير البيئة والنظام الغذائي وعلاج الأمراض خلال مرحلة الشيخوخة. أي يمكن استخدام هذه الطريقة على نطاق واسع في دراسات علم الشيخوخة"بهتم ببحث أعراض وتأثيرات التقدم في العمر عند المسنين، ولهذا ركز باحثون أمريكيون على دراسة العمر البيولوجي لمجموعة كبيرة من الأشخاص في الفئات العمرية المختلفة. واعتمدت الدراسة التي نشرتها دورية "بروسيدينجز" العلمية، على فحص الحالة الصحية والنفسية بشكل منتظم لـ 1937 شخصا في إحدى مدن نيوزيلندا منذ ولادتهم وحتى بلوغهم 38 عاما.
وطور الباحثون آلية لقياس سرعة العجز في أعضاء الجسم المختلفة من الكلى والرئة والكبد وجهاز المناعة كما ركزوا على التغيرات في معدل الكوليسترول وصحة الأسنان ووضع شرايين الدم خلف العين والتي تعد مؤشرا على حالة الشرايين الدموية في المخ. وبناء على هذه المعايير قام الباحثون بتحديد العمر البيولوجي للخاضعين للتجربة والذي تراوح بين 28 و61 عاما. وقال المشرف على الدراسة،  علينا البدء في دراسة التقدم في العمر عند الشباب، إذا كانت لدينا رغبة في الحد من الأمراض المرتبطة بالعمر