الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أفيقوا من سباتكم.. انتبهوا يرحمكم الله!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سيسجل التاريخ ما لنا وما علينا، وكل كلمة سنقولها أو نتفوه بها ستكتب عند الله واستعد شهادة، وسنسأل عنها أمامه يوم القيامة.
في أيامنا هذه كثر اللغط، وكثر الجدل، وكثرت الفتاوي، فكل من (هب ودب)، صار مفتيا، أصبح مشرعا، بات منظرا.
متخصص كان أو غير متخصص.
علي المقاهي تجدهم، في الطرقات وعلى قوارع الطرق تسمعهم يتحدثون، صغارا كانوا أو كانوا كبارا. 
في المساجد، وآه مما يحدث في المساجد،  فهل يجوز لكل من أرتدي جلبابا أبيضا قصيرا وأطلق لحيته وأم الناس في الصلاة لظرف ما كأن يتأخر الإمام الراتب فيقدمه الناس، وتصلي خلفه فتسمع ما لا تتحمله أذنك من نكارة الصوت، ليس هذا وحسب،وانما فشل ذريع في القراءة، ولحن جلي تارة،ولحن خفي تارة أخرى.
والأدهى والأمر من ذلك أن يمسك الميكروفون ويعطي درسا ويفتي بغير علم ولا فقه، ويخوض في أمور العامة،أليس هذا هو الرويبض الذي أخبر عنه المعصوم صلي الله عليه وسلم.
وللأسف الشديد إذا ما اعترضت ووجهت يغضب ويثور ويقاطع المسجد ولا يأتي إلي الصلاة، حتى وان كان توجيهك بالتي هي أحسن، لايقبل نصحا ولا إرشاد إلا ما رحم ربي
إذن لابد من وقفة هنا، لابد أن نفكر في المسألة بعقلانية فلا تأخذنا الحماسة الدينية فجميعنا يحب دينه، المسلم يحب دينه، المسيحي، اليهودي.
فمن منطلق حبنا لديننا نريد رفعة ديننا، كيف ؟أن نتصدى عقليا لأمثال هؤلاء الذين قد يفتون فتوي تقود إلي اهلاك البلاد والعباد، ولنا في ما حدث من اغتيالات وقتل وسفك دماء الآمنين العبر والعظات.
فانتبهوا أيها السادة لأمثال هؤلاء، انتبهوا يا علمائنا الاجلاء، يا علماء الدين، يا علماء الأزهر الشريف المبارك، انتبهوا ولاتتركوهم يعيثوا في الأرض فسادا.
في المنتديات الثقافية، والندوات التثقيفية التي تبث على القنوات الفضائية، تجد الموضوع حساس جدا وخطير يناقش قضية فكرية مهمة، تحتاج إلي جهابزة الرأي، وأهل الفكر حتي ينظروا لها تحليلا وشرحا، من أجل الوصول الي رأي سديد يفيد واقعنا، كقضايا التجديد، والحداثة والمعاصرة، وقضايانا المعاصرة كثيرة.
تجد الضيف في واد والمضيف في واد أخر، إذا كان الضيف متخصصا فالمضيف ليس قارئا جيدا ولا مطلع علي موضوع حلقته، أو تجد الضيف غير متخصص في ما هو مطروح، فما علاقة أحد المغنيين بقضايا تجديد الخطاب الديني.
لابد أن يكون هناك إعداد جيد من معد البرامج، وكذلك المضيف المذيع، فبالإضافة الي الإهتمام بالشكل من ملبس وبلاتوه، وهذا ممدوح ومحمود حتي نظهر بصورة لائقة للإعلام المصري، لكن حتي تكتمل الصورة بهاءا وجمالا لابد ضرورة من الإهتمام والتخديم علي لب القضية حتي نجد حلولا لقضايانا اوحتي نسهم في إيجاد بعض الحلول_لا أقصد الكل وانما البعض.
كذلك الإهتمام بالمذيعين والمذيعات، لغويا وتأهيلهم بدورات تدريبية لتعلم قواعد اللغة العربية لغاتنا الجميلة.
كذلك الأمر في الأمور الإقتصادية الجميع أصبح خبيرا اقتصاديا، والكل يفتيالا مارحم ربيالكل يتحدث عن الإقتصاد وكيفية النهوض بالإقتصاد، اقتصادنا وثرواتنا القومية ومواردنا الإقتصادية تناقش علي المقاهي، وتسمع من يقول إحنا ممكن نعمل كده، وآخر يقول لا أنا أري كذا، وثالث يجلس ويهز رأسه ممسكا بالشيشة والطاولة أمامه يلهو ويلعب لاتعلمه مؤيدا لرأي أيهما.
يا سادة أفيقوا، هل نترك خبراء الإقتصاد وعلماء الإقتصاد الذين تخرجوا من كليات الإقتصاد والتجارة وإدارة الأعمال، ونترك الأمر للعوام، فلنترك التخصص لأهله
وفي مجال السياسة الكل أصبح بارعا في العلوم السياسية، وفتاوي ما أنزل الله بها من سلطان، الحزب الفلاني أولي من الحزب العلاني، لا فلان نجح في الإنتخابات النيابية، نعلم أنه لم يقدم شيئا لخدمة الناس، يا سادة الأعضاء في البرلمانين ليس هدفهم الخدمة فقط، بل هناك أمور تشريعية، نحن لا نرفض أن يكونوا في خدمة الناس، لكن هناك أمور مهمة هي الأمن القومي للبلاد والحفاظ عليه.
في المجال العسكري، أصبح الجميع خبراء عسكريون، لماذا نشتري هذه المعدات، ولا نوفر ثمنها لإطعام الناس، أليس تقوية جيشنا من أولويات الأمور، أن تمتلك جيشا قويا أفضل أم يكون جيشا هشاضعيفا.
لماذا لانقوم بضرب السد هذا، لماذا لانفعل كذا وكذا وكذا.
وكثر الحديث في هذه الأيام عن موضوع السد والمياه، وما سيحدث لنا، وهل سنموت عطشا إذا ما حجب عنا الأحباش المياه.
ومن هؤلاء حتي يفعلوا ذلك؟!!!!!!!
أقول يا سادة انتبهوا جيدا، لاتهنوا ولاتحزنوا، إن الله بالغ أمره، منذ متي ضيعنا الله تعالي، 
كم من الحملات أتت علي مصر ورد الله كيدهم إلي نحورهم، تذكروا الحملات التتارية، الانجليزية، الفرنسية، العدوان الثلاثي على مصر، كم وكم وكم، هل افلحوا ؟! لا ولن يفلح أحد في الكيد لمصر مهما احتمي ومهما تحصن. لماذا لأنها مصر،وضعوا خطوطا كثيرة تحت هذه الكلمة.ولا يفلح الساحر حيث أتى.
يا سادة انتبهوا جيدا لدينا قيادة واعية حكيمة راشدة، تعرف جيدا ما تفعله وماستفعله متي اقتضت الضرورة لذلك، وتعي جيدا أن حياة مصر في نيلها، فاصبروا وصابروا ورابطوا، وقفوا خلف قيادتكم التي توصل الليل بالنهار للرقي بهذا البلد الذي يستحق كل الخيرات.
لوسمحتم دعوا الرجال يعملون في صمت، فنحن في أيد أمينة تحبنا وتحب هذا البلد، قيادة تدمع عيناها عندما تري دموع أطفال الشهداء، قيادة تمسح وتقبل رؤوس امهات الشهداء، قيادة تواسي أرامل الأبطال الشهداء.
قيادة وجهت جل اهتمامها بذوي الهمم الذين هم بضع منا، الذين هم أهلنا وأحبابنا، وأصدقائنا، وجهت لاشراكهم في المشروعات التنموية العظمي وتفعيل دورهم في هذه النهضة الشمولية في كافة المجالات.
وهذا ليس تصدقا عليهم وانما هو حق أصيل لهم لماذا لأنهم مكون أصيل من هذا المجتمع.
أفيقوا من سباتكم وانتبهوا جيدا ولا تتحدثون في ما لا تعلمون، فقد تودي بكم الكلمة إلي التيه والضلال.
انتبهوا وعودوا إلي رشدكم يرحمكم الله.
ودعوا أهل البناء يبنون، وأهل التشييد يشيدون وأهل السياسة يسيسون، وأهل الإقتصاد يبدعون.
أفيقوا !!!